قالت صحيفة "الجارديان" إنه بدا واضحا أن وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي بات يغذى شعور المصريين بالحنين إلى زعيم وقائد وطني لدرجة أن كثير منهم ينظر إليه باعتباره جمال عبد الناصر جديد بعد ما وصفته ب"انقلاب 30 يوليو" ولفتت الصحيفة إلى أن شوارع القاهرة ممتلئة بصور الزعيم جمال عبد الناصر والفريق السيسي حتى أن الأحاديث في المقاهي أصبحت تتمحور حول إذا ما يصح تشبيه السيسي بالزعيم الراحل وما هى أوجه التشابه بين الرجلين وكيف من الممكن أن تؤثر على مصر خلال الفترة المقبلة. ونقلت الصحيفة عن ناشط ناصري قوله:"برغم من محاولات تشويه صورة عبد الناصر على مدار 40 عاما ، إلا إنه كلما مرت مصر بأوقات صعبة ، سرعان ما يستعيد الشعب ذكراه مترحما على أيامه ، إلا أن السيسي لم يبلغ هذه المكانة في وجدان المصريين أو على الاقل حتى الأن" ورأت الصحيفة ، من جانبها ، أن السيسي عكس في جميع لقاءاته وخطبه الرسائل التي كانت تمثل ركائز الحقبة الناصرية مثل النعرة الوطنية والوحدة العربية والقيادة القوية. وقالت الصحيفة أن أوجه الشبه بين عبد الناصر و السيسي متآصلة ؛ فناصر كان ضابطا بالجيش المصري ووصل إلى مقعد الرئاسة بدعم من الجيش في عام 1956 بعد مرور أربعة أعوام من اندلاع ثورة يوليو 1952 التي أطاحت بالنظام الملكي في مصر كذلك أيضا بالنسبة للسيسي فهو أحد أبرز قيادات الجيش ولعب دورا في الاطاحة بنظام الرئيس السابق محمد مرسي وحتى وإن لم يكن رئيس البلاد لكن الاقاويل تدور حاليا حول احتمالية ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة. ونسبت الصحيفة إلى ناشط سياسي قوله:"ما يجمع بين الرجلين رفضهما للغرب وسعيهما وراء الاستقلالية الوطنية ، كما أن السيسي وناصر من قبله حاربا ضد جماعة الاخوان المسلمين وهو أمر لا بأس به من وجهة نظر الكثيرين" وأضاف:"لقد أصبح عبد الناصر يشكل جزءا متأصلا في العقلية المصرية الجديدة ويعود إلى السيسي وحده إذا ما يريد أن يحذو حذو الزعيم الراحل أو يكون نموذجا يحتذى لمن يأتي بعده"
