في مفاجأة من العيار الثقيل كشف د. جمال شيحة أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمي بجامعة المنصورة ورئيس المؤتمر الطبي الذي عقدته جمعية رعاية مرضي الكبد بالدقهلية أمس - الأربعاء - عن تلقي وزارة الصحة خطابًا من الجمعية الألمانية لأمراض الكبد يفيد عدم وجود أي بيانات عن عقار «الإنترفيرون» محلي الصنع، مشيرًا إلي أن د. أكيم كوتس - رئيس الجمعية الألمانية - أرسل خطابًا في 7 ديسمبر الماضي لوزارة الصحة يعبر فيه عن دهشته من قرار وزارة الصحة بتعميم عقار «الإنترفيرون» المحلي رغم عدم اعتماد العقار المذكور ببروتوكول علاج فيروس «سي» الكبدي بألمانيا نفسها أو الولاياتالمتحدة أو أي دولة أوروبية، وهو ما يتناقض مع ما تروج له الشركة المنتجة للعقار من حيث كونه ألماني الصنع. ودعا كوتس إلي ضرورة عدم تعميم العقار لحين الانتهاء من إجراء التجارب عليه وسحبه بشكل فوري من السوق، لافتًا إلي عدم تلقي الجمعية أي ردود من وزارة الصحة حتي الآن، من ناحية أخري وفي سابقة هي الأولي من نوعها استعرض المؤتمر الذي حضره لفيف من كبار أساتذة الكبد في مصر شهادات المرضي الذين تم تجربة العقار عليهم، لافتين إلي عدم تحسين حالتهم رغم تعاطيهم العلاج لفترات طويلة، كما أشار المرضي إلي تلقيهم الكثير من أنواع العلاجات مثل الحبة الصفرا؟ والأعشاب ولجوئهم للوسائل العشوائية أملاً في العلاج لكن دون جدوي. وفي المقابل ناشد العالم الكبير الدكتور عبدالرحمن الزيادي - أستاذ أمراض الكبد بجامعة عين شمس - وزير الصحة بضرورة توقف الوزارة عن تعميم عقار «الإنترفيرون» المحلي لحين الانتهاء من إجراء الدراسات عليه، مشيرًا إلي أنه من غير المقبول قيام وزارة الصحة بدور الخصم والحكم في الوقت نفسه، بحيث تجري دراسات الفعالية للعقار وتحكم عليها، لافتًا إلي أن إجراء دراسات الفعالية لصالح الشركة المنتجة ليست مسئولية وزارة الصحة، موضحًا ضرورة أن يقوم مشروع مكافحة الفيروسات الكبدية علي العقارات المعتمدة عالميًا والتي ثبتت فاعليتها. علي صعيد متصل أعلن الدكتور وحيد دوس - رئيس اللجنة القومية للفيروسات الكبدية - نتائج المسح القومي للفيروس الكبدي الوبائي «سي» والذي أعدته وزارة الصحة بالتعاون مع كل من المعونة الأمريكية واليويسيف علي مدار الثلاث سنوات الماضية مؤكدًا وصول نسبة الإصابة بالفيروس في مصر إلي 8.9% وفق المسح الذي تم إجراؤه في 27 محافظة، لافتًا إلي أن النسبة في الفئة العمرية من 15 إلي 30 عامًا لا تتعدي ال 3% ،لترتفع في الفئة العمرية الأكبر من 50 عامًا إلي 25% في بعض المحافظات. هذا وقد قال دوس خلال المؤتمر الذي عقدته اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية ظهر أمس الأربعاء بمقر معهد الكبد احتفالاً باليوم العالمي للكبد في ظل مرور 3 سنوات علي عمل اللجنة إن نسب الإصابة بالفيروس «سي» ترتفع في بعض محافظات الدلتا أكثر من محافظات الصعيد، مؤكدًا أن النسبة تنخفض تمامًا في المحافظات الحدودية، وعلي رأسها محافظة الإسكندرية. أما فيما يخص نتائج البرنامج القومي لعلاج مرضي الكبد، فقد أشار دوس إلي أنه تم إنشاء 21 مركزًا متخصصًا للعلاج ب «الإنترفيرون» في معظم محافظات الجمهورية، مؤكدًا افتتاح 4 مراكز جديدة مع نهاية العام الحالي، كما أنه تم علاج 105 آلاف مريض مصاب بالفيروس علي مستوي الجمهورية وفق قواعد محددة دون أي وساطة أو محسوبية.