يعيشون بيننا، يحاولن التهرب من واقعهم الآليم، يهربون من أسئلة من حولهم، يعتبرون أن الاقتراب منهم، أو محاولة الحديث معهم، من المحاذير، لأن المجتمع يجبرهم أن يضعن أنفسهن خلف جدار عازل، حتى لا تنطلق حولهم الإشاعات ويقعن أسيرات لأحاديث النميمة. لكن هناك من يحاول اصطيادهن باللعب على أوتار قلوبهن بكلمات الغزل، وأحاديث الرومانسية، والوعود الكاذبة، وللأسف كثر منهن يقعن فى المحظور، يصدقن ويجرن وراء الوهم، معتقدين أن هذا الشاب، أو الرجل هو الفارس البديل لفارس أحلامهم الذى حطم قلوبهن. نتحدث عن المطلقات، الذين تجاوز عددهن الأربعة ملايين أنثى، يمتلكن خزائن من الأسرار والحكايات الخطيرة المحظور الاقتراب منها، أو الحديث عنها. وكالة “ONA” من خلال هذا التقرير، تكشف الفاجعة، بالأرقام والإحصاءات الرسمية، ليس هذا فقط، بل كشف أسرار وحكايات الكثير من السيدات التى قررن البوح بها، بعد أن ارتطمن بجدار الواقع الاليم. نعرف ان الارقام مفجعة، لكن دائماً ما تكون الحقيقة صادمة، نعرف أيضا أن الحكايات والأسرار خطيرة، لكنها اصبحت واقعاً مريراً نعيش فيه، فمشاكل المطلقات فى مصر، تخطت حدود الأرقام المخيفة، ووصلت بنا إلى عالم اخر خطير غير العالم الذى يعيش فيه الكثير من الازواج والزوجات المستقرين عائلياً. وعلى الرغم أن هؤلاء النسوة يعيشون بيننا، الا أنهن يعيشن فى عالم غير العالم، كالدولة التى تمتلك دستوراً خاصاً بها، قوانينها مختلفة تماماً عن قوانيننا، وعاداتها وتقليدها مخيفة بل مرعبة إلي أبعد الحدود. باحثة تستغيث! ولأن الارقام دائما ما تكون هي الأقرب إلي المصداقية، والأقرب الى الحقيقة، قررنا ان نبدأ بها، حيث الاستغائة التى حملتها إلينا باحثة مهتمة بشئون المرأة، حيث طالبت الدكتورة دعاء عبد السلام، الباحثة فى مجال علم النفس العلاجى، والناشطة فى مجال المرأة، قيادات الدولة بسرعة إجراء إحصائية جديدة تضمن الأعداد الحقيقية للمطلقات فى مصر، خاصة وأن أخر إحصائية رسمية صدرت عن الدولة، كانت فى عام 2009، ولم تصدر بعدها أيه إحصائيات تتعلق بالمطلقات فى مصر. وكشفت الدكتورة دعاء عبد السلام، أن الإحصائية الأخيرة، أكدت أن أعداد المطلقات فى مصر بلغ أربعة ملايين، معظمهن فى سن الشباب، وأن عدد المطلقات فى القاهرة وحدها بلغ 900 الف، مشيرة إلى أن الظروف التى أدت الى طلاق كل هذه الأعداد من النساء مازالت موجودة، بل أنها زادت عن الأعوام الماضية، وهو ما يؤكد إن أعداد المطلقات تضاعفوا بنسبة كبيرة. كما حذرت الباحثة من عدم توافر أي معلومات حقيقية عن أعداد المطلقات فى مصر، خاصة فى الفترة الحالية، لأن هذه المعلومات تتحول إلي عائق أمام الباحثين، والباحثات لدراسة الظاهرة، ومعرفة أسبابها للحد منها، أو القضاء عليها نهائياً، خاصة وأن أعداد أطفال الشوارع بلغ حوالى سته ملايين طفل، نسبة كبيرة منهم ناتج عن المطلقات. طليقى شكاك! والآن نتتقل إلى المحطة الثانية، والخاصة بإعترافات بعضاً من المطلقات، التي قررن كشف أسرارهن، دون الكشف عن أسمائهن، أو أي بيانات عنهن، وحسب ما قالت إحدى السيدات، أنها تزوجت وعمرها تسعة عشر عام، وزوجها كان يكبرها بحوالى عشرة أعوام، مؤكدة أنها تزوجت بعد قصة حب طويلة، إلا أن مشاكلها مع زوجها بدأت منذ اليوم الأول، عندما إكتشفت ان زوجها بمصاب بمرض الشك، لدرجة انه شكك اكثر من مرة فى عذريتها، وهو ما جعله يذهب بها الى طبيبة النساء، والتى أكدت له أنها مازالت عذراء بعد أيام قليلة من زواجهما. وتكمل المطلقة المكلومة، وعلى الرغم من أنها أنجبت منه طفل وطفلة، إلا أن عادة الشك كانت دائما ترافقه، لتكون