مصري يحمل الجنسية الكندية يدير المحطة مع مدير تشغيل إيطالي بعد رفض المدير المصري الذي سبقه الاستمرار في العمل ..و8 مهندسين مصريين يتركون المحطة لأنهم "مش عايزين يشتغلوا مع إسرائيل" محطة تصدير الغاز لإسرائيل في منطقة الشلاق على الحدود المصرية مازالت أنباء توسعات محطة ضخ الغاز المصري لإسرائيل، الواقعة بقرية «الشلاق» الحدودية تؤرق أهالي المنطقة وملاك الأراضي القريبة من المحطة التابعة لشركة غاز شرق المتوسط E.M.G، رغم سياج السرية والتكتم المفروض علي كل ما يخص المحطة أو توسعاتها. «الدستور» اخترقت سياج السرية، وحصلت علي أول صور تفصيلية من داخل محطة الشلاق، المسئولة عن توصيل الغاز المصري الذي يتم تصديره لإسرائيل، في الوقت الذي تعزز فيه الأجهزة الأمنية إجراءات تأمين المحطة التي تقع علي مساحة 7200 كيلو متر مربع، بمحازاة الطريق الدولي الذي يربط مدينة رفح بالعريش عاصمة شمال سيناء، وعلي مسافة 700 متر من ساحل البحر المتوسط، وهي المنطقة التي تم إخلاؤها بالكامل لتأمين مواسير ضخ الغاز الضخمة التي تمتد عبرها لمياه البحر. الطريق الوحيد الموصل للمحطة يقع في الجهة المقابلة لقاعدة «الشلاق» التي تضم قوات حفظ السلام متعددة الجنسيات، وهي واحدة من ثلاث قواعد لقوات ال «UN» العاملة بشمال سيناء، والمعنية بمراقبة تنفيذ بنود اتفاقية كامب ديفيد، وهو ما يضمن للمحطة تأمينا إضافيا، بما يتوافر لقاعدة قوات حفظ السلام من حراسة وتأمين، ينعكس بدوره علي المدق الممهد الواصل إلي المحطة، والذي يخترق مساحة واسعة من الأرض المكشوفة، رغم زراعات الزيتون واللوز المنتشرة بالأراضي المحيطة بسور محطة ضخ الغاز الخارجي. ويعزل المحطة سور خراساني ضخم، عن المنطقة المحيطة، ويضم السور 8 أبراج حراسة عالية، ومزودة بنقاط مراقبة مشابهة لتلك المستخدمة في تأمين أسوار السجون والمواقع العسكرية، وفي الناحية الجنوبية - حيث بوابة المحطة الرئيسية - يقابلك معسكر صغير للأمن المركزي، يضم استراحة لضباط الأمن المركزي، وعنابر للجنود وأمناء الشرطة العاملين علي تأمين المحطة من الخارج، ويضم المعسكر 4 ضباط أمن مركزي، يعملون بالتناوب، مع 50 جندي أمن مركزي، و4 أمناء شرطة. بمجرد وصولك لمعسكر الأمن المركزي، الذي لا يبعد عن بوابة المحطة الرئيسية إلا بأمتار قليلة، تقابلك بوابة الأمن الخاصة بالمحطة، والتي يعمل بها أفراد أمن تابعين لإحدي شركات الأمن الخاصة، شركة «المتحدون» بحسب الاسم والشعار البارزين بملابس أفراد الأمن، وتتولي هذه الشركة تأمين بوابة المحطة الرئيسية، وتأمين وحداتها من الداخل. وتنقسم المحطة من الداخل إلي عدة أجزاء، أبرزها الإدارة، والورش، ووحدة الضخ، التي تضم توربينتين، وجار العمل علي إنشاء توربينة ثالثة، ويقوم بتشغيلها 15 مهندسًا مصريًا يعملون بالتناوب في «الكنترول» أو «إدارة التشغيل» كما يطلق عليها، فضلا عن 10 عمال فنيين في الصيانة والورش، ويعمل بالمحطة 7 عمال في الأعمال المعاونة من نظافة وبوفيه وغيرها، بينهم عامل فلسطيني مقيم بسيناء. وتضم محطة الشلاق وحدة لتحلية المياه، هي الوحيدة في مدينتي رفح والشيخ زويد، لتحلية مياه البحر التي تستخدم في الحمامات فقط، في حين أنه لا توجد محطة مماثلة لتحلية مياة الشرب لأهالي المنطقة، وتدير محطة الغاز إحدي الشركات الإيطالية، ولها مديران أحدهما استشاري، وهو مصري يحمل الجنسية الكندية، والآخر «مدير تشغيل» إيطالي، شغل موقعه بعد رفض سابقه المصري الاستمرار في المحطة التي تمد إسرائيل بالغاز، ولم يكن مدير التشغيل هو أول من يترك العمل بالمحطة لهذا السبب، وإنما سبقه 8 مهندسين آخرين، تركوا العمل علي فترات متقاربة مؤخرا. المفاجأة التي استوقفتني، والتي لم يشر إليها من قبل، أن محطة الضخ التابعة لشركة غاز شرق المتوسط لا تستقبل الغاز مباشرة، وإنما يمر إليها عن طريق محطة صغيرة، هي وحدة ضخ في الحقيقة، لا تبعد عنها إلا بأمتار قليلة، ويحمل السور الخارجي الخاص بها لافتة اسم الشركة القابضة للغازات «جاسكو» التي تستقبل الغاز القادم من العريش، وتنقله إلي محطة الضخ، التي تنقلها بدورها إلي محطة ضخ مماثلة بمدينة عسقلان الإسرائيلية، عبر خط أنابيب يربط بين المحطتين مخترقا مياه البحر المتوسط بطول 21 كيلو مترًا.