القيادة التاريخية بالجماعة الإسلامية الشيخ فؤاد الدواليبى رفض ما يمارسه قادة الجماعة من عنف وتحريض على سفك الدماء، واصفا ما يحدث منهم بأنه انحراف عن المنهج الإسلامى القويم وردة عن المراجعات والمبادرات التى قامت بها الجماعة بعد أحداث عنف الثمانينيات والتسعينيات. وفى تصريحات ل«الدستور الاصلي »، قال الدواليبى الذى تولى رئاسة جبهة إصلاح الجماعة الإسلامية، «بعض قادة الجماعة الإسلامية التاريخيين أمثال عاصم عبد الماجد وصفوت عبد الغنى ارتدوا عن مبادراتهما ومراجعاتهما لنبذ العنف»، مستدلاً على ذلك بتصريحاتهما على منصة رابعة، وبحديث تليفزيونى لعبد الماجد مع الإعلامى وائل الإبراشى قبل 30 يونيو، اعترف فيه بأنه لم يكن موافقا على المراجعات.
وأكد الدواليبى أن لديه نسخة خطية بخط يد عبد الماجد لبحث من أبحاث المراجعات وكان عن أقباط مصر، مكذبا عبد الماجد ومؤكدا بأنه شارك فى كتابة الكتب الأربعة الأولى للمراجعات، وتقاضى مبالغ مالية بعد بيعها، ما يدل على موافقته على ما فيها.
الدواليبى انتقد الخطاب الدينى الذى صدر عن قادة الجماعة على منصة رابعة، قائلاً «القوة التى أعلن عنها فى رابعة قوة جوفاء»، منتقدا تحدى هؤلاء للجيش المصرى، ومؤكدا أن قواعد الجماعة لا تؤيد أعمال العنف، ولا يوجد من بين أعضائها من يؤيد أفعال التحالف الوطنى لدعم الشرعية.
وحمّل الدواليبى القادة التاريخيين للجماعة فى رابعة مسؤولية الدماء التى سالت بسبب فض الاعتصام، «لأنهم تسببوا فى الحشد، وأقنعوا الشباب بأن ما يفعلونه موافق للشرع، وصوروه على أنه جهاد».
وأضاف «ما يتحجج به هؤلاء القادة من أن الثورة كانت أقوى من المراجعات والمبادرات كلام غير صحيح»، لافتا إلى أن شرع الله ومراجعات الجماعة أقوى من الثورات، ولا تستطيع الثورة أن تلغى شرع الله.
رئيس جبهة إصلاح الجماعة الإسلامية، قال «اندماج تمرد الجماعة الإسلامية وجبهة الإصلاح يهدف إلى سحب كلمة تمرد، واستبدال بجبهة الإصلاح بها بعد المشورة مع جميع الأعضاء، باعتبار أن قادة الجماعة الإسلامية إصلاحيون»، مشيرا إلى أن الجبهة تتبنى فكر الوسطية وتسعى لتفعيل مبادرة وقف العنف التى بادرت بها الجماعة الإسلامية فى عهد مبارك، تفعيلا واقعيا قولا وعملا.
الجدير بالذكر أن عددا من الحركات تأسست داخل الجماعة الإسلامية رفضا لمواقف بعض القادة التاريخيين تجاه العنف، بعد أحداث 30 يونيو، وأول هذه الحركات حركة «تمرد الجماعة الإسلامية» التى أسسها المحامى وليد البرش بدمياط، وجبهة إصلاح الجماعة الإسلامية بالمنيا بقيادة الشيخ فؤاد الدواليبى، وجبهة إصلاح مماثلة بالإسكندرية وثالثة بالمنصورة، مما دفع مؤسسى هذه الحركات إلى الاندماج تحت راية واحدة، لتوحيد الجهود، وأطلقوا على التجمع الجديد «جبهة إصلاح الجماعة الإسلامية» بقيادة فؤاد الدواليبى.
وليد البرش، المتحدث الرسمى باسم الجبهة قال «عدد أعضاء الجبهة بعد الاندماج بلغ 2000 عضو، وعدد أعضاء الجماعة الإسلامية يبلغ 6000 عضو، وأعضاء حزب البناء والتنمية بلغ 7000 عضو».