مفاجأة كشف عنها رئيس الوفد المصرى باللجنة الثلاثية لتقييم سد النهضة الدكتور شريف المحمدى، الذى حضر المفوضات مع الجانب الإثيوبى، وهى أن مصر وافقت على السد الذى أعلنت أوغندا عن إنشائه، بعد أن أرسلت أوغندا إلى مصر تفاصيله، موضحا أنه سد لتوليد الكهرباء ولا يقوم بتخزين المياه. المحمدى رأى فى تصريحات ل«التحرير» أن سد أوغندا لن يكون له أى تأثير على مصر، لافتا إلى أن ما أعلنت عنه أوغندا هو طرح للمناقصة الخاصة بالمشروع، الذى كان متوقفا.
وحول إعلان تنزانيا عن إنشائها سدًا جديدًا، قال المحمدى «هذا السد سيقام بعيدا عن الأنهار الخاصة بدول حوض النيل وليس له تأثير على مصر، وفى ما يتعلق بالأضرار التى ستلحق بمصر بسبب بناء سد النهضة الإثيوبى، الذى سيحتجز 74 مليار متر مكعب من المياه، قال المحمدى «تقرير اللجنة الفنية أوضح هذه الأضرار، التى تتمثل فى إحداث عجز مائى وتقليل الطاقة الكهربية المولدة من السد العالى»، مشيرا إلى أن كل طرف من أطراف المفاوضين داخل اللجنة الثلاثية كان يبحث عن مصالح بلاده.
من جانبه رأى أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة الدكتور نادر نور الدين أن الغطرسة الإثيوبية فتحت الباب أمام دول أخرى بحوض النيل لإقامة مشروعات على نهر النيل، لافتا إلى أن إثيوبيا ترغب فى تخفيف الضغط عليها بجذب مزيد من دول الحوض إلى صفها والتحريض ضد القاهرة، وطالب نور الدين المسؤولين المصريين بفتح باب التعاون مع دول النيل الأبيض كينيا وتنزانيا وأوغندا وبورندى ورواندا والكونغو وهم ست دول تحصل مصر منهم على 12 مليار متر مكعب من النيل الأبيض، بينما تحصل مصر على 72 مليار متر مكعب من النيل الأزرق بإثيوبيا، مشيرا إلى أن دول النيل الأبيض يريدون من مصر الموافقة على 3 مليارات متر مكعب فقط يتم احتجازها من النيل الأبيض وهذه الكمية لن تؤثر على مصر، وفى حال موافقة مصر ستقف هذه الدول مع مصر فى أزمتها مع إثيوبيا بشأن سد النهضة.
نور الدين لفت إلى أن اتفاقية عام 1959، التى وقعتها مصر مع السودان، تسمح بذلك وأن مصر يمكنها مساعدة أوغندا وتنزانيا والكونغو على الاستفادة من مياه المستنقعات على بحيرات فيكتوريا وألبرت وجورج، التى يمكن استخراج 100 مليار متر مكعب منها، مشيرا إلى أن كل هذه الدول لم تعرض حتى الآن اتفاقية عنتيبى -التى وقعت عليها سبع دول من دول حوض النيل- على مجالسها التشريعية، «ولذلك يمكن جذب هذه الدول إلى الصف المصرى وتحسين العلاقة معها لتشجيعها للانسحاب من اتفاقية عنتيبى وعدم التصديق عليها، وهى الاتفاقية التى لا تعترف بحصة مصر المائية وحقها فى الأمن المائى».
وأشار نور الدين إلى أن مصر يجب أن تفعل دور الخارجية، قائلا «إننا أهملنا إفريقيا خلال السنوات الماضية، ويجب أن تعود مصر بقوتها إلى القارة السمراء، إن إثيوبيا لديها إصرار على إضعاف مصر والإضرار بشعبها لتنفيذ مخططات دول أخرى مثل إسرائيل».
أستاذ الموارد المائية انتقد موقف دولة جنوب السودان، التى رفضت البدء فى مشروع قناة جونجلى بحجة أنها ليس من ضمن أولوياتها، رغم أن مصر أنفقت ملايين الدولارات لإقامة مشروعات تنموية هناك مثل محطات الكهرباء، مطالبا أن تكون المصالح متبادلة بين الجانبين، ومشيرا إلى أنه غالبا ما تلوح جنوب السودان بالتعاون مع إسرائيل أن لم ننفذ مشروعات تنموية لديهم، وتابع «مصر أقامت أيضا 180 بئرا لتوصيل المياه بكينيا وأوغندا وتنزانيا، ويمكنها التعاون مع دول النيل الأبيض من خلال التبادل التجارى، فبدلا من استيراد الشاى من دول آسيوية يمكن شراؤه من كينيا، كما أن تنزانيا تعد ثالث دولة فى إفريقيا فى تصدير اللحوم، ويمكن لمصر الاستفادة من غابات الكونغو التى بها 220 مليون فدان، يمكن لمصر أن تنشئ مصانعًا للأخشاب والورق فيها.
ووصف نور الدين موقف الرئاسة تجاه هذه القضية بأنه موقف هزيل، مشيرا إلى أن تشكيل الرئاسة لعدد من اللجان لإدارة أزمة سد النهضة فيه إضاعة للوقت وسيعطى الفرصة لإثيوبيا لبناء السد، مطالبا أن يستعين مرسى بالفنيين وخبراء المياه، ومحذرا من قيام أديس أبابا بقطع المياه عن مصر قبل عام 2020.
