.. ما خاب من استشار «!!» .. هل أحد يعرف اسم المستشار السياسي الحالي للرئيس مبارك؟ لا أظن!! ولا أعتقد ببقاء هذا المنصب الآن!!. .. سؤال يؤرقني: أين العقلاء حول الرئيس؟! من تبقي منهم؟! وماذا تبقي من دورهم المهم الذي كنا كثيراً ما نشعر به خلال سنوات ما قبل «الفكر الجديد»!!. .. مثلاً أين الدكتور أسامة الباز؟! أقصد: ما الذي تبقي منه؟! أو من دوره كمستشار سياسي للرئيس مبارك؟! ماذا تبقي من هذا الكائن السياسي تراكمي الخبرة خارجياً وداخلياً؟ .. أسامة الباز لم يكن فقط موظفاً كبيراً بالخارجية ومستشاراً عاقلاً وحكيماً إلي جوار الرئيس، بل كان الباز رمزاً لقدرة النظام «المحدودة» في استيعاب المثقفين والاستفادة منهم، بذات القدر الذي يؤشر به اختفاء الباز لانعدام هذه القدرة التي تحولت من محدودة لمعدومة!!. .. الباز لم يعد ممكناً أن تراه الآن إلي جوار الرئيس أو في اجتماعاته الداخلية أو الخارجية، وبات المعتاد أن تري الباز في افتتاح عرض مسرحي أو سينمائي أو معرض للفنون التشكيلية!!. ..لقد أدي الباز دوراً مهماً في سنوات الرئيس السادات، وفي معظم سنوات حكم مبارك، حتي اختفي منذ سنوات قريبة، ويبقي تقييم هذا الدور متروكاً للتاريخ، ولسنوات ما بعد مبارك التي سيكشف النقاب فيها عن الكثير من المواقف والأحداث والأدوار. .. طبيعي أن يتقلص الدور الرسمي والحكومي لأسامة الباز وكيل وزارة الخارجية ، باعتباره تجاوز سن التقاعد وربما يكون من حق الرئيس أن يقبل باستمراره مستشاراً سياسياً له أو لا يقبل، ومن حق الباز أن يطلب الراحة أو لا يطلب.. لكن من حق الناس أن تعرف لماذا اختفي الباز؟! ولماذا لم يحل محله خلف له يلعب دوره؟!. .. من حقنا أن نعرف، ويعرف الرأي العام، من هم مستشارو الرئيس كي نعرف كيف يفكر الرئيس؟! من حقنا أن نعرف من هو مدير مكتب الرئيس للمعلومات؟! خاصة أن آخر المعلوم عن هذا الموقع هو تلك الفترة التي تولي فيها الدكتور مصطفي الفقي هذه المهمة واختفي وخرج من مؤسسة الرئاسة لأسباب غير مفهومة ليترك فراغاً واسعاً بين الرئاسة والمثقفين الذين كانوا ينظرون لمصطفي الفقي بوصفه سفيراً وهمزة وصل بينهم وبين نظام الرئيس ومؤسسة الرئاسة.. .. خروج الباز نهائياً من المشهد السياسي، وقبله خروج الفقي، لا يمكن تبريره بالقول إن الرئيس بعد 30 سنة حكماً لم يعد بحاجة إلي مستشارين!! بالعكس هو الأصح!!. .. ولا أظن أنه من المناسب الادعاء أن وزير الخارجية الحالي أحمد أبوالغيط ملأ الفراغ الذي أحدثه اختفاء الباز وأصبح هو العقل المفكر للرئيس، خاصة أن أبوالغيط عندما يفكر أحياناً يسبق أي تعبير عن هذا التفكير بعبارة تنفيذاً لتوجيهات الرئيس!!. .. أمر يدعو إلي الدهشة وإلي الانزعاج، عندما لا يكون هناك مستشار حقيقي سياسي لرئيس جمهورية بحجم مصر!! والأخطر أن يكون هناك مستشار سياسي بحجم أبوالغيط!!. .. أتمني أن يكون اختفاء أسامة الباز سببه أنه يعكف علي تحرير شهادته علي العصر ومذكراته ومشاهداته بين عصر السادات وعصر مبارك.. مصر تحتاج لهذه المذكرات فيما بعد مبارك!!.