استشهاد أمين شرطة بطلقة من سلاح قناصة فى اشتباكات دامية مع الإخوان بمترو المطرية توقف حركة المترو من "سرايا القبة" حتى "المرج الجديدة" لساعة ونصف بعد تصاعد وتيرة الأحداث وإطلاق الأعيرة النارية
زملاء الشهيد: شاهدنا أشعة الليزر تحيط بنا ..والجناة صوبوا طلقاتهم تجاه المحطة من أعلى كوبرى النعام
مدير شرطة النقل والمواصلات ل"الدستور الأصلي " : أرواحنا فداءً لحماية أمن الوطن
ومساعد الوزير للأمن الاقتصادى يلجأ لمكتب ناظر المحطة هرباً من بكاء زملاء الشهيد
ليلة دامية عاشتها منطقة المطرية، مساء أمس الجمعة، بعدما تصاعدت وتيرة الإشتباكات الدائرة بين قوات الأمن وأنصار الرئيس السابق محمد مرسى من جماعة الإخوان المسلمين، بعدما قام أعضاء الجماعة باستهداف محطة مترو المطرية بإطلاق الألعاب النارية وطلقات الخرطوش والرصاص الحى، نتج عنه استشهاد أمين شرطة ضمن المكلفين بتأمين المحطة، إثر تلقيه طلقة من قناص، أصابته فى صدره لفظ بعدها بثوان انفاسه الأخيرة، ما ادى لحدوث حالة من الكر والفر والهياج فى أورقة المحطة، وانتاب الركاب حالة من الذعر، اضطرت بعدها شركة المترو إلى إيقاف الخط الأول للمترو، لنحو الساعة والنصف من محطة سرايا القبة وحتى المرج الجديدة، حفاظاً على أرواح المواطنين. الدستور الأصلي إطلع على التفاصيل الكاملة لليلة الدامية، حيث بدأت الأحداث فى التاسعة والربع مساء الجمعة، بعد تجمع مسيرة لأنصار الرئيس السابق محمد مرسى بمنطقة عين شمس، وفى أثناء اتجاهها صوب ميدان المطرية للتقابل مع مسيرة أخرى قادمة من منطقة الكابلات، وتحديداً عند كوبرى النعام، حيث اعتلاه المشاركون فى المسيرة، وأطلقوا فى بادىء الأمر، الألعاب النارية - بحسب شهود العيان- ناحية محطة مترو المطرية، وأصابوا المتواجدين بالمحطو بحالة من الذعر والهلع، خاصة مع إشعالهم لأحد الشماريخ أعلى الكوبرى، ثم تطور الأمر بعدها فى التاسعة والنصف تقريباً إلى إطلاق الرصاص الحى والخرطوش، فتعاملت معهم أفراد الخدمة الأمنية بالمحطة وفقاً للقانون، وبادلتهم إطلاق الأعيرة النارية، وخلال الإشتباكات الدامية سقط أمين الشرطة وليد شعبان عبد العليم غارقاً فى دمائه، واكتشف زملائه إصابته بطلقة نافذة فى صدره، لم تمر بعدها ثوان معدودة وقبل وصول سيارة الإسعاف، كان أمين الشرطة قد لفظ أنفاسه الأخيرة.
عقارب الساعة كانت تشير نحو العاشرة إلا الربع، حالة من الهلع انتابت نفوس ركاب المترو، خاصة مع سماعهم لصوت الأعيرة النارية والتى وصلت صداها إلى محطتى عزبة النخل وعين شمس، مما دعا الخدمات الامنية بالمحطات إلى الصراخ فى المواطنين" مش عازين حد على الرصيف كله يركب بسرعة"، مصادر أمنية بشرطة المترو قالت أن أمين الشرطة الشهيد سقط غارقاً فى دمائه أمام كشك الإسعاف الموجود بمحطة مترو المطرية، بعد تلقيه طلقة نافذة فى صدره ورجح زملائه أن تكون الطلقة من سلاح قناصة، خاصة بعد رؤيتهم لشعاع الليزر يحيط بهم أثناء الإشتباكات، بالإضافة إلى أن المسافة بين كوبرى النعام مكان إطلاق المتظاهرين للنيران تجاه المحطة، تبعد نحو 70 متراً عن مكان مصرع الشهيد، وهو ما يصعب معه إصابته هكذا عشوائياً.
