اغتيال ضابط الأمن الوطنى محمد أبو شقرة بالعريش يوم الأحد الماضى مثل نقطة تحول فى المواجهة بين الجماعات الجهادية والدولة، وهو ما يدل على بدء استخدام السلاح والعنف من قبل الجماعات المسلحة التى تتخذ من سيناء نقطة انطلاق لها. العميد محمود قطرى الخبير الأمنى، قال ل«الدستور الاصلي» إن حادثة اغتيال ضابط الشرطة يؤلم ويوجع قلوبنا جميعا، وأن دمه فى رقبة وزير الداخلية محمد إبراهيم الفاشل، وفى رقبة محمد مرسى. مؤكدا أن قتل أبو شقرة واغتياله بهذه الطريقة البشعة رغم كونه غير معروف على الساحة الأمنية، كما أنه لم يتم نقله إلى مقر عمله بالعريش سوى من أسبوع واحد فقط، يدل على أن الجماعات المتشددة الإرهابية الآثمة قد اخترقت الأمن الوطنى الداخلى الهش. مشيرا إلى أن وزارة الداخلية لم تكتف بعجزها عن القيام بواجباتها الأساسية من حماية المواطنين وتوفير الأمن لهم ومنع حدوث الجريمة، حتى وصل الأمر إلى وقوع جرائم الاغتيال والخطف لرجالها.
وحصلت «الدستور الاصلي» على نص تقرير الطب الشرعى، لشهيد الشرطة، الذى أكد أنه تبين من خلال تشريح جثمان المجنى عليه محمد سيد عبد العزيز أبو شقرة، وفاته إثر إصابته ب6 أعيرة نارية حية فى مختلف أجزاء الجسد وأدت إلى وفاته على الفور، وأوضح التقرير أن المجنى عليه أصيب بعدة أعيرة نارية فى منطقة الذراع اليمنى والكتف والذراع اليسرى، مما أحدث تهتكا بالرئتين والشريان الأورطى ونزيف بالصدر وكسر بالذراع اليمنى وتهتكا فى شريان الذراع اليمنى.
وأضاف تقرير الطب الشرعى الذى أعده طبيب التشريح الدكتور ماجد همام مدير عام دار التشريح بمصلحة الطب الشرعى، أن كل الإصابات نارية حية وجميعها تم إطلاقها من أماكن مختلفة سواء من اليمين أو اليسار أو من الخلف، مشيرا إلى أن كل المقذوفات النارية غير مستقرة بما يعنى دخولها من جانب ونفاذها من الجانب الآخر، مما تعذر تحديد عيار المقذوف النارى لصعوبة تحديده.
التقرير أشار إلى أن المجنى عليه يبلغ من العمر 30 عاما، موضحا أن كل الإصابات ارتكزت فى الجانب العلوى من الجسد باستثناء منطقة الرأس التى لم تصب بأى أعيرة نارية حية، وأضاف التقرير أن كل الإصابات حدثت من مسافات قريبة تتراوح ما بين متر إلى 3 أمتار، وذكر التقرير أن كل الإصابات الموجودة بجسد المتوفى إصابات نارية حية وليست طعنية أو قطعية وحدثت بشكل متعمد من أجل إصابته وجميعها اخترق كل أجزاء الجسد مما تسبب فى وفاته على الفور.
الدكتور ماجد همام مدير عام دار التشريح قال فى تصريحات خاصة ل«الدستور الاصلي»، إنه قام بتشريح جثمان المجنى عليه مساء يوم الأحد الماضى بمستشفى الشرطة بمدينة نصر، موضحا أنه تبين أن فوارغ الطلقات والمقذوفات النارية التى تم العثور عليها جميعها من بنادق آلية عيار 7.62 مللى ولكن المقذوفات النارية لم تكن مستقرة فى جسد القتيل مما تعذر تحديد الأعيرة النارية، كما تبين من معاينة الواقعة أن فوارغ الطلقات من بنادق آلية، لافتا إلى أن كل الإصابات نارية تسببت فى إصابة المجنى عليه ووفاته على الفور، واستهدفت كل أجزاء الجسد دون الرأس.