المخرج دارين أرونوفسكى يرفض الاستجابة.. ويؤكد أنه التزم بأحداث القصة الرئيسية بصدور التريلر الرسمى لفيلم نوح «Noah» من بطولة راسل كرو، تكشف «هوليوود» عن واحدة من ملاحمها السينمائية الجديدة المبهرة، قصة النبى نوح والطوفان والسفينة التى حملت من البشر والحيوانات بذرة المخلوقات التى تعيش حاليا، تُقدم بصورة مهيبة وعظيمة تليق بالشخص وبالحدث.
العمل كما بدا فى اللقطات التى احتوى عليها «تريلر» الفيلم دراما ضخمة تصور بإمكانيات سينمائية متطورة أكبر كارثة شهدتها البشرية حتى الآن، استغرق إعداد وتنفيذ العمل سنوات، وتكلف الملايين وتعرض لعديد من المشكلات فى أثناء تنفيذه، نموذج سفينة نوح المستخدم فى التصوير تعرض لفيضان حقيقى حينما هاجم إعصار ساندى العام الماضى مجسم السفينة الموجود بمرسى بنيويورك، كان يتم تصوير بعض مشاهد الفيلم به، وبطل الفيلم نفسه كاد يتعرض للغرق فى أثناء ممارسة التجديف وصديق له فى مكان قريب لمكان التصوير.
الأزمة الأخيرة التى تدور فى كواليس شركة «باراماونت» مع مخرج العمل هى الجدل الدائر حول رؤية أرونوفسكى النهائية للفيلم، النسخة الأخيرة بعد المونتاج حملت بعض المشاهد قد تكون صادمة بالنسبة للمشاهد المتدين الملتزم برواية الكتاب المقدس لقصة النبى نوح، وبقداسة شخصية نوح نفسها.
تعترض الشركة بشكل خاص على رؤية أرونوفسكى الذى شارك فى كتابة السيناريو مع الكاتب آرى هاندل، وفيها يبدو النبى نوح مهموما بشكل خاص بقضية البيئة، ومعتبرا الطوفان عقوبة للبشر على إهمالهم للبيئة، وقد قلل أرونوفسكى كثيرا من البعد الدينى للقصة كما وردت فى الكتب المقدسة، وركز على حدث الطوفان ككارثة بيئية يتحمل رجل واحد مهمة إنقاذ البشرية، ويبرز السيناريو الصراع النفسى الذى يتعرض له نوح أمام مهمة صعبة يتوقف عليها مصير البشرية، وكان مبرر القدر الكبير من التصرف فى القصة هو أن رواية قصة نوح فى الكتاب المقدس بضع صفحات بها كثير من التفاصيل التى لم تتم روايتها.
اقترحت الشركة أن يقوم أرونوفسكى بحذف بعض المشاهد حتى لا يواجه الفيلم غضب الكنيسة أو المشاهدين المتدينين الذى قد يرون الفيلم تحريفا لما جاء فى الكتاب المقدس، وخروجا عن قدسية الحدث وطبيعته الدينية، ولكن يبدو هذا الاقتراح صعب التحقق لما يعرف عن المخرج بصلابة الرأى فى ما يتعلق برؤيته الفنية، وقد علق أرونوفسكى على بعض ردود الفعل التى تلت بعض العروض الخاصة للفيلم بأنه التزم بأحداث القصة الرئيسية، ولكنه ركز على شخصية نوح النفسية محاولا سبر أغوار شخصية يراها معقدة تتعرض لمحنة كبيرة وشعور بالذنب نحو من لم ينجُ من الطوفان.
«باراماونت» كانت قد أقامت عددا من العروض الخاصة لشرائح خاصة من المشاهدين لاستطلاع ردود الفعل المتوقعة، منها عرض فى نيويورك مع غالبية يهودية للحضور، وعرض فى أريزونا مع غالبية مسيحية، وعروض أخرى مع جمهور متنوع من خلفيات ثقافية متعددة، ولا يزال الموقف بين «باراماونت» وأرونوفسكى متعثرا، فإما أن تؤجل الشركة عرض الفيلم المزمع فى مارس القادم حتى يتم حذف بعض المشاهد، وإما ترضخ لرؤية المخرج وتستعد لطوفان الجدل المتوقع من ملايين ستصدمهم المعالجة الهوليوودية.