الهدوء يسود ميادين وشوارع القاهرة.. والجيش يساعد الشرطة فى تأمين الكنائس رغم رفع حالة الحظر بعد انتهاء العمل بالطوارئ سادت الشوارع حالة من الهدوء، فى أول يوم، حيث خلت معظم الشوارع من المواطنين، وكأن حظر التجوال لا يزال قائمًا ومفعلًا، فى الوقت الذى شهدت فيه كثير من المناطق سهولة فى حرية الحركة والتنقل، وانتشرت فيه دوريات أمنية مكثفة من قبل رجال وأفراد الشرطة فى أغلب الشوارع الرئيسية برفقة عدد من سيارات الشرطة لتأمين الشوارع الرئيسية وبعض المنشآت الحيوية المهمة والمساجد والكنائس مدعمة بدوريات من أقسام الشرطة، وقامت قوات الجيش بتغيير مواقعها من الأماكن التى اعتادت الوجود فيها منذ بدء حظر التجوال، متجهة إلى معاونة قوات الشرطة فى تأمين المنشآت والكنائس، خشية حدوث أى أعمال شغب أو عنف أو اعتداءات.
منطقة عين شمس والمطرية، سيطرت عليها حالة من الهدوء التام فى تلك الليلة، وانتشرت فيها أعداد قليلة من المواطنين، بعد اختفاء عناصر التأمين من قبل القوات المسلحة من ميدان الألف مسكن، الذى كان يشهد العديد من مظاهرات الإخوان، فى الوقت الذى حلت فيه دوريات الشرطة فى تلك المناطق لتأمين المبانى والمنشآت الحيوية ورصد الخارجين عن القانون، واستمرت المقاهى والمحال التجارية فى تلك المنطقة مفتوحة وتعمل طوال الليل مثلما اعتادت على ذلك فى أوقات الحظر، بينما واصلت قوات الجيش إغلاق الطرق المؤدية إلى ميدان النهضة بالجيزة، رغم انتهاء حظر التجوال، حيث وضع العديد من الحواجز والمتاريس الحديدية والأسلاك الشائكة بمنتصف الطريق، كما وجد فى المداخل عدد كبير من المدرعات والجنود خلف تلك المتاريس، كما وجدت قوات من الجيش أمام إحدى الكنائس بشارع مراد بالجيزة لتأمينها خشية من الاعتداء عليها مثلما حدث فى كنيسة العذراء بالوراق خلال الفترة الماضية.
وشهد محيط جامعة القاهرة سيولة مرورية، فى حين انخفضت كثافة قوات الأمن بمحيط الجامعة، حيث تمركزت 3 سيارات أمن مركزى ومصفحة، فى الوقت الذى انتشرت فيه أعداد قليلة من المواطنين بالشوارع. وانتشرت دوريات الشرطة والكمائن فى مدخل الوراق المؤدى إلى كنيسة العذراء بالوراق، فى ظل عدم وجود قوات من الجيش، حيث وجدت اثنتان من سيارات الشرطة وعدد من رجال الأمن أمام كنيسة العذراء بالوراق لتأمينها خشية من تكرار الاعتداء عليها، لا سيما بعد رفع حظر التجوال والطوارئ، وشهدت الشوارع أيضا فى تلك المنطقة وجود أعداد كبيرة نسبيًّا من المواطنين مقارنة بمناطق الأخرى، نظرًا لانتشار أعداد كبيرة من المقاهى والمحال التجارية بها.
«الدستور الأصلي» استطلعت آراء العديد من المواطنين بالشوارع حول إلغاء الحظر وانتهاء العمل بقانون الطوارئ ومدى تأثير ذلك، حيث أعرب محمد الأشقر وهو يعمل محاسبًا بإحدى الشركات، عن سعادته، موضحًا أن «حظر التجوال تسبب لنا فى كثير من المشكلات والأزمات منذ تطبيقه، كما أن إجراءات التفتيش كان مبالغًا فيها من قبل قوات الجيش والشرطة، إضافة إلى تعطيل عمليات مرور السيارات، الأمر الذى تسبب فى تأخر مواعيد العودة إلى المنزل بعد انتهاء فترات العمل»، بينما قال محمد أبو السعود، عامل بأحد المقاهى، إن «قرار الحظر أثر كثيرًا على نسبة إقبال الزبائن وقلل من أعداد وجودهم على عكس الفترات السابقة، وأثر على رزقنا»، مشددا على أن «هناك بدائل أمنية أخرى يمكن أن تلجأ إليها الدولة»، فى الوقت الذى رأى فيه كمال أدهم، موظف بإحدى الشركات، أن قرار فرض الحظر رغم كل مشكلاته ومتاعبه فإنه كان مطلوبًا فى ظل الأزمات التى يصنعها الإخوان، وهو ما اتفق معه نعمان كمال، عامل، مؤكدا أن تطبيق الطوارئ وحظر التجوال، كان أمرًا ضروريًّا وملحًا بشكل ملحوظ، لافتًا إلى أن الإخوان تسببوا فى كثير من المشكلات وممارسة أعمال الإرهاب والقتل.