في الوقت الذي احتفل فيه الصحفيون أمس بيوم حرية الصحافة أعلنت صحيفتان من الصحف العربية اليومية أمس توقفهما عن الصدور نهائيًا وودعتا قراءهما هما «الوقت» البحرينية و«أوان» الكويتية.. حيث تصدّرت الصفحة الأولي لصحيفة «الوقت البحرينية» رسالة لقرّائها بعنوان «شكراً ووداعاً»، شرحت فيها الأسباب القهرية التي دفعتها للتوقف عن الصدور بعد 5 سنوات كاملة، وأعلنت القرار الصادر عن مجلس إدارة «دار الوقت للإعلام» بتصفية الصحيفة بعد العجز عن تأمين تمويلها أو بيعها.ولمّحت الصحيفة في بيانها الوداعي تعرضها إلي «حصار إعلامي وإعلاني» وقال مسئولو الصحيفة في البيان الذي جاء تحت عنوان «أيها القراء.. وداعا وشكرا»: لا أحد يبدو في هذا البلد أو الوطن يريد أن تستمر جريدة وطنية مستقلة مهنية. وتابعت الصحيفة: «كنا نأمل أن تستمر الجريدة رغم إجراءات التقشف التي اتخذناها، لكن الأزمة الاقتصادية العالمية لم تستطع حتي كبري الصحف العالمية مواجهتها.. البعض أغلق صفحاته.. والبعض سرح موظفيه وقلل من عدد صفحاته وألوانه.. والبعض اكتفي بالوجود علي المواقع الإلكترونية. هذا ما حدث في الدول الكبيرة والعريقة والغنية فما بالك بما تواجهه الصحافة في دولة مثل البحرين ذات السوق الصغيرة توزيعاً وإعلاناً والمنافسة شديدة بين 9 صحف يومية، وفي ظل سوق إعلانية محدودة لا تتجاوز الإعلانات في أفضل صحفها 6% بينما تصل نسبتها في الدول المجاورة إلي 60%، ووجهت الصحيفة الشكر للمساهمين ال61» الذين استثمروا في الصحيفة، ولكن من دون التمكن من استمرارها، وختمت «الوقت» بيانها بالقول: «لا وقف للصحافة في البحرين ولا عزاء. شكراً أيها القراء الأعزاء.. ووداعاً». وفي وداع مشابه وإعلان لتوقف صحيفة يومية أخري كتب رئيس تحرير صحيفة «أوان» الكويتية، «محمد الرميحي تحت عنوان» وقفة وداع «ختامية» معلنًا عدم صدور صحيفته مرة أخري، وأرجع فيها التوقف للأسباب المالية، مشيراً إلي أن الصحيفة حاولت تقديم «عمل إعلامي مهني ومتوازن لخدمة الشعب الكويتي ومصالحه.. واليوم لا ضرر ولا ضرار». وبعد شكر العاملين في الصحيفة، وقرائها، طلب الرميحي «تفهّم الظروف الصعبة التي جعلتهم تتوقف عن النشر»، خاتماً مقاله بعبارة «وداعاً أيها الأحباب». وحوت الصفحات الداخلية للصحيفة كلمات وداع كثيرة موزعة علي أعمدة الآراء فيها، حيث اعتبر الكاتب مطلق مساعد العجمي أن توقف الصحيفة عن الصدور «حدث مؤلم لكل من عمل فيها، ولكل من ارتبط بقراءتها كل يوم»، منذ صدور عددها الأول في 18نوفمبر2007..وكان قد سبقه الكاتب علي الزعبي في «نعي» قلب الصحيفة، «الذي كتب الله له عدم التنفس مرة أخري في عالم الرأي والصحافة»، مستدركاً «لكن، هذه هي الحياة.. نجاحات مرات.. وإخفاقات مرات.. والأهم أن يتعلم الإنسان منها حتي يكون أكثر قوة في المستقبل».أما راشد العيد فتحدث عن «انتقال المعركة إلي موقع آخر»، بعد فشل محاولات الحفاظ علي استمرارية الصحيفة. وبتوقف صدور «أوان»، يتبقي 14 صحيفة يومية في الكويت، علماً أن صحيفة يومية أخري سبق أن توقفت عن الصدور العام الماضي بسبب الأزمة المالية، وكانت تحمل اسم «الصوت».