الرقابة ستتم على 60 مدرسة تابعة للإخوان المسلمين فى القاهرة والمحافظات نقل لجان الدور الثانى للثانوية العامة من كرداسة إلى كفرة نصار التعليم قبل الجامعى له أهمية بالغة لدى جماعة الإخوان، لذلك نجح الإخوان خلال عام توليهم السلطة فى السيطرة على مقاليده لإحكام سيطرتهم على عقول النشء، فضلا عن سعيهم فى مخطط بناء المزيد من المدارس الخاصة المملوكة لأعضاء الإخوان على مستوى المحافظات، ما كاد أن يتحقق عبر ترخيص هذه المدارس من خلال وزارة الدكتور إبراهيم غنيم السابقة، بحيث يكون للجماعة مدرسة إخوانية بكل محافظة باعتبار أن حسن البنا مؤسس الجماعة معلم ونموذج مؤثر فى هذا الأمر ما دفع البنا إلى اهتمامه بالنشء والسيطرة على عقولهم من خلال التعليم إلى تأسيس تنظيم خاص بالطلبة داخل الجماعة.
مخطط الجماعة أجهض مع ثورة 30 يونيو التى أسقطت الأقنعة عن قيادات الإخوان، ليس داخل التربية والتعليم فقط، لكن فى كل المؤسسات التى دخلوها، وتبقى مدارس الجماعة لإعداد جيل قادم تحقق من خلاله ما تريد هو السيناريو القادم للجماعة بعد السقوط الكبير لها، ويبلغ عدد مدارس الإخوان فى مصر 60 مدرسة منقسمة ما بين نوعين «أصلى» وهى التابع ملكيتها لأعضاء بجماعة الإخوان و«موالى» أى مدارس ذات ميول إخوانية تسير فى تعليمها على منوال جماعة الإخوان ومبادئ مؤسس الجماعة حسن البنا، تلك المدارس ال«60» موزعة على محافظات القاهرة وبها 19 مدرسة، و14 بالجيزة، و21 مدرسة موزعة ما بين محافظات الدلتا والإسكندرية وأسيوط وسوهاج والسويس.
سيناريو الإخوان للعودة من خلال التعليم الفترة المقبلة يتضمن ثلاثة محاور رئيسية -طبقا لما كشفته بعض المصادر ل«الدستور الأصلي»- الأول يتمثل فى المدارس الحكومية تمثل أهمية كبرى بالنسبة إلى الجماعة لتحقيق قاعدة جماهيرية عريضة إن لم تكن المؤيدين فعلى الأقل من المتعاطفين مع أعضاء الجماعة، من خلال استغلال الكم الهائل من المدرسين المنتمين إلى الفكر الإخوانى داخل تلك المدارس، الذين يقدر عددهم على مستوى الجمهورية بما يزيد على400 ألف معلم من أصل مليون و800 ألف معلم على مستوى الجمهورية.
والمحور الثانى فى المدارس الخاصة التى تملكها الجماعة، وغيرها من المدارس المملوكة للتيار الإسلامى، أما المحور الثالث فهو الخاص بنقابة المعلمين، وذلك بعد أن فقدت الجماعة أغلب قاداتها داخل ديوان عام وزارة التعليم على أيدى الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم الحالى الذى بدأ ثورة تصحيح داخل الوزارة خلال الفترة القليلة الماضية.
على الجانب المقابل تركز الجماعة خلال الفترة القادمة على المدارس الخاصة المملوكة لإخوان، وتلك المدارس رغم عدم التيقن من عددها حتى الآن، ومن أشهر المدارس المنتمية لجماعة الإخوان مدارس «جنى دان» المملوكة لخديجة خيرت الشاطر ابنة نائب المرشد العام للجماعة، ومدارس المقطم الدولية للغات، المملوكة للقيادى الإخوانى البارز المهندس عدلى القزاز الذى كان يشغل منصب مستشار وزير التربية والتعليم الدكتور إبراهيم غنيم لتطوير التعليم، وكان يلقب داخل الوزارة بالرجل الأول نظرًا لتحكمه فى كل القرارات التى تخرج عن الوزارة، وهناك مدارس الجيل المسلم التى يرأس مجلس إدارتها القيادى الإخوانى محمد السروجى الذى كان يعمل مستشارًا إعلاميًّا لوزير التربية والتعليم السابق، ومثلها مدارس المنارات الإسلامية، ومدارس «التربية الإسلامية» بمحافظة المنوفية، ومدارس الدعوة الإسلامية بسوهاج، ومدارس الدعوة الإسلامية ببنى سويف والتى يرأسها الشيخ عبد الخالق الشريف، ويديرها على محمد على، وهذه المدارس كانت تستغل التلاميذ الصغار فى الدعاية السياسية لحزب الحرية والعدالة والترويج لجماعة الإخوان خلال الفترة الماضية، وظهر ذلك خلال معركة الاستفتاء على الدستور المعطل حاليا، حيث نظمت تلك المدرسة حملة «نعم للدستور»، كما كان لتلك المدارس دور كبير فى الدعاية الانتخابية للرئيس المعزول محمد مرسى فى أثناء معركة انتخابات الرئاسة الماضية، واستغلت إدارة المدرسة التلاميذ الصغار فى الترويج لمرشح الجماعة وقتها، من خلال ارتداء ملابس عليها صورة مرسى، أو رفع لافتات، وصور لمرشح الإخوان.
وفى تعليقه على وضع المدارس الخاصة المملوكة لرجال أعمال إخوان، قال الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم «ربنا يهديهم لما فيه صلاح البلاد»، مؤكدا أن الوزارة ستضع هذه المدارس تحت الرقابة الشديدة مع غيرها من المدارس الخاصة التابعة لرجال أعمال ينتمون إلى التيار الإسلامى.