استغلوا «الضبطية القضائية» وهتفوا ضد وزير التعليم العالي.. وحسام عيسى: إلغاء «الضبطية» اختصاص «الأعلى للجامعات» اجتماع ألفى طالب فقط فى قاعة احتفالات جامعة القاهرة الكبرى أمس كان كفيلا بدق جرس إنذار قوى عن صعوبة بدء الدراسة خلال المرحلة الحالية فى ظل حالة الاحتقان الطلابى اللافتة التى تسببت فى فوضى تامة داخل قبة الجامعة التاريخية، فى أثناء الجلسة الافتتاحية لمؤتمر طلاب جامعات مصر لمناقشة الدستور.
بما أدى إلى انسحاب وزير التعليم العالى وضيوفه واعتصام عدد من وفود الجامعات داخل ممرات القبة وأمام الجامعة وإلغاء جلسات المؤتمر وإغلاق أبواب مبنى الجامعة الإدارى بعد مشادات بين بعض الطلاب وأفراد الأمن الإدارى.
المئات من طلاب الجامعات كانوا قد استقبلوا الوزير داخل القاعة بهتافات منددة بالضبطية القضائية ومطالبة بالإفراج عن الطلاب المحبوسين، الأمر الذى رد عليه عيسى قائلا: «إن الجامعة لن تكون مستقرة بالقمع أو القهر وتحجيم الحريات والحقوق مؤكدا أنه لن تُمنع مظاهرة أو يمسّ طالب أو تُقيّد طاقة، وأنه ما كان لمثله أو لوزير التعليم العالى أن يُتهم بقهر الطلاب». حديث الوزير عن الضبطية لم يكن مقنعا للطلاب الذين أشعلوا القاعة بهتافات «إلغى» فى إشارة إلى إلغاء القرار الأمر الذى رد عليه الوزير قائلا: إنه لم يكن يعلم شيئا عن موضوع الضبطية، وإنه ظل يبحث أسبوعا عمن وراء هذه الحملة.
واستقبل وفودا طلابية وأخرى من أعضاء التدريس وأكد لهم أنه ليس له علاقة بإصدار القرار إلى أن توصل إلى أن الأمر بدأ بتشكيل الدكتور مصطفى مسعد وزير التعليم العالى السابق لجنة من أساتذة الجامعات المصرية لوضع معايير ووضع خطة عمل شاملة لتأمين الجامعات المصرية وآلية تنفيذها، انتهت إلى منح الضبطية القضائية لعدد 300 من رجال الأمن فى الجامعة، مؤكدا أنه لا يملك السلطة كوزير لإلغائها، وأن الأمر برمته فى يد المجلس الأعلى للجامعات.
الجدل حول الضبطية القضائية استغله عدد من أنصار جماعة الإخوان مرددين هتاف «يسقط حكم العسكر» لإحداث حالة من الهرج والمرج لإجبار الوزير على قطع كلمته، وهو ما رد عليه طلاب آخرون بهتافات تطالب بإخراج الإخوان هاتفين «بره بره» إلا أن الوزير رفض ذلك مرددا «لا أحد يخرج» وشدد على أنه لا إقصاء لأحد فى مصر الثورة وأنه سيتابع بنفسه ملف المعتقلين السياسيين.
الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة حاول تلطيف الأجواء داخل القاعة قائلا: إن هذا الهتاف والاختلاف فى وجهات النظر مظهر صحى من تاج ثورتى يناير ويونيو، إلا أن الطلاب لم يمهلوه فرصة لاستكمال كلماته مرددين هتافات جديدة منها «اسمعونا ياللى فوق إحنا الطلبة ولينا حقوق» و«إحنا الطلبة ولينا إرادة» و«اسمعنا».
محاولة الدكتور حسام عيسى الخروج من القاعة بعد انتهاء كلمته أشعلت القاعة مجددا حيث صعد عدد من الطلاب إلى المنصة محاولين منعه من مغادرة القاعة هاتفين «عايزين نتكلم» الأمر الذى اضطر معه الوزير للعودة مرة أخرى والاستماع إلى أمين اتحاد طلاب صيدلة الإسكندرية محمد الشاعر قبل أن يصطحبه معه للمنصة ويعطيه الميكروفون لتهدئة زملائه الطلاب.
انتقال الميكروفون للطالب نقل الحوار لمنطقة جديدة حيث قال «الشاعر» إن القطاع الطلابى فى مصر يتراوح بين 3 و4 ملايين، وأنه من حق الشباب أن يتم النص فى الدستور الجديد على أن تشكيل الاتحادات الطلابية أمر ملزم، وأن يكون لها الشخصية الاعتبارية من خلال قانون طلابى وليس من خلال لائحة.
ورغم موافقة الوزير وتأكيده أن كلام الطالب وتعهده بأن يتبنى مطالبهم؛ عادت الهتافات المنددة بالضبطية القضائية، وطالب الطلاب الوزير بأن يستمع لممثل طلابى عن كل جامعة، وهو ما وافق عليه الوزير، لكن تصاعد الأحداث وتدافع عدد كبير من الطلاب نحو المنصة حال دون استمراره بالقاعة، الأمر الذى ترتب عليه إعلان ممثلى طلاب جامعتى الإسكندرية والمنصورة اعتصامهم داخل ممر قاعة قبة الجامعة، بينما قام المئات من أنصار جماعة الإخوان المسلمين بالتظاهر أمام مبنى القبة.