«الدستور الأصلي» تواصل الانفراد بنشر تفاصيل جديدة عن محاولات بعض المنتمين إلى الجماعة الإسلامية لتصحيح المسار خصوصا فى المنيا «عاصمة الجماعة بالصعيد»، حيث تعكف قيادات سابقة فى الجماعة على جمع توقيعات لعمل جمعية عمومية طارئة فى المنيا، تمهيدا لسحب الثقة من مجلس شورى الجماعة الحالى، وتشكيل مجلس جديد مع طرحهم مبادرة جديدة من بين بنودها التحرك بقوة حتى تعود الجماعة إلى عهدها فى فترة ما قبل الثورة، وبعد مبادرة وقف العنف. أعضاء الجماعة انتقدوا الأسلوب الذى انتهجه بعض الغاضبين فى دمياط من القيادات الحالية، وأشاروا إلى أنه على الرغم من الاختلاف حول الطريقة التى تُدار بها الجماعة فإنه لا يصح استخدام لغة عدائية ضدهم، مثل قولهم «اختباء عاصم عبد الماجد كالفأر»، إضافة إلى الرد على رسالة الدكتور صفوت عبد الغنى الذى زعم فيها أن الرافضين لمسيرة الجماعة الحالية هم من المرشدين لأمن الدولة.
بند آخر احتوته المبادرة عن تحول العلاقة بين الإخوان والجماعة الإسلامية وكيف أن القيادات الحالية دعمت الإخوان، على الرغم من أن الفصيل الأخير وصف أعضاء الجماعة بالإرهابيين، ونقضوا العهد فى أثناء الانتخابات، وتراجعوا عن الاتفاق الذى تم التعهد به على نظام القوائم، مؤكدين أن نسبة مَن يرفضون القيادات الحالية وصل إلى 60% من إجمالى عدد المنتمين إلى الجماعة الإسلامية.
الأعضاء ناشدوا القيادات الحالية للجماعة النظر إلى أبناء الجماعة الذين قاموا بإهمالهم واستغنوا عنهم بعدما تسببت الانتخابات الداخلية فى انقسامات كما يتم الإشارة فى المبادرة إلى أن اتجاه الجماعة الإسلامية تحت القيادة الحالية تنافى ما تم الاتفاق عليه فى مبادرة وقف العنف حيث إن القيادات الحالية ظنوا أن الثورة أقوى من المبادرة على الرغم من أنه تمت الموافقة على المبادرة عن قناعة بالإضافة إلى النظر إلى الأخطاء التى وقعت فى الفترة الماضية والعودة إلى المراجعات.
أحد أعضاء «تمرد الجماعة الإسلامية» بالمنيا جمال الدواليبى قال ل«التحرير» إنه يتم العمل بكل قوة لإحياء هذه المبادرة خصوصا فى ظل وجود ما يقرب من 60% من الجماعة الإسلامية يرغبون فى العودة إلى قيادة الشيخ كرم زهدى وأنهم غير راضين نهائيا عن الانتخابات التى دفعت زهدى إلى تقديم استقالته من الجماعة، مبديًا استياءه من محاولة القيادات الحالية للجماعة الإسلامية تشويه صورة المتمردين على مواقفهم بوصفهم ب«المرشدين لأمن الدولة»، موضحا أنه لا يصح هذا الأمر خصوصا أن المبادرة مسحت كل شىء ولم يعد هناك شىء داخل الجماعة اسمه مرشد للأمن.
الدواليبى أشار إلى أن قيادات الجماعة انجرفت وراء جماعة الإخوان المسلمين واستغلّ الإخوان هذا الأمر وتوجهوا بنا إلى نفق مظلم، متسائلا: من قال إن جماعة الإخوان مُحبة للجماعة الإسلامية؟ ونحن نعلم أن الإخوان يدوسون على الجماعة الإسلامية من أجل مصالحهم، فهم تبرؤوا من أفعالنا السابقة ووصفونا بالإرهابيين عندما سلكنا طريق العنف.
وحول ثقة القيادة الحالية بأن هناك استقرارا داخل الجماعة ومطالبة المشككين بدعوة الجمعية العمومية إلى الانعقاد، قال القيادى «نحن لسنا على اقتناع بالجمعية العمومية من الأصل وعدد كبير داخل الجماعة يرفضها، لكن كنا نخاف من أنه إذا تم إعلان الموقف يتم الحديث عن أن هناك انشقاقات داخل الجماعة الإسلامية، ونحن أحرص الناس على أن يظل الكيان بكامل قوته، كما أن الترويج لأن كل من يرفض الاتجاه الحالى للجماعة هو من المرشدين للأمن جعل عددا كبيرا من أبناء الجماعة يتملكهم الخوف من الإعلان عن مواقفهم»، وأضاف «لا نفهم كيف وصل الأمر إلى أن تكون الجماعة الإسلامية والإخوان يدا واحدة وأن ينضمّ قيادات من الجماعة للتحالف الإخوانى على الرغم من أن أعدادا هائلة من الجماعة الإسلامية ترفض هذا التحالف، لكن (الإخوان) تسعى لأن تكون الجماعة الإسلامية هو الساتر وعندما تحدث أعمال عنف يقولون (لسنا مَن قام به) يعنى عايزين يلبّسونا فى الحيط».