عشرات الآلاف من اللاجئين الأوكرانيين ينزحون إلى روسيا رغم وجود المنظمات الإنسانية الغربية أعلن مفوض وزارة الخارجية الروسية لشؤون حقوق الإنسان والديموقراطية وسيادة القانون قسطنطين دولجوف أن موسكو تعول على أن تتجسد تعهدات الرئيس الأوكراني الجديد بيترو بوروشينكو بوقف العملية التنكيلية في شرق البلاد في غضون الأسبوع الجاري، تتجسد في أعمال محددة. وأشار دولجوف إلى أن الحديث في الظروف الراهنة بالمنطقة لا يمكن ان يدور عن تحسين الوضع الإنساني هناك، فالاوامر تعطى من كييف بقصف إدارة المنطقة من الجو، ما يعني أن لهم أهدافا ما في ذلك. ولفت الدبلوماسي الروسي إلى قدر من الخمول في عمل المنظمات الإنسانية الدولية في أوكرانيا، حيث تركز هذه المنظمات على ضمان أمن موظفيها قبل كل شيء، الأمر الذي يدفع روسيا إلى الإصرار على وقف العنف وإنهاء العملية التنكيلية كشرط لا بد منه لتوسيع المجال أمام وصول مساعدات إنسانية إلى المنطقة. ومع ذلك أشار دولجوف إلى أن استمرار المواجهات لا تقلل من مسؤولية المنظمات الإنسانية، مضيفا أن الجهات المعنية الروسية تواصل الاتصالات معها وتتخذ الإجراءات اللازمة.
في هذا الصدد تحديدا، أفادت السلطات المحلية بمقاطعة روستوف الروسية أن نحو 20 ألف امرأة وطفل وصلوا إلى روسيا من جنوب شرق أوكرانيا خلال الأيام الثلاثة الأخيرة. بينما عدد المواطنين الأوكرانيين الذين وصلوا إلى الأراضي الروسية في 7 يونيو الحالي وحده بلغ 7335 شخصا. يذكر أن 2100 شخص بمن فيهم 930 طفلا يعيشون اليوم في مقاطعة روستوف. كما استقبلت العائلات الروسية المحلية 1070 شخصا، بمن فيهم 431 طفلا. ويعيش 58 شخصا، بمن فيهم طفل واحد في مراكز الإقامة المؤقتة. وقامت سلطات مقاطعة روستوف أيضا بنقل 133 شخصا من المواطنين الأوكرانيين إلى مقاطعتي موسكو وفورونيج. وأكد مسؤول في مقاطعة روستوف الروسية المتاخمة لأوكرانيا أن أكثر من 35 ألف شخص عبروا الحدود من أوكرانيا الى روسيا منذ بداية العمليات العسكرية.
وفي نفس السياق، دعا مدير الديوان الرئاسي الروسي سيرجي إيفانوف إلى فتح ممرات إنسانية في جنوب شرق أوكرانيا لتسهيل خروج اللاجئين الهاربين من العمليات القتالية التي تجريها كييف، وتمكينهم من العبور إلى الأراضي الروسية. ووصف إيفانوف موضوع فتح الممرات الإنسانية في أوكرانيا بأنه ملحّ للغاية، في الوقت الذي تعرقل فيه السلطات الأوكرانية عبور اللاجئين إلى روسيا.
وفي رد فعل مباشر على تصريحات الرئيس الأوكراني الجديد بيترو بوروشينكو بشأن وقف إطلاق النار خلال أسبوع، أعلن ألكسندر بوروداي، رئيس وزراء "جمهورية دونيتسك الشعبية، أن أقوال بوروشينكو عن وقف إطلاق النار في المنطقة في غضون أسبوع "مجرد فقاعات في الهواء"، مشددا على أن السبيل الوحيد لتجسيد هذه الأقوال على الصعيد العملي هو سحب جميع القوات الأوكرانية من المنطقة. كما افترض أن الرئيس الأوكراني الجديد قد يراهن على شن هجوم واسع النطاق خلال الأيام القادمة بهدف القضاء على جميع القوى المقاومة للسلطات في كييف. وأكد بوروداي أن الشرط الوحيد للحوار مع السلطات الأوكرانية هو وقف عمليات القتل الجماعي، وسحب جميع القوات العسكرية التابعة لكييف من حدود جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين.