بعد حوالي سنتين من وصوله للحكم عبر انقلاب عسكري أعقبه انتخابات رئاسية، يواجه الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز محاولات لإسقاطه من جانب المعارضة. وتعهدت المعارضة الموريتانية في مؤتمر جماهيري أقامته مساء أمس الأول بإسقاط نظام الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز واتهمته هو وحكومته بقيادة البلاد نحو الهاوية. وقال منسق المعارضة ورئيس مجلس النواب مسعود ولد بلخير إن المعارضة لم تعد تريد الحوار مع الرئيس ولد عبد العزيز كما كانت، بل أصبحت تريد إسقاطه وإسقاط "حكومته الفاشلة"، وإراحة البلاد منهما بعدما رفضا أي حوار أو تلاق مع قوى المعارضة، على حد تعبيره. واعتبر رئيس حزب اتحاد قوى التقدم محمد ولد مولود أن سر ما وصفه بتهرب الرئيس الحالي من الحوار هو خوفه من بحث عدد من القضايا الحساسة التي من بينها دور المؤسسة العسكرية في السياسة، ونتائج الانتخابات الماضية، وفساد الإدارة وغيرها. من جانبه، قال زعيم المعارضة أحمد ولد داداه إن موريتانيا منذ وصول ولد عبد العزيز للحكم تسير من نكبة إلى أخرى، مضيفاً أن أعمال العنف التي عاشتها البلاد في الأيام الأخيرة تقودها نحو الفتنة، وهو أمر لا يمكن تحمله أو السكوت عنه، مطالبا المواطنين بأن يعوا خطورة الموضوع وحساسية اللحظة. وتعليقا على اتهامات المعارضة وتعهدها بإسقاط النظام، قال الناطق باسم الحزب الحاكم صالح ولد دهماش إن ما وصفها بفلول وبقايا الأنظمة السابقة الفاسدة تسعى فعلا لإجهاض التجربة الديمقراطية، وتحاول عرقلة جهود التنمية في البلاد، ولكنها محاولات يائسة. ولفت ولد دهماش إلى أنه بالنظر إلى تاريخ هذه الأحزاب والقوى يتأكد زيف ادعائها الحرصَ على المعارضة أو المطالبة بالحوار، وهي لا تريد إلا استعادة مصالحها التي أضرت بها الإصلاحات الأخيرة التي نفذتها الحكومة.