«البناء والتنمية» يرضخ لرؤية عبود الزمر ويستدعيه لاجتماع لبحث المراجعات بيان الجماعة للتهنئة بالعيد كشف نيتها عن إجراء مراجعة لموقفها بعد 30 يونيو من جديد عادت الجماعة الإسلامية إلى المراجعات الفكرية، والتى كانت قد أعلنتها لأول مرة فى منتصف التسعينيات، قبل أن تدفعها مواقف رموز عدة من قادتها وأعضائها بعد 25 يناير و30 يونيو لخوض معركة جديدة لنقد الذات والاعتراف بالأخطاء مرة أخرى. لكن يبقى السؤال الكبير، هل لدى الجماعة فى مراجعتها الفكرية الجديدة المنتظرة، ما يقنع الناس، ويدفعهم للثقة بها، خصوصا أنها سبق أن نبذت العنف وتبرأت من الدم، ثم سرعان ما انقلبت على ذلك فى ما بعد؟! السر فى جنوح الجماعة الإسلامية الحالى لإجراء مراجعات جديدة، يكمن فى شكل المشهد السياسى المصرى الآن.. بعد 30 يونيو ربما راهنت الجماعة مع حليفها الإخوان على سقوط الدولة، أو بالأحرى سقوط السلطة التى تقلدت مقاليد الحكم بعد الإطاحة بمحمد مرسى، إلا أن ثبات النظام الجديد، وتحقق عدد من بنود خارطة الطريق، وخصوصا استحقاقيها المهمين، الدستور وانتخاب رئيس، «دفع الجماعة لمحاولة الوصول إلى مخرج آمن لها يحميها من الوقوع فى شراك الأجهزة الأمنية»، حسبما أفاد مصدر مطلع، فى حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة، لافتا إلى أن الحزب بصدد عقد اجتماع للهيئة العليا وأمناء المحافظات، بشأن عمل مراجعات للمرة السابعة خصوصا بموقفه مما أسماه الأزمة الراهنة فى مصر. ومن المعلوم أن المراجعات السابقة للجماعة وحزبها، بعد 30 يونيو، كانت تتبنى استراتيجية المعارضة السلمية من خلال تحالف دعم الشرعية، مع البحث عن الحلول السياسية للخروج بالوطن من أزمته الراهنة، وفق المصدر. ومن المتوقع حسب ما أكده المصدر، أن تتم دعوة الشيخ عبود الزمر لهذا الاجتماع لعرض رؤيته التى سبق وطرحها فى وسائل الإعلام خلال المرحلة الماضية، وذلك فى إطار فتح الباب لتداول جميع الآراء وعرضها على الهيئة العليا وأمناء المحافظات للخروج بالرأى الذى يتبناه الحزب خلال المرحلة القادمة، بينما يتوقع أن يعقد الاجتماع بعد عيد الفطر المبارك. وكانت الجماعة الإسلامية نفسها قد ألمحت إلى نيتها فى مراجعة موقفها، فى بيانها الصادر بمناسبة العيد، حيث أكدت أنها تدرك أن المنطقة كلها تواجه تحديات ضخمة تتعلق بإعادة توزيع موازين القوى والتأثير، قبل أن تطالب الجميع بمراجعة نفسه ومواقفه وفق ما يواجه الأمة من أخطار، وما يواجه مصر من تحديات، ومن ثم يضع صالح الوطن فوق كل الاعتبارات الأخرى، موضحة أن استعادة اللحمة الوطنية بكل مكوناتها وفصائلها هى السبيل للخروج من الأزمة. ويبقى الجانب الاجتماعى الزاوية الأبرز الذى تركز عليه الجماعة فى مبادرتها، حيث دعت فى بيانها الجميع إلى التعاون من أجل إعلاء الإرادة ومواجهة التحديات وتحقيق الطموحات والتعاون من أجل الفقراء والضعفاء والمرضى والمساكين وبناء وطن على أسس سليمة، كما طالبت بالتعاون من أجل حوار جاد يبنى مشروعا وطنيا جامعًا يحقق أهداف الثورة ويصيغ مستقبل الوطن، موضحا أنه لا مجال وقت الأزمات الكبرى للأوطان لمنهج الإقصاء والتخوين والتنازع. بدوره قال الدكتور عثمان عبد الرحيم القميجى، المستشار بوزارة الأوقاف الكويتية، مؤسس مركز بصائر للتحاور الإلكترونى، إن الجماعة فى بيانها تشير إلى بوضوح إلى خطة انسحاب ممنهج وتدريجى من المشهد، كما أن البيان يتضمن تراجعا واضحا فى الرؤية الاستراتيجية لإدارة الأزمة مع الدولة، وقد برز ذلك من خلال مجموعة من النقاط من أهمها بروز الخط الوطنى بصورة جديدة على بيانات الجماعة الإسلامية ودعوة جميع الأطراف إلى مراجعة مواقفهم والمقصود بذلك فى هذا السياق الإخوان المسلمون وليس غيرهم.