أثار مقتل سوداني بالسجون المصرية في حلايب جدلا واسعا في شرق السودان فتح معه هذه القضية "الحساسة" رغم حرص الجانبين المصري والسوداني علي عدم إثارته. وكان السوداني طاهر محمد حساي قد لقي حتفه داخل سجن مصري بحلايب أمس الأول ، وقالت مصادر بشرق السودان للدستور أنه تم اعتقاله من قبل السلطات المصرية علي خلفية قضية سياسية منذ عام 2007 دون توجيه تهم او محاكمته طيلة هذه الفترة، وأضافت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها أنه تم اطلاق سراحه مؤخرا الا أنه فارق الحياة نتيجة تعذيب تعرض له في السجن. واستنكر "عثمان باونين" رئيس مؤتمر البجا للاصلاح والتنمية ما يحدث معتبرا ان حكومة الخرطوم تغض الطرف عن مصير حلايب قائلا انها تقع تحت "الاحتلال المصري" منذ وقتا طويلا مشيرا الي ان هذا يؤكد شكوكنا بوجود صفقة سرية بين حكومة الخرطوم والسلطات المصرية قائلا ان حكومة باعت حلايب في صفقة رخيصة الي السلطات المصرية نسبة لملفات عدة تتولاها الحكومة المصرية مشددا علي ان حلايب سودانية وان سكان المنطقة ينتمون لقبيلة البشاريين وهم من النظارات الرئيسية المكونة للقومية البجاوية وهدد رئيس مؤتمر البجا للاصلاح والتنمية انه لو لم تحل الحكومة قضية حلايب "فلن نتنازل عنها مهما طال الزمن". وحول الانتخابات قال أنه لا مجال لاجراء انتخابات حرة ونزيهة مع هذا النظام الذي يتحكم في مقاليد الامور مؤكدا أنه تم تزوير الانتخابات في شرق السودان منذ مرحلة الإحصاء السكاني الذي خرج معيباً ثم مرحلة التسجيل الانتخابي التي مارس فيها النظام عبر مفوضية الانتخابات الفاشلة والمتآمرة كل أنواع الغش والتزوير وطمس الحقائق والهوية لشرق السودان. في الوقت نفسه أعلن أكبر حزبين معارضين شاركا في الانتخابات بالسودان رفضهما لنتائج الانتخابات التي أشارت أرقامها الجزئية إلى تقدم الرئيس عمر البشير، وأعلن كل من الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) بزعامة محمد عثمان الميرغني وحزب المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي رفضهما لنتائج الاتخابات وأكدا أن هذه النتائج لاتعكس حقيقة التصويت. وقال حاتم السر مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) للانتخابات الرئاسية قوله إن عمليات تزوير جرت خلال عمليات التصويت وعد الأصوات، مشيرا إلى أن حزبه سيرفع الأمر إلى القضاء، وهدد في حالة عدم استجابة المحكمة للطلب باللجوء إلى ما وصفها بأساليب بديلة لصناديق الاقتراع دون أن يحدد طبيعة هذه الأساليب. وأضاف السر إنه لن يعترف بهذه النتائج حتجاجا علي عمليات التزوير والتجاوزات التي صاحبت العملية الانتخابية وقال الحزب في بيان له أمس الأول إن الفوضي والاضطرابات سادت جميع مراكز الاقتراع داخل وخارج السودان. وكان زعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي قد أعلن في وقت سابق أمس الأول عدم اعترافه بنتائج الانتخابات السودانية، وقال في مؤتمر صحفي بالخرطوم إنه ينعى تلك الانتخابات، ووصفها بالسيرة الميؤوسة، وقطع بعدم الاعتراف بها أو مشاركة أي من عناصر حزبه "إذا ما فاز" فيها. واعتبر أن "كل ما يترتب على هذه الانتخابات لن يجد القبول منا أو الاعتراف به"، مؤكدا رفض حزبه لكل العملية الانتخابية بمجملها. وقال إن حزبه لن يشارك "حتى على مستوى الدوائر المعادة"، مشيرا في الوقت ذاته إلى قرب انفصال الجنوب "بعد عودة ذات وجوه المؤتمر الوطني وسياساته عبر الانتخابات". وكان مراقبو الاتحاد الأوروبي قد قالوا إن التصويت تخلله عدد من الأخطاء مما يجعلها لا ترتقي إلى مستوى المعايير الدولية، وذلك في أول تقرير لهم عن هذه الانتخابات العامة والرئاسية التي تعد الأولى من نوعها منذ 24 عاما.