الأزمة اليونانية تهدد بالانتقال إلى دول أوروبية أخرى .. وأسواق المال تضطرب أوباما يتدخل لحماية المستثمرين بعد حالة قلق غير مسبوقة ببورصة واشنطن
ميركل اقر قادة منطقة اليورو أول أمس الجمعة خطة المساعدة المالية لليونان التي تبلغ قيمتها الاجمالية 110 مليارات يورو على ثلاث سنوات وقرروا تعزيز انضباط ميزانياتهم، في محاولة لاحتواء العاصفة التي انتشرت في اسواق العالم حتى انها اثارت قلق الرئيس الامريكي باراك اوباما ومجموعة السبع، وقال مصدر اوروبي ان قادة الدول ال16 الاعضاء في منطقة اليورو اقروا تفعيل الخطة التي ستدفع دول اليورو ثمانين مليار يورو ويؤمن صندوق النقد الدولي ثلاثين مليارا اخرى.
واكد اعلان مشترك ان المفوضية الاوروبية ستقترح "آلية استقرار لحماية الاستقرار المالي لمنطقة اليورو"، حيث دعي وزراء المال في الاتحاد الاوروبي الى اجتماع بعد ظهر اليوم – الاحد- لدراسة طريقة عمل وتمويل هذه الآلية او صندوق الدعم غير المسبوق الذي سيخصص لدعم الدول التي تواجه صعوبات مالية.
وقالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ان منطقة اليورو ستوجه "اشارة واضحة جدا" الى المضاربين في الاسواق عبر وضع هذه الآلية، حيث ستبدأ الاموال بالوصول الى خزينة الدولة اليونانية في موعد اقصاه 19 مايو مقابل خطة تقشف صارمة تلقى معارضة شديدة في البلاد.
وتهدد الازمة اليونانية بالانتقال الى دول اوروبية اخرى لذلك تشعر اسواق المال بالقلق من حجم العجز في ميزانيات دول عدة في منطقة اليورو التي تساهلت في حساباتها في السنوات الاخيرة لمواجهة الانكماش العالمي، حيث استهدفت الاسواق اسبانيا والبرتغال وايطاليا ثم انتقلت العدوى الى بورصات العالم باسره.
وفي تأكيد على خطورة الوضع، قال رئيس البنك المركزي الاوروبي جان كلود تريشيه انها "ازمة تتعلق بالجهاز باكمله"، اي تهدد كل منطقة اليورو جسبما ذكر مصدر اوروبي، فيما اكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي كان يقف الى جانبه "انها ازمة تتعلق بالجهاز ويجب ان يكون الرد مرتبطا بالجهاز"، مشيرا الى "تعبئة عامة"، وكذلك صرح رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني للصحفيين في بروكسل ان البنك المركزي الاوروبي "قال انه سيفعل ما بوسعه لدعم سندات الدولة التي يتم اصدارها".
وضربت العاصفة المالية كل انحاء العالم، فقد تدخل الرئيس اوباما واعدا بحماية المستثمرين بعد حالة هلع لا سابق لها في بورصة نيويورك وول ستريت. وقال انه موافق على ضرورة تقديم "رد قوي" على الازمة، سياسي ومالي على حد سواء، كما وعد بتقديم دعم من واشنطن في هذه الفترة الحرجة.
وحذر احد مسؤولي الاحتياطي الفدرالي الامريكي تشارلز بلوسر من ان "الانتعاش الاقتصادي للولايات المتحدة يمكن ان يتأخر بسبب الاضطراب الجديد لاسواق المال".