.. وآخرون يعيشون تحت خط الفقر ووسط حقول الألغام مقابر جنود الحرب العالمية الثانية في العلمين العلمين هي المركز الثاني من اتجاه الشرق لمحافظة مطروح من بين ثمانية مراكز تشملها المحافظة، وتقع علي مسافة 184 كم شرق مدينة مرسي مطروح عاصمة المحافظة و104 كم غرب مدينة الإسكندرية ويبلغ عدد سكانها 3171 نسمة وترجع تسمية المنطقة إلي وجود صخرة بين خط السكة الحديد وساحل البحر المتوسط وتل العيس. وكانت هذه المنطقة معروفة للجنود المرابطين في مصر قبل قيام الحرب العالمية الثانية «1939 - 1945» حيث دارت علي رمال هذه المدينة معركة حاسمة وشرسة بين قوات الحلفاء بقيادة مونتجمري وقوات المحور بقيادة روميل غيرت مصير الحرب العالمية الثانية وانتهت المعركة بانتصار الحلفاء ومنذ ذلك الحين اكتسبت العلمين شهرة عالمية. ومن أشهر الأماكن الموجودة بها الآن مزارات سياحية عالمية علي رأسها المقبرة الإيطالية لرفات جنود الحرب العالمية الثانية ومقابر دول الكومنولث ومتحف العلمين الحربي والمقبرة الألمانية ويقصد تلك الأماكن آلاف السياح طوال العام لزيارة آبائهم وأجدادهم ممن لقوا حتفهم في أكبر حرب عرفتها البشرية وسجلها التاريخ ودارت رحاها علي أرض مدينة العلمين. في مدينة العلمين تري المشهد السياسي المصري والتركيبة الاجتماعية التي تجسدت فيها بعد التغيرات الاقتصادية التي شهدتها مصر في العقدين الماضيين، فتري فيها المليونيرات والمليارديرات يستمتعون بشواطئها ورمالها وجوها الذي يتمني أي شخص أن يعيش فيه، وهو ما يتجسد في شمال العلمين بمنطقتي مارينا وبورتو مارينا والتي يقصدها كبار رجال الأعمال وكبار المسئولين والطبقة الأرستقراطية ورجال الأعمال لا يفصلهم عن أصحاب الطبقة الدنيا سوي طريق الأسفلت الذي يفصل طريق الساحل الشمالي عن المناطق القبلية التي يعيش فيها أبناء مدينة العلمين في فقر مدقع ووسط حقول الألغام المنتشرة التي تحاصر منازلهم وأراضيهم التي يزرعونها بالتين والزيتون وينتظرون محصولها من العام إلي العام ويعيش البعض الآخر علي رعي الأغنام في أراضي الألغام التي تحصد أرواح العشرات منهم سنويا ناهيك عن المصابين. ينتظر أهالي العلمين نظرة من المسئولين ليروا بأعينهم المناطق الكثيرة المزروعة بألغام ومخلفات الحرب العالمية الثانية التي يعتبرونها لم تنته حتي الآن ليس بمنطقة العلمين فقط ولكن في العديد من المناطق المجاورة لها، والمزروعة بنحو 16 مليون لغم، ويتمني المواطنون صدور قرار سياسي بنزع تلك الألغام وتطهير الأراضي لإعادة الحياة مرة أخري للعلمين وزرع آلاف الأفدنة من الأراضي التي يقول عنها خبراء الزراعة إنها من أخصب الأراضي المصرية.