فيما يشبه معارك الفضاء الخارجي تدور اليوم المعركة الوهمية لانتخابات الشوري بالإسكندرية عن الدائرة الأولي فقط «الرمل - المنتزه - سيدي جابر» بعد أن حسمت الدوائر الأربعة الأخري بالتزكية بعد إجبار جميع المرشحين علي التنازل لصالح مرشحي الحزب الوطني. وتنحصر المنافسة في الانتخابات علي مقعدي الدائرة الأولي بين كل من دكتور محمد عبداللاه - عضو أمانة السياسات بالحزب الوطني، ورئيس جامعة الإسكندرية الأسبق - مرشحاً عن الحزب الوطني في مواجهة القبطان علي عياد - مرشحاً عن حزب الأحرار - علي مقعد الفئات «مقعد هشام طلعت مصطفي»، وكل من أحمد مهنا - مدير محطة سيدي جابر - مرشحاً عن الحزب الوطني، وخالد الزعفراني - مرشحاً عن حزب العمل - وممثلاً لتيار الإسلاميين المعتدلين، وفتحي الدسوقي - مرشحاً عن حزب التجمع علي مقعد العمال بالدائرة -. في حين مازال الناخب السكندري - الافتراضي - لا يعلم تحديداً حتي صباح اليوم ما إذا كان هناك مرشح عن جماعة الإخوان المسلمين علي مقعد الفئات بالدائرة من عدمه، حيث لم تحسم محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية حتي ظهر أمس «الاثنين» إدراج اسم دكتور حسين إبراهيم - مرشح جماعة الإخوان المسلمين - ضمن المرشحين علي مقعد الفئات بالدائرة من عدمه، في الوقت الذي أغرق فيه مرشح الجماعة الدائرة بلافتات دعائية تحمل شعار «الإسلام هو الحل» في مواجهة لافتات مرشحي الحزب الوطني التي أغرقت كل شبر في الدائرة، بينما انهمك مرشحو الأحزاب الأخري في بحث إمكانية تفادي نزع رجال الحزب الوطني للافتاتهم بالدائرة حتي خلت الدائرة إلا من لافتات مرشحي الحزب الوطني إلي الدرجة التي لم يعلم معها الناخب السكندري - الافتراضي - أن هناك مرشحين آخرين وهو أمر لا أهمية له للناخبين الذين سيدلون بأصواتهم اليوم، حيث إنهم غالباً ما يتم شحنهم في أتوبيسات ولا يتم إخبارهم سوي بالأرقام التي سيُعَّلمون أمامها في ورقة الانتخاب بغض النظر عن الأسماء. أما المستبعدون الثمانية - الذي فشلت جهودهم في تقديم أوراق ترشحهم للجنة تلقي الطلبات خلال فتح باب الترشح - داخل مديرية أمن الإسكندرية بفعل قضاء وقدر الحزب الوطني، فينتظرون جلسة السبت المقبل بعد أربعة أيام من انتهاء الانتخابات لبحث إمكانية قبول أوراقهم وإدراج أسمائهم ضمن المرشحين! من جانبها هددت جماعة الإخوان المسلمين بالإسكندرية برفع جنحة حبس وعزل ضد المستشار انتصار نسيم - رئيس اللجنة العليا للانتخابات - في حال لم يتم إدراج اسم مرشحهم حسين إبراهيم - الأستاذ بكلية الزراعة - ضمن المرشحين المفترضين لانتخابات مجلس الحكماء الذي فاز فيه بالتزكية أربعة من عصارة حكماء الحزب الوطني! وقد شهدت الإسكندرية خلال الأيام الماضية عدداً من المؤتمرات الانتخابية - الافتراضية - التي أقامها مرشحو الحزب الوطني في الدوائر الثلاث، وحضرها جمع غفير من العاملين بشركات رجال أعمال الحزب الوطني، وعدد غفير من الموافقين والمهللين والمصوتين والهتيفه. وقد اكتفي مرشحو الحزب الوطني بالترحيب ببعضهم البعض، وبضيوفهم الكبار من رجالات الحزب الوطني، كما اكتفت قيادات الحزب بالترحيب ببعضها البعض والحديث عن خطة العبور ودحض الأعداء علي موسيقي فيلم «ناصر 56» دون أن يتطرق المرشحان في أي من مؤتمراتهما للحديث عن برنامج انتخابي بعينه، حيث إن ذلك آخر ما يمكن أن يشغل بال الناخبين الذين سيحرص الأحياء منهم والأموات علي التصويت لمرشحي الحزب الوطني بغض النظر عن برنامجهم الانتخابي وإنما محبة في الحزب لله في لله، والأجر والثواب عند الله، غير أن تكهنات من داخل الحزب الوطني ذاته تؤكد أن اليوم سوف يشهد مفاجأة!