الرئيس الأمريكي يعترف بفشله في الضغط على اسرائيل من أجل "السلام" أوباما في قمة الأمن النووي قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في ختام قمة الأمن النووي التي استضافتها واشنطن إن الولاياتالمتحدة تعمل على فرض عقوبات مشددة وذات عواقب على إيران في توقيت مناسب. وأوضح الرئيس الأمريكي خلال مؤتمر صحفي مساء أمس في ختام القمة التي استمرت يومين، إن عددا من أعضاء مجلس الأمن الدولي يعتقدون أن فرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي هو الصواب. وعقدت قمة الأمن النووي بهدف منع ما تسميه واشنطن الإرهاب النووي بمشاركة 47 دولة، وقال الرئيس الأمريكي إنه يريد أن ترى إيران أن مضار تنفيذ برنامج للتسلح النووي أكثر من منافعه. وجاءت تصريحات أوباما بعدما نجح في اقناع الصين بالمشاركة في الجهود التي تبذل لصياغة مشروع عقوبات على ايران، وأوضح أنه أبلغ نظيره الصيني هو جينتاو أنه لا بد أن تكون هناك عواقب بالنسبة إلى إيران. وأقر أوباما بأن "الصينيين قلقون بالتأكيد بشأن ما قد يكون لذلك من عواقب على الاقتصاد عموما، فإيران دولة منتجة للنفط وأعتقد أن كثيرا من الدول في العالم لها علاقات تجارية مع إيران ونحن نأخذ ذلك في الحسبان". لكن الصين أعلنت على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية أن بلادها تعتبر أن "الحوار والتفاوض يشكل أفضل السبل" لحل هذه الأزمة، مشيرة إلى أنها تؤيد "إستراتيجية المسار المزدوج" مع إيران. في تلك الأثناء، قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن بلاده سترد بإيجابية إذا غيرت الولاياتالمتحدة سياستها تجاه طهران. وأضاف في تصريحات للتلفزيون الإيراني أنه يعكف على "صياغة رسالة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما"، مشيرا إلى أن إيران لا تسعى إلى أي مواجهة مع الولاياتالمتحدة، على حد قوله. وأكد "نحن مستعدون للحديث والتعاون مع الولاياتالمتحدة إذا تم احترام حقوقنا"، وأشار إلى أن "أوباما كان راغبا وربما كان قادرا على تنفيذ شعاره الذي وعد به للتغيير لكن في النهاية اضطر إلى الإذعان لضغوط الدوائر الصهيونية". من جانب آخر، رفض أوباما التعليق على الترسانة النووية الإسرائيلية، مكتفيا بالإعراب عن أمله بأن تنضم إسرائيل إلى معاهدة حظر الانتشار النووى، وهو ما دفع اسرائيل إلى الترحيب ببقاء أوباما ملتزما بموقف الولاياتالمتحدة بخصوص سياسة "الغموض" التى تتبعها الدولة العبرية فيما يتعلق بمسألة التسلح النووى. وقال أوباما "فيما يتعلق بإسرائيل، لا أريد التعليق على برنامجهم، لقد شجعنا كل الدول على أن تكون أعضاء فى معاهدة حظر الانتشار النووى، إذا لا تناقض"، مضيفاً "سواء تحدثنا عن إسرائيل أو عن أى دولة أخرى، نعتقد أن الانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووى أمر مهم، ليس هذا موقفاً جديداً، كان ذلك رأى الحكومة الأمريكية حتى قبل إدارتى". من جانبه، قال نائب وزير الخارجية الإسرائيلى دانى ايالون، إنه "حين يتم إزالة كل التهديدات القريبة أو البعيدة التى تواجهها إسرائيل بشكل نهائى، يمكننا التفكير فى هذه المسألة بشكل إيجابى". وأحجم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو عن المشاركة فى قمة واشنطن النووية وأوفد مكانه الوزير المكلف شئون الاستخبارات دان ميريدور. واعتبر هذا القرار الذى جاء فى ذروة أزمة دبلوماسية بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل على خلفية قضية الاستيطان فى الأراضى الفلسطينية المحتلة ترجمة لمخاوف إسرائيل من أن تضطر إلى شرح أمر ترسانتها النووية المفترضة. ومن ناحية أخرى، عبر اوباما عن شعوره بالاحباط بسبب تعثر جهود السلام في الشرق الاوسط قائلا ان الاسرائيليين والفلسطينيين ربما غير جاهزين لتسوية صراعهما مهما كان حجم الضغط الذي تمارسه واشنطن. وقال أوباما في حديثه للصحفيين بعد ان استضاف قمة للامن النووي اوضح اوباما انه ليس لديه أمل يذكر لتقدم سريع باتجاه السلام في الشرق الاوسط وذلك بعد أكثر من عام من توليه منصبه واعلانه ان احلال السلام في المنطقة هو احد الاولويات الرئيسية لادارته. وتحركات السلام التي تقودها الولاياتالمتحدة متعثرة بسبب نزاع بشأن البناء الاستيطاني اليهودي في الاراضي المحتلة اثار توترا في الروابط بين واشنطن وحليفها اسرائيل وبسبب انقسامات بين الفلسطينيين. وأبلغ اوباما مؤتمرا صحفيا "الحقيقة هو انه في بعض الصراعات فان الولاياتالمتحدة لا يمكنها فرض حلول ما لم تكن اطراف هذه الصراعات مستعدة لنبذ الانماط القديمة للعداء." وحاولت ادارة اوباما دفع اسرائيل والفلسطينيين لبدء محادثات سلام غير مباشرة لكنها لم تحققا تقدما يذكر. ولم يقدم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تنازلات تذكر في محادثات مع اوباما في البيت الابيض الشهر الماضي. واعترف اوباما مؤخرا بانه هون من شأن العقبات امام استئناف عملية السلام والتي استعصت على كثيرين من الرؤساء الامريكيين السابقين بينما وصف بعض منتقديه نهجهه بأنه ساذج. وقال اوباما "الشعب الاسرائيلي من خلال حكومته والشعب الفلسطيني من خلال السلطة الفلسطينية وايضا دول عربية اخرى ربما يقولون لانفسهم (نحن لسنا مستعدين لحل هذه القضايا مهما كان حجم الضغط الذي تمارسه الولاياتالمتحدة)." لكن اوباما أصر على ان الولاياتالمتحدة ستواصل مساعيها وستكون "حاضرة بشكل دائم ومشاركة بشكل دائم.