أبدت وسائل الإعلام الإسرائيلية اهتماماً موسعاً بما كشفته «الدستور» من مقابر جماعية للجنود المصريين بوسط سيناء، وتناقلت الصحف والمواقع الإلكترونية العبرية تفاصيل التحقيق الذي نشرته «الدستور» في عددها الأسبوعي الأخير، وبثت مقطع الفيديو الخاص به. وشككت الصحف الإسرائيلية في صحة التحقيق، وأكدت أن ما جاء به محض مزاعم، علي حد قول روعيه نحيماس - محلل الشئون العربية بصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية- الذي كتب تحت عنوان «شهادات ووثائق مصرية.. جنود الجيش الإسرائيلي قتلوا أسري مصريين» واصفاً ما نشرته «الدستور» ب«الادعاءات». وقال نحيماس إن ما أوردته صحيفة «الدستور» المصرية المستقلة زاعمة أن في يديها وثائق جديدة علي ما أسمته ووصفته ب«قبور الجنود المصريين الذي قتلوا علي أيدي جنود الجيش الإسرائيلي في حرب الستة أيام - نكسة 67-» محض مزاعم. وأضاف الصحفي الإسرائيلي أن تقرير «الدستور» ركز علي وثائق بالفيديو لشاهدي عيان من البدو وأحد الجنود المصريين، مضيفا أن التقرير احتوي أيضا علي أدلة للقتل المتعمد خلال عاصفة الحرب في اليومين الأولين للمعارك 5 و6 يونيو 67، مؤكداً أنه بحسب زعم الشهود تم إطلاق النار علي الجنود المصريين بعد قيامهم بترك سلاحهم. وذكر نحيماس أن مقطع الفيديو الذي تم بثه علي موقع «الدستور» علي الإنترنت، يضم شهادة سويلم سليمان مسلم، أحد البدو من سكان وسط سيناء، مؤكدا فيه أنه رأي بعينيه قيام الجنود الإسرائيليين بتصفية بعض الأسري المصريين. وعلق محلل الشئون العربية بالصحيفة العبرية اليمينية المتشددة علي تحقيق «الدستور» قائلا إن الحديث فيه يدور حول «مزاعم»؛ فهناك «ادعاءات» مشابهة عن مجزرة تم تنفيذها من قبل جنود الجيش الإسرائيلي ضد الجنود المصريين الذين هزموا وسمعناها في الماضي، علي حد قوله، قبل أن يضيف: «تجدر الإشارة إلي أن الدستور لا تعد صحيفة مركزية، وإنما هي صحيفة ذات خط معارض للنظام الحاكم بمصر، ومن ثم فهي لا تعبر عن رأي السلطات المصرية بما نشرته». في النهاية أضاف نحيماس أن هذه الصحيفة -في إشارة ل«الدستور»- دخلت في تعقيدات مع السلطات المصرية بعد أن زعم رئيس تحريرها إبراهيم عيسي أن النظام المصري يخفي معلومات عن المشاكل الصحية للرئيس مبارك، مضيفا أنه تم تقديم عيسي للمحاكمة بتهمة الإضرار بالاقتصاد المصري، بعد أن تسبب في انهيار البورصة، لافتاً إلي أنه بالرغم من ذلك فإن الحديث عن مذبحة إسرائيلية للجنود المصريين يعد موضوعاً لافتاً للأنظار والانتباه بمصر، ويلهب مشاعر الكثيرين ضد إسرائيل، موضحاً أنه كثيرا ما حدثت في الماضي أمور مشابهة، وظهرت مزاعم وادعاءات مثل تلك، مما تسبب في حالة من الغضب بين الجماهير المصرية. كما أبرز التليفزيون الإسرائيلي تحقيق «الدستور»، حيث قالت القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلي إن صحيفة «الدستور» المصرية التي وصفتها بأنها ذات الشعبية الواسعة قامت بنشر وثائق وأدلة جديدة لشهود عيان علي قيام الجنود الإسرائيليين بإطلاق النار علي عشرات الأسري المصريين خلال حرب 1967، مضيفة أنه من خلال مقطع الفيديو الذي قامت الصحيفة المصرية ببثه علي الإنترنت تظهر قبور للجنود المصريين الذين قتلوا في الأيام الأولي لحرب الستة أيام. وأضافت القناة الإسرائيلية أن شهود عيان من البدو وجندياً مصرياً أدلوا بشهاداتهم ل«الدستور» عن بداية شهر يونيو 1967، وقت بداية المعارك بين القاهرة وتل أبيب، حيث تم إطلاق النار حتي الموت من قبل الجنود الإسرائيليين علي الأسري المصريين بعد رمي الأخيرين سلاحهم، لافتة إلي أن مقطع الفيديو تضمن مشاهد لعظام بشرية في وسط سيناء، كما ظهرت علي رمال الصحراء بقايا أسلحة. وأضافت القناة التليفزيونية أن حرب 1967 جرت بين إسرائيل وكل من مصر والأردن وسوريا، مضيفة في تقريرها أن تلك الحرب التي بدأت بهجوم مسبق من قبل تل أبيب علي سلاح الجو المصري في 5 يونيو 1967 امتدت لستة أيام، واحتلت إسرائيل خلالها مناطق واسعة من شبه جزيرة سيناء المصرية، وقطاع غزة وهضبة الجولان والضفة الغربية والقدس الشرقية.