شهدت شوارع المنطقة الشمالية، التي تشمل عدد 7 أحياء هامة في محافظة القاهرة، منهم (شبرا، وروض الفرج، والساحل، والزاوية، والحدائق)، تكدس كبير للقمامة على أطراف شوارعها، و أخرى امتلأت فيها الأطراف إلى أن تطرقت إلى منتصف الطريق، مما تسبب في إغلاق الشوارع، واستياء الأهالي من كثرة القمامة، وما ينتج عنها من إنتشار للأوبئة، والحشرات وسط المناطق السكنية في الأحياء. ورجع انتشار تواجد القمامة، وامتلاءها في تلك المناطق والأحياء إلى دخول عمال شركة “أما” المسؤولة عن نظافة مناطق و شوارع الأحياء التابعة للمنطقة الشمالية، في إضراب مفتوح عن العمل بمقر الشركة، الذي بدأ منذ أسبوع وسط تضامن لباقي عمال شركات النظافة التابعين لأحياء المنطقة الشمالية.
وبعد الحديث مع عمال شركة “أما”، علم مراسل وكالة أنباء “ONA”، لأسباب قيامهم بالإضراب، الذي رجع إلى وفاة أحد زملائهم أثناء تأدية عمله بحي شبرا، و آخر لم يحصل على مستحقاته بعد خروجه على المعاش، بالإضافة على عدم حصول أهالي المتوفي على مستحقاته، وأيضا لتدني المرتبات التي يحصل عليها العمال، حيث يحصل سائق سيارة نقل القمامة على مبلغ قدره 900 جنيه والمشرف 800 جنيه، والعامل 600 جنيه.
فيما ذهب العمال لتقديم تساؤلاتهم حول قلة أموال المعاشات فكان رد الإدارة “أن قانون العمل ينص على حصول العامل على شهرين إضافي لكل سنة”، وذلك بعد أن قامت الشركة بتقديم وعودها حول النظر في مطالب العمال، وتحقيقها بعد 30 يونيو القادم، لكن العمال أوضحوا أنهم يدخلوا في معارك تتعلق بالتتظاهر أو إضراب بعد الانتخابات الرئاسية، وهذه هي فرصتهم للمطالبة بحقوقهم.
و قال أحد المشرفين بشركة “أما”، والذي رفض ذكر أسمه ” أنه بعد ضغوط تم ممارستها على عمال الشركة من قبل مجلس الإدارة، خرجت اليوم مع عامل واحد من أصل فريق يتكون من خمسة عمال، بدون أن نمارس عملنا بشكل جاد، وبدون أن نأخد معدات النظافة، وذلك إحتجاجا على إهمال الإدارة لمطالب العمال، ومحاولة تأجيلها، والمماطلة في تحقيقها”.
فيما أضاف مشرف آخر” أننا مستمرون في الإضراب، ولو مارسنا العمل سيكون بشكل جزئي، ويجب أن يكون هناك عامل واحد بدلا من خمسة عمال علي كل سيارة”، مضيفا “أنا أعمل لدى شركة استثمارية و أخيرا مثلي مثل الذي يعمل باليومية، و بعد تقاعدي عن العمل أو وفاتي، سيكون مصير أبنائي الهلاك من بعدي بسبب المرتبات الهزيلة التي نحصل عليها”.
وتراكم القمامة بالأحياء و الشوارع التابعة للمنطقة الشمالية، أدي إلى استياء كبير من قبل الأهالي الساكنين بالأحياء و المناطق بسبب تناثر الحشرات و الروائح الكريهة الناتجة عن تراكم تلك القمامة، وأيضا إعاقة مرور السيارات خلال تلك الشوارع بسبب تراكم القمامة في منتصفها.
حيث قال أحد مواطني حي الساحل “أن القمامة تصل أحيانا إلي أن تغلق الطريق، وأننا في معاناه حقيقة بسبب النواتج التي تتراكم من تلك القمامة، ومن جانب آخر هناك تعتيم من قبل الحي على محاولة حل المشكلة القائمة من انتشار القمامة بهذه الطريقة، وأن الحي حاول إقناع عاملين النظافة بممارسة عملهم، ولكنهم رفضوا”.