العميد هشام فاروق مدير شرطة مترو الأنفاق، قال أن أمين الشرطة الشهيد كان ضمن الخدمات التعزيزية لمحطة مترو المطرية التى تشهد أحداث عنف وشغب أسبوعياً وتحديداً يوم الجمعة، مضيفاً أن الأحداث تسببت فى إصابة أمين شرطة آخر ويدعى محمود سعيد بشظايا فى ذراعه، أثناء الإشتباكات. اللواء منير السيد مدير الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات، وصل إلى المحطة بصحبة اللواء هشام النجار وكيل الإدارة لشئون الأمن، واللواء عادل التونسى بالمباحث الجنائية للإدارة، لتفقد الوضع الأمنى بالمحطة، وقال "السيد" أن الأحداث راح ضحيتها أمين شرطة نظامى بالمحطة، وأًصيب أخر، مضيفاً ل" الدستور الأصلي أنه ومع ارتفاع وتيرة الإشتباكات أسبوعياً داخل محطتى مترو المطرية وعين شمس، يتم الدفع بخدمات تعزيزية لتأمين المحطة من أية محاولات للهجوم عليها، حيث يتمركز لواء وعميد شرطة فضلاً عن الخدمات المعينة بالأساس داخل المحطة، وأكد مدير الإدارة أنهم مستعدون لتقديم اوراحهم فداءً لحماية أمن الوطن والحفاظ على ممتلكاته، وعلق "السيد" ناعياً أمين الشرطة الشهيد " كلنا معرضون للموت فى أى لحظة ولن نتخلى عن واجبنا أبداً"، وعن إجراءات تأمين المحطة، أشار "السيد" أنه جرى تمشيطها بمعرفة رجال الشرطة، وباتت المحطة مؤمنة بالكامل، شارحاً ان الجناة استغلوا كوبرى النعام المرتفع لإطلاق أعيرتهم النارية تجاه أفراد الشرطة.
ورصد "الدستور الأصلي " علامات الحزن والأسى فى وجوه زملاء الشهيد، الذين لم يتمالكوا أعصابهم ودخل بعضهم فى نوبات بكاء حزناً على فراق زميلهم أمين الشرطة وليد شعبان الذى شهدوا له بحسن علاقته بزملائه وشهامته فى أداء مهام وظيفته، ورفضوا الحديث فى الوقت الذى عبرت فيه دموعهم عن الأسى الذى طالهم.
اللواء محمد توفيق مدير المباحث الجنائية بقطاع أمن القاهرة وصل فى الحادية عشرة والربع تقريباً إلى محطة المترو، وتفقدها بحصبة ضباط مباحث القاهرة، وأشار العقيد محمد فتحى مفتش مباحث فرقة الشرق أنه سيتم الاستماع لأقوال الخدمة المعينة بالمحطة، وقام بمعاينة المكان الذى لقى فيه الشهيد مصرعه، وسأل عن سلاح أمين الشرطة المجنى عليه، وناقش زملائه حول التصور المبدئى لاستشهاده، ورفض مساعد وزير الداخلية للأمن الاقتصادى الحديث للتحرير، مكتفياً بالجلوس فى مكتب ناظر المحطة، خاصة مع بكاء زملاء أمين الشرطة الشهيد على رصيف المحطة.
وحرصت قيادات الأمن التعزيزية على إعادة تسيير حركة المترو، وشددت من تواجدها على رصيف المحطة، ووصل أحد أعضاء نيابة الحوادث لمعاينة موقع الحادث، فى ساعة متأخرة من الليل بناءً على تعليمات من المستشار هشام بركات النائب العام، بسرعة إجراءات استصدار قرار بالتصريح بدفن جثة المجنى عليه، واستمع لأقوال مدير شرطة المترو حول الواقعة.