شهد مؤتمر «الصوفية والسياسة» الذي استضافته الطريقة العزمية ظهر أمس الأول السبت مفاجأة هي الأولي في تاريخ الصوفية التي دخلت مصر في القرن الثالث الهجري وترفض دائما العمل بالسياسة بحجة تعارضها مع الزهد الصوفي، حيث قرر عدد من مشايخ الصوفية تأسيس حزب سياسي واجتماعي يضم أكثر من 15 مليون صوفي في مصر وستكون عضويته مفتوحة أمام المواطنين المسيحيين، وقرر المشايخ أن يكون الشيخ علاء أبو العزايم وكيل المؤسسين، وأكدوا أنهم سيضمون في عضوية الحزب المقترح الشيخ محمود عاشور والشيخ فوزي الزفزاف - وكيلي الأزهر السابقين - والدكتور عمار علي حسن - الباحث في شئون الحركات الإسلامية - والدكتور أحمد السايح - الأستاذ بجامعة الأزهر. وقال الشيخ محمد عبدالمجيد الشرنوبي إن الحزب المقترح ليس حزبًا دينيًا رغم أن مؤسسيه من مشايخ الصوفية، حيث ستكون العضوية مفتوحة أمام جميع الطوائف والأعراق والمذاهب بمن فيهم المسيحيون، وسيكون حزبا سياسيا واجتماعيا، إلا أنه قال إن الصوفيين سيكونون المكون الرئيسي لهذا الحزب، وسيتم ضم جميع أتباع ومريدي الصوفية لعضوية هذا الحزب، وبرر الشرنوبي الدعوة لإنشاء حزب للصوفية بأن المشيخة العامة للطرق الصوفية غير قادرة علي الدفاع عن مصالح أتباعها، بالإضافة إلي تبعيتها للنظام الحاكم ووقوعها تحت التأثير السياسي لأجهزة الحكومة، وقال الشرنوبي إن مشيخة الطرق الصوفية عجزت عن التصدي لقرار الحكومة منع موالد آل البيت وعلي رأسهم السيدة زينب والسيدة نفيسة، وهو الأمر الذي خلق حالة من عدم الرضا والاستياء بين جموع الصوفية. من جانبه أعرب الشيخ علاء أبو العزايم عن شكوكه في موافقة أجهزة الدولة علي هذا الحزب، مؤكدا أن حزب الصوفية لن يري النور بسبب عقدة الإخوان المسلمين التي لم يتم حلها حتي الآن، خاصة أنهم يتطلعون لإنشاء حزب سياسي لهم، وقال إن الدولة ستكون علي حذر من أنه في حالة الموافقة للصوفية علي حزب سياسي سيطالب الإخوان بالمثل، وأضاف أبو العزايم أن الصوفية من حقهم العمل بالسياسة لأن الإسلام دين ودنيا، مشيرًا إلي أنه سبق وأن حاول تأسيس حزب سياسي عام 1997 إلا أنه لم يستطع بسبب التعقيدات الحكومية.