نُقل 3 مرات على الأقل إلى مؤسسات تابعة لوزارة الدفاع تحت حراسة مشددة.. المخابرات العسكرية هى الجهة الوحيدة التى تمكّنت من الوصول إليه واستجوبته مرة يوميًّا على الأقل لما يصل إلى 5 ساعات وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، نشرت تقريرًا «حصريًّا» تضمن معلومات عن الرئيس المعزول محمد مرسى، نقلًا عن 6 مسؤولين عسكريين وأمنيين، بمن فيهم 2 من المخابرات العسكرية، تحدّثوا إلى الوكالة ورفضوا نشر أسمائهم، لأنه غير مسموح لهم بمناقشة الاستجواب المغلق مع وسائل الإعلام.
«أسوشيتد برس» قالت نقلًا عن هؤلاء المسؤولين، إنه خلال فترة ال3 أسابيع التى احتجز فيها مرسى، قام وكلاء المخابرات العسكرية باستجوابه بشكل موسع حول الأعمال الداخلية لرئاسته ولجماعة الإخوان المسلمين، سعيًا وراء إثبات ارتكابه جرائم، منها تقديم أسرار دولة إلى الجماعة الإسلامية.
ومن بين الموضوعات التى تم التحقيق معه فيها، مناقشات مرسى مع الزعماء الأجانب خلال رحلاته إلى الخارج، وعلاقاته بتركيا، وحليفة الإخوان قطر، وقيادات حماس، بهدف تحديد ما إذا كان مرسى أدلى بمعلومات حساسة إلى الحلفاء الإسلاميين فى الخارج، وفقًا للمسؤولين.
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن المخابرات العسكرية هى الجهة الوحيدة التى تمكّنت من الوصول إلى مرسى واستجوابه مرة يوميًّا على الأقل، وفى بعض الأوقات كان يتم استجوابه إلى ما يصل إلى 5 ساعات.
مضيفة أنهم أحيانًا كانوا يقدمون له تسجيلات صوتية لحواراته لاستجوابه بشأنها. وعندما كانت تتم مواجهته بها، كان يتّخذ موقفًا معاديًا ويطلب من المحققين التعامل معه بالاحترام الذى ينبغى التعامل به مع رئيس.
أيضًا تم سؤال الرئيس المعزول حول العفو عن عشرات المجاهدين المعتقلين. ونقلت عن المسؤولين أن الجيش يعتقد أن معظمهم توجّه إلى سيناء وشكّل خلايا جهادية تضم متطرفين أجانب. كما تم سؤاله عن محاولته وقف الجيش عن ملاحقة الجهاديين الذين قتلوا 16 جنديًّا منذ عام فى منطقة نائية فى سيناء بالقرب من إسرائيل والحدود مع غزة، حسب ما نقلته «أسوشيتد برس» عن المسؤولين العسكريين. وأشارت إلى أن مرسى «سخر» فى بعض الأوقات من المحققين، حيث سألهم لماذا يوجهون إليه أسئلة ما دامت لديهم تسجيلات صوتية ومقاطع فيديو تتضمن كل شىء قام به فى أثناء فترة رئاسته.
الوكالة لفتت إلى أنه طوال الفترة الماضية، منع مرسى من مشاهدة التليفزيون وقراءة الصحف، مشيرة إلى أنه تم نقله 3 مرات على الأقل إلى مؤسسات تابعة لوزارة الدفاع، وأن النقل كان يتم فى عربات مدرعة تحت حراسة مشددة، ونقلت عن المسؤولين العسكريين أنه الآن فى منشأة خارج القاهرة دون توضيح. تابعت «أسوشيتد برس» أن الجيش على ما يبدو لم يقرر بعد ما الذى سيفعله بالمعلومات التى يجمعها، مستطردة نقلًا عن المسؤولين أنه يمكن استخدامها فى تحقيقات النيابة الجارية، وفى توجيه اتهامات لرموز إخوانية أخرى، أو لتبرير خطوة أكثر تأثيرًا: تجديد حظر جماعة الإخوان المسلمين نفسها، مما قد يثير رد فعل عنيف من قبل الإسلاميين.
«أسوشيتد برس» نقلت عن أحد المسؤولين العسكريين وصفته بأنه على دراية بما تفكر فيه القيادة العسكرية، قوله «سمحنا بمحاكمة حسنى مبارك وهو تابع لنا، لذلك لن يكون هناك شىء يمنعنا من القيام بذلك».
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن التحقيق هو الخطوة الأولى نحو لائحة اتهامات ومحاكمة محتملة لهذه الاتهامات قد يتم الحكم فيها بالإعدام. ونقلت عن مسؤولين رفضوا ذكر أسمائهم أنه من المحتمل أن يتم نقل مرسى إلى سجن مدنى تحت إجراءات أمنية مشددة.
«أسوشيتد برس» نقلت عن أحد قيادات الإخوان فى رابعة، رفض ذكر اسمه، «يمكنهم أن يحلوها إذا أرادوا ذلك. إنهم يحلون الدولة بكاملها الآن». كما نقلت عن آخر، رفض أيضًا ذكر اسمه، لأنه غير مصرح له الحديث عن عواقب حظر الجماعة، أن الجماعة على دراية تامة ب«أنه لا يمكن استبعاد حظر جديد»، محذرًا من أن النتيجة ستكون «مرحلة مأساوية» قد تنتهى ب«سقوط السيسى».
وموضوع آخر شملته التحقيقات هو «التمويل السرى للغاية»، للجماعة وقنوات تمويلها فى الخارج.
ونقلت عن مسؤول كان مشاركًا مباشرة فى التواصل بين إدارة مرسى والجيش والمخابرات، إشارته إلى أنه بعد فترة قصيرة من تولى مرسى الرئاسة فى 30 يونيو 2013، أحضر معه 19 قياديًّا من الإخوان فى جلسة الإحاطة الأولى بحضور مدير المخابرات العامة حينها اللواء مراد موافى. وعندما رفض موافى وجودهم لأنه ليس لديهم تصريح أمنى، قال مرسى «أيها اللواء لا يوجد غرباء هنا». وتابع المسؤول أن موافى مضى فى تقديم الإحاطة، لكنه تجنب التطرق إلى موضوعات حساسة. قالت «أسوشتيد برس» إن مرسى رفض فى البداية الإجابة عن أسئلة المحققين، لكنه فى النهاية تعاون بحذر، مضيفة نقلًا عن المسؤولين العسكريين أنه كرر مرارًا أنه لا يزال الرئيس الشرعى لمصر، كما أصر على أنه خدم مصالح مصر دون كلل، لكن «الدولة العميقة» أعاقت طريقه.
ولفتت إلى أن مرسى مواظب على صيام شهر رمضان، وفى حالة عدم خضوعه للاستجوابات، يقضى وقته فى الصلاة وقراءة القرآن، مشيرة إلى أنه كان يدعى بصوت عالٍ طالبًا مساعدة الله ضد مضطهديه.