هو اللي قال " وهموم الدنيا ليلة فيها القمر حزين " .. انا فاكر كأنه كان امبارح عمار الشريعي الله يرحمه في برنامج مع منى الشاذلي كان بيتكلم عن احمد فؤاد نجم .. وقال بالحرف الواحد : نفسي اعرف ابن الجنيّة وصل للمعنى العبقري ده ازاى .. وهموم الدنيا ليلة فيها القمر حزين .. فياتري ياعم احمد كنت عارف ان الليلة اللي حتودعنا فيها .. القمر حيغيب .. حزنا وحدادا على اللي كتب عنه وغنى له وحس به .. وياترى ياعم احمد القمر كان ليه حزين لمّا قلت عنه كده ؟ .. وازاى بيحزن .. مبيطلعش مثلا .. ولا بيطلع ومش بينوّر الدنيا زي عادته .. وحزين مننا ولا علينا .. كنت تقصد ايه ياعم احمد ؟ .. اصل المعنى صعب اوي .. لو علينا يبقى عارف ولامس وجيعتنا وشايفنا بناطح الصخر عشان البلد ترجع .. لكن لو مننا .. يبقى بيحبنا اكتر مانحبه .. بس موجوع اوي من افعالنا وتصرفاتنا .. شايفنا بنخبّط في بعض .. هو نفسه اتلخبط .. مبقاش عارف مين بيحب مصر بجد ومين بيكرهها .. بس عمره ماشك لحظة ان نجم اللي هموم الدنيا ركبته عشان القمر حزين .. هو ده النموذج اللي لو فيه منه كتير حتبقى عمار يامصر. ... مرة واحدة بس قابلت فيها احمد فؤاد نجم .. من 9 سنين .. في بيته بالمقطم .. وكنت متخيل انه ساكن في عمارة 20 دور وفيها افراد امن .. واكيد هو واخد اخر دورين " مفتوحين على بعض بسلم داخلي " .. واكيد حلاقي تحف وانتيكات في الشقة .. وسجاد جي من ايران ونجف جايبه من ايطاليا .. لكن كل ده طلع خيال في خيال .. لمّا وصلت للعنوان ووقفت قصاد البيت سألت بذهول : عم نجم ساكن هنا؟ .. في البيت ده .. دي مساكن شعبية .. ورد عليا قهوجي تحت البيت : ايوه .. هو ميعرفش يعيش غير هنا .. ولو ساب هنا ميعرفش يكتب .. الراجل ده فقير بمزاجه .. لو شاور بس حيلاقي ملايين بتتستف باسمه في البنك .. وفيلا في اجدعها حتة فيكي يامصر .. بس هو مش عايز .. لو ساب هنا .. يموت قبل أجله مايجي! كل اللي انا فاكره من حواري معاه يومها وهو بيقدم لي كوباية شاى بنعناع انه قاللي : البلد دي " مرة حبّالة " .. بتخلّف كتير .. ولادها فيهم الحلو وفيهم الوحش .. الحلوين شايفنها بتتوجع ومش قادرين يعملوا حاجة .. والوحشين قاعدين ينهشوا فيها وحاسيّن بقلة حيلة اللي بيحبوها .. بس هى لسه حتحبل .. ولسه اللي حيخلصّها .. مجاش.
امبارح .. اتغميت ع الصبح على الخبر الاسود .. مش عارف ليه كنت متخيل ان واحد زي نجم مش ممكن يموت .. او يمكن كان نفسي يفضل عايش على طول انشالله الف سنة .. لأن مصر حتحزن اوي يوم ما نجم يفارقها .. بس هو بعضمة لسانه قال : مد الخطوة وامشي .. تلقى الصعب فات .. غير الله مادامشي .. كل حي يابني مات.
بس على أد حزني على وفاته .. بس مش هى دي الجنازة اللي تليق براجل بيحب بلده .. كنت متخيل مش اقل من نص مليون في وداعه .. وليه ملفوش على جثمانه علم مصر ؟ اذا كانت مصر نفسها بتبكي عليه ، وبتتقطع من فراقه .. هو مش اقل من اى شهيد عشان تتعمل له جنازة محترمة .. كان لازم رموز كتيرة وكبيرة في البلد في واجهة المشهد الجنائزي .. فلو معملناش مع نجم كده .. نعمل كده مع مين؟
بس هو لاكان يهمه مين حيمشي في جنازته ومين مش حيهتم .. طول عمره عايش كده .. معندوش حد كبير الا اللي بيحب البلد .. واللي بيحب نفسه على حسابها يغور في ستين الف داهية .. بيّاع الجرجير اللي شال خشبته اهم الف مرة عند نجم من الوزير ومن رئيس الجمهورية .. لا كان يهمه منصب ولا يهمه جاه .. كان عشمه بس يطمن على بهية قبل ما يموت.
كلمتين يامصر يمكن هما اخر كلمتين .. خلي بالك من نفسك ياغالية .. كان نفسي اشوفك عروسة والبسك الفستان والطرحة .. بس انا مطمن عليكي اكتر ما انا خايف .. ما انا لازم اخاف .. اللي بيحب بيخاف اوي على حبيبته .. انا مت وكلنا حنموت .. بس سايب لك عيالك الجدعان .. متخفيش ما العيال الخايبة المضحوك عليها .. ولا تتهز لك شعرة من بقايا الاخوان .. وخليكي واثقة في الرجالة وهما كتير .. ومترضيش غير باللي يقدّرك ويعرف قيمتك ويشيلك جوّه عنيه .. انا عن نفسي .. عشت فقير ومت فقير .. بس مكنش فيه اغنى مني في العالم بحبك .. العبيط بس هو اللي ممكن يضحك عليا وانا بقول الكلام ده .. والاصيل بس هو اللي يعرف قيمة كلامي .. سلام ياغالية .. ومرة تانية خلّي بالك من نفسك!