سبباً رئيسيا لسبها بأبشع الألفاظ، والإعتداء عليها بدنياً أكثر من مرة، وليقوم بعد كل هذا بتطليقىها ، إلا أنها استمرت في مطاردته، لأنها تعشقة بجنون، وعندها عاد لها مرة أخرى، وإستمرت بهما الأيام على هذا المنوال، وللأسف طلقها للمرة الثانية، وتكرر نفس السيناريو، لأعود إليه من جديد بنفس الطريقة السابقة، ليقوم بتطليقها للمرة الثالثة، والآن أنا أعيش فى خوف وقلق وفزع من المجتمع، بعد أن قررت الانطواء، والهروب من عيون الناس، فهي أصبحت تشعر ان الجميع يتحدث عنها بحذر، وأنها تحولت إلي حديث نميمة بين أهلها واصدقائها، مشيرة إلي أن الأيام الأخيرة بينها وبين زوجها، كانت يقوم بمراقبتها أثناء ذهابها إلي العمل، وعودتها للمنزل، كما أنه قرر أن تستقر فى المنزل، ويغلق عليها ابواب الشقة بالمفتاح، مؤكدة أن الأزمة التى تعانى منها الآن، انها مازالت غير سعيدة فى حياتها الجديدة، وتتمنى العودة إليه من جديد. خائفة جداً! أما هذه السيدة فلها قصة مختلفة تماماً حيث قالت،أن زوجها طلقها منذ سنه وشهر وبعد مرور عام على إنفصالها، حاولت الاتصال والتوسل للرجوع إليها، وتنازلت عن كرامتها لأبعد الحدود، وتجاوب معها، لكنه لم يتزوجها مرة أخرى، وأصر علي أن تبقي بعيدة عنه لفترة طويلة، ولم يأتي لزيارتها ابداً، حتى علمت بمرض إبنتهم، فطلبت من أحد الأطباء الذهاب إليها مسرعاً، كما إتصلت به وقدمت له الكثير من النصائح التي شكرها عليها، وقال لها أنه سوف يأتي لزيارتها، وطلبت منه أن يعود اليها، ووعدته أنها إن أخطئت فى حقه يطلقنى بالثلاث، وبدأت تبكي وتتوسل إليه وهو لا يتكلم، ولكم أن تتخيلوا أن بعد كل هذا لم يرضي أن يعود إلىها، بل قرر أن يسافر برفقة إبنتهم الى احدى الدول العربية، وقال لأهلها أنه لن يعود إلي مصر إلا على جثته، وحاولت هي لقائه فى المطار لكنه تهرب منها. والآن تقول أنها تعيش حياة كئيبة وقاسية، وتشعر بالخوف أن تستمر بدونه فى الحياة، ولا تتخيل أن تستمر حياتها بهذه الطريقة. الزوجة الاخت! وتقول هذه السيدة، أنها متزوجة منذ 7 سنوات، وعندها ولدين, وأنها كانت تسكن هي وزوجها بالسعودية، وذات يوم بعد العشاء أخبرها أنه لا يحبها، وأنه سيتعامل معها كأخته، والغريب كما تقول أنها رضيت بهذا الحال، خاصة وأنها لم تأخذ الموضوع على محمل الجد، وأخبرته أنها تحبه، وأن الحياة الزوجية مد وجزر، وإن كان هناك ما يضايقه فإنها ستصلحه، لكنها تفاجئت بعد يومين به يقطع تذاكر لها، وللأولادهم، وأرسلهم إلى بيت والدها ،وأضافت أنها أرسلت له، ولأهله ،وأعمامه بغية الإصلاح دون جدوى، ثم قام برفع قضايا عليها، وأخبرته أنها تريد العودة له، لكنه أقنعها أنه سيطلقها في المحكمة لأنه كان قد طلقها في البيت، وعندما سأله القاضي عن ذلك حلف يمينا كاذبا بأنه لم يحصل, ولأن الفترة من وقت ما طلقها في البيت حتى الآن هي سنتان، فلا تستطيع العودة كأزواج إلا بعقد جديد، و حيث أنه حلف في المحكمة أنه لم يطلقها فلا يستطيعوا العودة, ووافقت على أساس أنه بعد يومين سيقومون بعقد قران جديد، وتنازلت هي عن جزء كبير من حقوقها ، حيث أنه سيعود زوجها من جديد، وبعد أن مر شهر،ثم مرت مدة هو يقول أنه يفكر، وبعد أربعة أشهر سالته متى سيعودون، قال لها أن نفسيته غير متقبلة موضوع العودة كأزواج، وذهب و تزوج بقريبة أمه، وبالطبع رأت هي أنها كانت ضحية لسذاجتها، وهي تشعر الآن بفراغ عاطفي شديد. معقدة نفسياً! اما حكاية هذه السيدة فمختلفة تماماً، حيث قالت: “أنا سيدة أبلغ من العمر 25 سنة، تزوجت منذ 3سنوات من شاب أقل ما أقوله عنه أنني لم أعرف الكره إلا لما عرفته، فإنى