تعددت في الفترة الأخيرة حوادث الفنادق العائمة العاملة بين الأقصر وأسوان سواء كانت هذه الحوادث غرقاً للمركب بالكامل أو اشتعال النيران بها وعادة ما ترجعها التحقيقات إلي ماس كهربائي أو لقصور أثناء رسو هذه المراكب علي الرصيف المخصص لها ولكن من الواضح أن ضعف وسائل الدفاع المدني وعدم جدية إجراءات التفتيش هي السبب الحقيقي، فقد اندلع حريق أمس الأول بأحد المراكب ويدعي «نايل كرنفال» بمدينة الأقصر، وقد بدأ الحريق بغرفة التكييف المركزي ثم التهمت النيران الكثير من محتويات الباخرة ولم تفلح جهود العمال في إخماد الحريق باستخدام أدوات الإطفاء اليدوية، بينما نجحت قوات الحماية المدنية في السيطرة علي الحريق بعد ساعة ونصف الساعة من اندلاعه وأنقذت ما يقرب من 63 سائحا متعددي الجنسيات كانوا علي متن المركب وتم نقلهم إلي مركب آخر، وفي أول الشهر الجاري غرق المركب «سونستا صن جوديس» أثناء عملية فك «الرفاس» فتسربت المياه إلي غرف الماكينات مما أدي إلي غرقه وكان يقل 82 سائحاً وتم نقلهم إلي مركب آخر ولم يصب أي منهم بأذي، وهذه الحوادث تعيد إلي الأذهان الحريق الذي اندلع ب3 بواخر بالأقصر في عام 2006، وقد كشفت المعاينة عن عدم توافر وسائل الإطفاء والوقاية بمرسي البواخر السياحية وانتهت التحقيقات إلي حدوث «ماس كهربائي» تسبب في اندلاع الحريق، ويشير «عمرو صدقي» - الخبير السياحي - إلي أن الأزمة المالية التي مر بها القطاع وأثرت بشكل مباشر في الفنادق العائمة أدت إلي تقليل مصروفات الصيانة التي يضعها كل مالك مركب للصيانة الدورية الشهرية لمركبه، وأصبح الآن كل ما يشغل بالهم هو تعويض الخسائر التي لحقت بهم الموسم الماضي بسبب الأزمة المالية، كما اتجه أغلبهم إلي تقليل قيمة مصروفات الإحلال والتجديد والاتجاه إلي استعمال قطع الغيار المقلدة بدلا من الأصلية لغلاء ثمنها. وأشار «صدقي» إلي أن أغلب الحوادث التي تقع للبواخر السياحية تأتي نتيجة الإهمال والخطأ الفني من العنصر البشري. وأضاف «صدقي» أن لجان الدفاع المدني لن تحمي كل المراكب كما أنها لن تكون أكثر حرصا علي المركب من صاحبه ولهذا يجب علي أصحاب المراكب أن يقوموا بعمل صيانة دورية لمراكبهم، وأشار إلي أن اللجان التفتيشية السياحية تعتمد في المقام الأول علي ضمير المهندس الذي يقوم بالتفتيش. واعترف «أحمد عطية» - رئيس قطاع الفنادق أن إهمال العاملين علي متن هذه المراكب له دور كبير في حدوث هذه الحرائق، وعن قرار سمير فرج - محافظ الأقصر - بإغلاق 5 مراكب بسبب الاشتراطات الصحية أشار عطية إلي أنه لم يثبت أن أي سائح أصيب بالتسمم وأن الكشف الطبي الذي أجري عليهم أثبت أن هناك التهابات في الحلق فقط، وأن مثل هذه الإجراءات التعسفية هي التي تسيء لسمعة مصر، ويضيف أحمد شمس الدين - رئيس لجنة الفنادق العائمة بغرفة الفنادق - أنه ثبت من خلال المعاينات التي تمت لأي مركب احترق أن أكثر سببين لوقوع مثل هذه الحوادث هما الماس الكهربائي أو إهمال العنصر البشري ولكن جميع اشتراطات الدفاع المدني مطبقة بالفنادق أكثر من المصانع. وأشار علي عزب - رئيس الإدارة المركزية للفنادق العائمة - إلي أنه لا توجد بالوزارة إحصائيات عن حوادث الفنادق العائمة وأن أكثر الحوادث التي وقعت كانت عام 2006 علي رصيف مرسي الأقصر، أما واندلع أعوام 2007 و2008 و2009 فلم يقع خلالها أي حوادث للمراكب ومع بداية 2010 غرق مركب «سونستا» واندلع حريق «نايل كرنفال» ولم ينتج عنه أي إصابات.