ألقت أجهزة الأمن القبض عليه ثلاث مرات في أقل من عامين عقب انتخابه عضواً بمكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين وتميزت القضايا التي تم القبض عليه علي خلفيتها بأنها المثيرة للرأي العام، حيث تم القبض عليه في قضية التنظيم الدولي والتي توقع العديد من السياسيين إحالتها للقضاء العسكري، ثم تم القبض عليه مرة أخري في قضية تنظيم القطبيين.. هو أ.د أسامة نصر الدين - أستاذ التحاليل بمعهد البحوث بجامعة الإسكندرية وعضو مكتب الإرشاد. تم القبض عليك ثلاث مرات في أقل من عامين .. هل يرجع ذلك للملف الذي تقوم عليه داخل مكتب الإرشاد؟ - لا أظن ذلك لأن هناك من هو أنشط مني داخل المكتب ومن هم أفضل مني ولكن الحبس مثل الرزق بقدر الله. تزايدت وتيرة القبض علي أعضاء مكتب الإرشاد حتي وصل الأمر إلي القبض علي نصفهم تقريباً .. هل هناك رسالة وراء ذلك التصعيد من جانب الأمن؟ - هذا إما ابتلاء أو رزق، وأعضاء مكتب الإرشاد هم أعضاء في الجماعة ويجب أن يقدموا النموذج ولا يكونوا في منأي عما يحدث لإخوانهم، ونحن نتعامل مع نظام يمارس كل أنواع الضغوط والحيل لإثنائنا عن مبادئنا، فنحن كأعضاء مكتب إرشاد أو مسئولي محافظات أو إخوان في الصف نستقبل قدر الله ولا نعترض علي ذلك ونقدم ذلك لله. هل نسمع قريباً خبر اعتقال المرشد بعد القبض علي نصف أعضاء مكتب الإرشاد؟ - نسأال الله العفو والعافية .. وتحدث عن أعضاء مكتب الإرشاد كما شئت ولكن فضيلة المرشد خط أحمر للجميع لأنه رمز للدعوة وهو مرشد إخوان العالم وليس مصر فقط وهو شخصية اعتبارية ولا أظن أن هناك نظاماً يتهور في مثل هذا الأمر. متي ينفعل الإخوان ونري رد فعل علي الاعتقالات؟ - ينفعلون في أي قضايا تهم الأمة، وينفعلون أكثر باعتقال مواطنين عاديين وفي قضايا الظلم وفقدان الحرية ومعاناة الناس والتصدي لتزوير الانتخابات.. فهذا ما يثير أكبر قدر من إنفعال الإخوان، في نفس الوقت يتعامل الإخوان بالشكل والقدر المناسب مع قضية اعتقالهم، والعالم كله يعلم أن الإخوان هم الطليعة لهذا المجتمع الذين يجب أن يتحملوا ويصبروا ويقدموا النموذج، وقصر الإخوان انفعالهم علي ما يخصهم لا ينطبق مع مبادئهم، وليس معني ذلك أننا نحب الاعتقالات أو أننا ليس لدينا القدرة علي التفاعل مع تلك الأمور ولكن نري كل قضية بشكلها وبآلية التعامل معها. هل تري أن القوي السياسية تفاعلت مع اعتقالات الإخوان بالشكل المناسب؟ - لا أريد أن أحرج أحداً ولا أعرف ظروف كل الناس ولكن للأسف الشديد القوي السياسية تفاعلها فيما ينزل بالإخوان من قضاء الله يكاد يؤول إلي الصفر، وهذا أمر محزن للغاية، ونحن نقول للجميع إنما أُكلت يوم أُكل الثور الأول، وهذا أمر يجب ألا يكون، فنحن شركاء في الكثير من ساحات العمل العام، والكثير من هذه القوي السياسية والكتاب والصحفيين خالطوا الإخوان وعايشوهم وتابعوا آداءهم علي المستوي المهني والعلاقات الشخصية، ثم يكون رد فعلهم كأن شيئاً.. لم يحدث هذا ما يثير ألم أي إنسان. هل نجحت الضربات المتتالية الأخيرة الموجهة للجماعة في تعطيل حراكها؟ - لا أعتقد ذلك، لان إيمان الأفراد برسالتهم هو الذي يدفع الجميع للعمل وهذه الدعوة ليست قائمة علي مجموعة من الأفراد، كما قال الكثير من الإخوان، فالجماعة ليست مرتبطة في تحقيق مبادئها بأعضاء مكتب الإرشاد أو الشوري أو مسئولي المحافظات ولكن مرتبطة بكل أخ وأخت آمن وآمنت بالفكرة ويسعي لتحقيقها. لماذا تم إعادة فتح قضية التنظيم الدولي بإحالة مجموعة جديدة إلي محكمة أمن الدولة طوارئ؟ - لا أعرف من يخترع أسماء تلك القضايا ويقوم بتغيير أرقامها 404 ثم 202، ولكن علي كل حال القضاء المصري قضاء نزيه ويقوم بالإفراج عن الإخوان لأنه لا يوجد قضية حقيقية أو جريمة، وأظن أن القضاء حتي في محكمة أمن الدولة العليا طوارئ سيبرئ ساحتهم، والأمن يريد أن يفزع الإخوان ويعطلهم عن استكمال مسيرتهم وتشكيك الناس في دعوة الإخوان وطهارتها ويمنع إقبالهم عليها، والقضية المحالون إليها صلبها أن هناك أموالاً جمعت لصالح القضية الفلسطينية ولا أدري حقيقة ما الجريمة في ذلك علي الرغم من أن الكثير من القائمين علي النظم العربية و الإسلامية حتي غير المسلمين قاموا بهذا العمل فكيف يتم تجريم ذلك، وما قمنا به هو شرف لكل حر في هذا العالم أن يقوم به دفاعاً عن شعب يُسحق ويُدمر . كيف تري علاقة الإخوان بالنظام الفترة القادمة؟ - علاقة الإخوان بالنظام ثابتة ومحددة لأننا لسنا ارتجاليين أو عشوائيين ولكن الإخوان لهم طريق يمارسونه ومعالم لهذا الطريق، وهم يحددون علاقتهم بالنظام ويقولون نحن لا نصطدم بالنظام، ونحن مواطنون نريد ممارسة حقنا في إصلاح هذا الوطن، ونحن شرفاء وجزء من نسيج هذا البلد.. وبالتالي لا يعيب علينا أحد مطالبتنا بممارسة حقوقنا في التعبير عن آرائنا، وفي نفس الوقت لسنا دعاة صدام أو فوضي ونمد أيدينا للمشاركة مع كل القوي ونحن أيضاً نحب أن تتقدم بلادنا وتمتلك إرادتها وقدرتها، أما علاقة النظام بالإخوان فنريد أن نسأله: لماذا تفعل هذا مع الشرفاء الذين يفنون جهدهم وأعمارهم لإصلاح هذا البلد ولا يطمعون فيما في يد النظام؟! همنا «إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت»، كما أريد أن يسأل أحد النظام: لماذا يفعل هذا مع الإخوان؟!.. مصر أصبحت ملائ بالفساد واصبح النظام ينتقي هؤلاء المزورين والفاسدين ليمثلوه ويترك الشرفاء في السجون، كما أدعو النظام إلي أن يري كيف تتعامل الأنظمة مع الإخوان في كل العالم وكيف تطلب منهم ما يحقق مصالح البلاد المختلفة وتتعاون معهم، وأقول له إنه فعل ذلك فلن يخسر، ونحن لا نطمع فيما بين يديه.