الآن أكرهه هو وأهله بشدة، في البداية تزوجته زواج تقليدى وبصراحة مكانش فارق معايا هذا النوع من الزواج المهم أنه يكون عريس مناسب، وأكيد بعد ذلك سياتي الحب، وتزوجنا ،وبدأت المشاكل منذ أول يوم وصمم أهله على أخذي إلي دكتورة، من تانى يوم وقامت الدكتور بفض غشاء البكارة بدون بنج امامه هو ووالدته وخالته ووالدتى التى حزنت على كثيرا ولكم ان تتخيلوا حجم الامى فى تلك اليلة سواء النفسية اوالعضوية المهم، مر أول 3 شهور من زواجنا دون حدوث حمل فصمم على أخذى للدكتورة مرة أخرى، والتي تعجبت كثيرا من ذلك الإستعجال، وقامت بإعطائى المنشطات لما رأت فى عين زوجى من استعجال مع العلم انى كنت سليمة جدا، وبعدها ذهبت إلى العديد من الأطباء الذين قاموا بإعطائى العديد من الهرمونات والمنشطات، ولكن دون جدوى، كما أننى قمت بعمل عدة اشاعات، التى كانت فى غاية الألم، وكانت النتائج تؤكد أنى سليمة جدا، وكنت أعامله هو وأهله أحسن معاملة، وهم أنفسهم يشهدون على ذلك، وكان هو يعاملنى، وأهلى بجفاء شديد، المهم أنه بعد مرور عام، وأتفق هو ووالديه، وأقاربه على أن يحول حياتى إلي عذاب وشقاء، حتي أطلب بنفسي الطلاق، ومن ثم أتنازل عن كل شىء، ويشاء القدر أن أحمل فى ذاك الوقت، وفرحت أنا المخدوعة كثيرا، ولكنى أجهضت بعد 3 شهور، وقد كان توقع الأطباء هذا الإجهاض، وأثناء هذا الإجهاض، تركني عند والدى ولم يسأل عنى وفعلا إنفصلنا، وخطب فتاة أخرى، والآن أشعر أنى ظلمت نفسى كثيرا، وتم خداعي من كل من حولي.” الاحباط والاستعجال! وعن أسباب الطلاق، خاصة فى المجتمع المصرى، قال الدكتور هشام رامى، استاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة عين شمس، إلى أن هناك اسباب عديدة، خاصة للذين ينفصلون فى سنة أولى زواج، ومنها شعورهم بالإحباط فى حالة تعرضهم لإى مشكلة، فكثير من المتزوجين حديثاً، يقابلون العديد من المشاكل، ويقوموا بتأجيلها بدلاً من السعي لحلها، وهو ما يؤدي إلي تفاقم المشاكل، ومن ثم يشعرون بالإحباط، وتكون النهاية المأساوية بالإنفصال، مشيراً إلى أن الأطفال أكثر من يعانون فى حالة انفصال الزوجين، لأنهم يشعرون بالنقص، بسبب فقد الأهل والأسرة، وهو ما يصيب الطفل بعد ذلك بتوترات كبيرة فى الشخصية، بل أحياناً تصل به إلى حد العصبية، كما أنه احياناً نجد أطفال المنفصلين، أو المطلقين فى حالة انطوائية، بسبب عدم تكيفه مع المجتمع. العلاج بالطلاق! أما الدكتور إيهاب صادق، أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، يرى أن الطلاق أحياناً يكون علاج للكثير من المشاكل، خاصة وأن هناك أزواج ومتزوجات يصلون إلى درجة صعبة فى الحياة، تجعلهم غير قادرين على الاستمرار، إلا أنهم يستمرون فى حياتهم الزوجية خشية الإبتعاد، أو الإنفصال، وبعضهم لا يستطيع أن يتصور أنه سينفصل عن الشخص الأخر رغم كل المشاكل، وهذه النوعية من الأزواج، والمتزوجات المقبلين على الطلاق، يحتاجون إلى قدرة نفسية خاصة، ليستطيعوا تقبل فكرة الانفصال أو الطلاق. وأشار إلى أن من أصعب الأسباب التي تجعل البعض يخشى الانفصال، هو خوف بعض الرجال من الحصول على لقب مطلق، وكأن الطلاق عار وفضيحة، ولذلك يفضلون أن يعيشون فى معاناة بدلاً من الانفصال. وتختلف تلك الأسباب بالنسبة للمرأة، حيث تري الكثير من النساء أن تستمر فى العلاقة الزوجية، خشية أن تفقد الإبن، أو الإبنه، وحتى يستطيع الأطفال أن يعيشا فى أسرة متماسكة نوعاً ما عن الانفصال. حكايات واسرار عالم المطلقات فى مصر لا تنتهي ، فالواقع يؤكد ان هناك العديد والعديد من الحكايات والاسرار التى لم يتم الكشف عنها بعد.