«تياترو مصر».. هى تجربة أشرف عبد الباقى المسرحية الجديدة، وهى بمنزلة بمشروع مسرحى متكامل يحاكى «الكباريه السياسى» الذى عرف فى بداية سبعينيات القرن الماضى، كما كان هناك محاولات لتقديمه فى بداية العشرينيات، حيث يتكون «تياترو مصر» من عدة مسرحيات، لتُعرض مسرحيتين مختلفتين لمدة أسبوعين على مدار العام، وقد بدأ مؤخرا بمسرحيتى «مصر محسودة»، والثانية بعنوان «سلامة»، وذلك على مسرح جامعة مصر بمدينة السادس من أكتوبر.. «الدستور الأصلي» التقى أشرف عبد الباقى لمعرفة أسباب عودته إلى المسرح بعد غياب 10 سنوات، ولماذا اختار هذه النوعية من العروض بالتحديد. فى البداية يقول أشرف إنه منذ ابتعاده عن المسرح منذ 10 سنوات بعد تقديمه ل«لما بابا ينام» وتحديدا فى يناير عام 2003، حيث انتهى العرض فى هذا التاريخ بوفاة علاء ولى الدين. وجد أن المسرح تقريبا متوقف بالكامل، ولم يعد هناك من يعمل به، سواء قطاعا خاصا أو قطاعا عاما، لافتا إلى أنه كان يوجد 24 فرقة للقطاع الخاص، والآن لا توجد فرقة مسرحية واحدة، مضيفا: «فكرة الإقدام على عمل مسرحى جديد فى ذلك التوقيت هو الأهم»، مشيرا: وقد عملت إزالة العقبات التى تمنع الجمهور من الذهاب إلى المسرح مثل طول فترة العرض والاستمرار حتى ساعات مبكرة من اليوم التالى، وارتفاع سعر التذكرة التى كانت تصل إلى 200 جنيه، حيث نبدأ عرض مسرحيتنا فى الثامنة مساءً ولمدة ساعتين فقط، بالإضافة إلى تخفيض سعر التذكرة وتوحيدها إلى 50 جنيها فقط».
أشرف يشير إلى أنه استغرق فى البحث عن هذه الفكرة والتحضير لها طوال الأعوام الخمسة السابقة، خصوصا أنه ليس مسرحا بالشكل المعتاد، لأنه يعتمد على وجود أكثر من مسرحية فى اليوم، حيث يتم عرض مسرحيتين، وبعد أسبوعين يتم عرض مسرحيتين غيرهما، وهكذا ليصل إجمالى العرض 20 مسرحية على مدار العام، مؤكدا أنه عندما اقترح على إحدى الشركات فكرة مسرحية «تياترو» وجد تحمسًا كبيرًا منها، وتفرغ لها بشكل كبير لرغبته الكبيرة فى الوقوف على خشبة المسرح من جديد، ورغبة منه أيضا فى تقديم عمل هادف لا يتضمن ألفاظا أو إشارات خارجة، كما اعتاد فى أعماله السابقة وذلك حتى يسهم فى إعادة الأسر المصرية إلى المسرح مرة أخرى، وأضاف عبد الباقى: «تياترو مصر» تعد أشبه بتجربة بما يسمى ب«الكباريه السياسى» المتعارف عليه منذ فترة دون حديث فى السياسة بشكل مباشر، حيث إن المسرحية الأولى بعنوان «مصر محسودة»، وتدور أحداثها حول اكتشاف الشعب أن أزمات الكهرباء والبنزين وغيرها من الأزمات التى تعانى منها مصر ليس لها سند حقيقى، وأنها محسودة من دولة أخرى، فنقوم بحسد الدولة الأخرى حتى يجرى لها ما جرى لمصر، ولكن دون فائدة، أما المسرحية الأخرى بعنوان «سلامة» وهى مقتبسة من فيلم «وا إسلاماه»، وسيتم تقديم النص بشكل معاصر لما تمر به مصر حاليا، ليعرض الصراعات السياسية على السلطة المتمثلة فى شجرة الدر، حيث يرتدى الممثلون الملابس التى تخص الفترة الزمنية نفسها.
عبد الباقى يوضح أن الإسقاطات السياسية والإشارة إلى عديد من الشخصيات يتم تناولها بشكل مبسط وكوميدى، وليس بشكل مباشر دون مضايقة أحد أو التجريح فى أشخاص بعينهم حتى عندما تم ذكر أسماء السبكى ومحمد رمضان كان على سبيل الهزار، وذلك يحدث فى جميع العروض المسرحية حتى التى لا تكون لها علاقة بالسياسة، بحسب كلامه، وأكد عبد الباقى أنه يركز حاليا فى المسرحية فقط ولا ينتظر عروض أعمال جديدة فى السينما أو التليفزيون قائلا: «إحنا عطلانين بقالنا 3 سنين بسبب الأحداث السياسية التى أثرت على كل المجالات»، متمنيا أن «تنجح تجربته فى المسرح وتسهم فى عودة الفنانين إلى خشبة المسرح من جديد».