عثرت بعثة كلية الآثار بجامعة القاهرة العاملة فى سقارة على مقبرة ضخمة لقائد الجيش والكاتب الملكى "بتاح مس" ترجع للنصف الأول من الأسرة التاسعة عشرة "1320 -1200 ق.م" وذلك خلال موسم الحفائر الثانى للبعثة العاملة فى جبانة كبار رجال الدولة جنوب الطريق الصاعد لهرم الملك أوناس بمنطقة آثار سقارة جنوبالقاهرة. صرح بذلك الدكتور زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار، وقال فى بيان صادر عن المجلس ، إنه تم العثور على عدة أفنية ومقاصير من مقبرة ضخمة ، يصل طولها إلى 70 مترا وتتجه من الشرق إلى الغرب ، وهى مصممة على شكل المقابر ،التى سادت فى عهد العمارنة ونهاية الأسرة الثامنة عشرة (1370 ق.م) بمنطقة سقارة ، وتشبه فى تصميمها، مقبرة "بتاح أم ويا" حامل الختم الملكي فى عصر الملك إخناتون ، والتى عثرت عليها البعثة الهولندية العاملة فى سقارة عام 2007. وأضاف البيان أن الدكتورة علا العجيزى عميدة كلية الآثار الأسبق رئيسة البعثة ، قالت إن صاحب المقبرة وهو "بتاح مس" يعتبر شخصية مهمة ، حيث تقلد عدة مناصب منها الأمير الوراثى والكاتب الملكى،والمشرف على معبد بتاح معبود مدينة منف ، وقائد الجيش والمشرف على شونة الغلال والمشرف على الخزانة. وأضافت أن أعمال الحفائر أسفرت عن اكتشاف عدة لوحات جنائزية ، منها لوحة غير مكتملة النقش ، وصور عليها ثالوث طيبة آمون- وموت - وخنسو، ويظهر صاحب المقبرة وعائلته وهو يتعبد لهم ، وهذا يشير إلى العودة لعبادة إخناتون الدينية التى دعا فيها إلى عبادة الإله آتون. من جانبه، أوضح الدكتور أحمد سعيد نائب رئيس البعثة والمسئول عن الحفائر ، أنه عثر فى الرمال على قطع متعددة من أجزاء تماثيل لصاحب المقبرة وزوجته ، أهمها رأس تمثال ملون ربما لزوجته أو لإحدى بناته ، كما عثر على جزء كبير سفلى لتمثال جالس بالحجم الطبيعى خاص ببتاح مس ومثبتا فى الأرضية أمام إحدى المقاصي . وأشار إلى أنه تم العثور على بعض الأوانى الفخارية وتماثيل الأوشابتى والتمائم الجنائزية التى تمثل عين حورس وبعض المعبودات المصنوعة من الأحجار شبه الكريمة ومائدة للقرابين، كما تم العثور على بقايا مناظر جدارية مثبتة فى مكانها تصور أجزاء من رحلة المتوفى وعائلته للصيد فى أحراش الدلتا للطيور والأسماك.