بعد النجاح الساحق لمجهودات قوات الأمن والقوات المسلحة فى القضاء على البؤر الإرهابية فى ربوع مصر، بات واضحا وظاهرا بقوة، من تطهير كرداسة من الجماعات الجهادية والإرهابية وما سبقها من تحرير دلجا فى المنيا بالكامل وفرض الأمن وعودة تلك المدن إلى الحياة من جديد، فضلا عن اقتراب القوات المسلحة من الانتهاء من دك حصون الإرهابيين فى سيناء، يحاول الإرهابيون والعناصر المخربة اللجوء إلى أى عمليات إجرامية باستهداف الأكمنة الشرطية، فى محاولة يائسة لزعزعة الأمن، كان آخرها استهداف كمين «مسطرد» الفاصل بين محافظتى القاهرةوالقليوبية. اللواء أحمد عاصم، المنسق العام للإعلام المرورى، قد قال ل«الدستور الأصلي» إن ما حدث فى كمين مسطرد يتطلب اليقظة الكاملة فى الفترة القادمة لكل قادة وضباط وأفراد ومجندين الأكمنة الحدودية وكل الأكمنة على شبكة الطرق تحسبا لتكرار مثل هذه العمليات الإرهابية مع استمرار المرور والتفتيش من القائمين على أعمال الأكمنة داخل وخارج المدن، كما يتطلب الأمر التنبيه على كل المواطنين سرعة الإبلاغ عن أى أجسام غريبة مشتبه فيها، لافتا إلى أن مشاركة المواطن فى هذه المهمة من الأمور الإيجابية للتصدى إلى الإرهاب الأسود.
وأوضح عاصم أنه لا بد من تغيير كمين مسطرد بحيث يتم عمل كمين مع بداية الكوبرى من القليوبية وكمين آخر فى نهايته بالقاهرة، كما هى الحال مع كوبرى شبرا العلوى، لأن ذلك سيقلل من خطورة حدوث مثل هذه التفجيرات وسيحمى جسم الكوبرى أيضا من الانهيار، مشددا على عدم السماح لأى سيارات بالوقوف أعلى الكوبرى أو داخل الأنفاق ورفع السيارات المتهالكة المتوقفة على مدار أيام وشهور وسنوات دون النظر إلى وضعها، موضحا أن مثل هذه السيارات مجال لرمى أى قنابل بداخلها، لافتا إلى ضرورة تجلى دور رجال المرور لاكتمال المنظومة الأمنية.
من جانبه أكد العميد محمود قطرى، أن ما حدث فى كمين مسطرد أمر متوقع حدوثه فى مختلف الأكمنة فى شوارع مصر، فالجماعات الإرهابية أصبحت لديها معطيات للمقاومة المسلحة ولها طرقها المختلفة فى ذلك، مؤكدا على ضرورة أخذ الاحتياطات الأمنية بما يتناسب مع هذه التفجيرات من خلال منظومة الأمن الوقائى التى من شأنها محاربة الإرهاب بشكل فعلى، مشددا على تفعيل أجهزة المعلومات ووضع خطط أمنية متطورة من خلال تطوير الآليات اللازمة لمنع الهجوم المفاجئ للأكمنة، مشيرا إلى أنه لا بد من القبض على الجناة فى أسرع وقت حتى لا تتصاعد هذه الموجة من الإرهاب، لأن تفجير الكمائن مؤشر خطير لا بد من استخدام الخطط الأمنية المناسبة للقضاء عليه.
أما الخبير الأمنى اللواء فؤاد علام، فقال إن الهجوم الذى حدث أمس على كمين «مسطرد» ما هو إلا محاولة خسيسة ويائسة تهدف إلى زعزعة الأمن وبث الذعر فى نفوس المواطنين ورجال الأمن هو أمر متوقع، نظرا إلى التقدم الملحوظ من قبل قوات الأمن والقوات المسلحة فى القضاء على الإرهاب فى عدد من المناطق التى شهدت وجود عدد من الإرهابيين والجهاديين، مثل إحكام السيطرة على الإرهاب فى سيناء ودلجا، وأخيرا إحكام السيطرة على كرداسة والقبض على العناصر الإرهابية.
علام تابع ل«الدستور الأصلي» أنه لا بد من أن تتبع الشرطة نظاما مغايرا غفلت عن اتباعه فى الفترة الحالية فى ظل التوتر الأمنى القائم الذى تشهده مصر، فى ما يخص طريقة تأمين الكمائن الشرطية، مستشهدا بطريقة تعامل إسبانيا فى إحدى الفترات التى شهدت بها تفجيرات من هذا النوع وكانت تستهدف الأكمنة الشرطية، ومنها وضع بوابات إلكترونية على بُعد 100 متر من الأكمنة ووضع أجهزة الكشف عن المتفجرات، مشيرا إلى أن التكلفة قد تكون باهظة، ولكنها ليست أغلى من أن تراق أى قطرة دم، إذا كانت الدولة جادة فى تطبيق النظم الأمنية المتطورة.
وحول استهداف كمين مسطرد فى الخط الحدودى الفاصل بين من محافظتى القاهرةوالقليوبية، قال علام إن الإرهابيين يقدمون على اختيار الأماكن الحيوية التى تشهد حضورا ضعيفا من قبل قوات الأمن لاستهدافها، ومنها الاستهداف المتكرر للكمين الحدودى فى محافظة الإسماعيلية.