«البرادعى مش لاقيينه».. «أنا مش خاسس أنا مستقر».. لو دى كوميديا يبقى «عابوهم كلهم» دقائق على موقع «يوتيوب» انتقد فيها أحد الشباب الرئيس مبارك متحدثا عن الفلول بطريقة ساخرة كانت سببا فى انتشار الفيديو وتحقيقه شهرة واسعة، وعرف صاحب الفيديو باسم «زلطة». حتى إن البعض لم يعرف أن صاحب الفيديو هو ممثل بسبب مصداقيته فى الأداء، وتخيلوا أنه من أبناء مبارك بالفعل، حتى علموا بكونه فنانا شابا يحاكى طريقة تفكير أبناء مبارك فى فيديوهات قصيرة، يتم عرضها على «يوتيوب» فحققت الفيديوهات نجاحا أوسع وشهرة أكبر.
لم يمر وقت طويل حتى قرر زلطة تحويل الدقائق الخمس إلى برنامج كوميدى يعرض على الموقع نفسه «يوتيوب» حقق نجاحا من نوع آخر دفع المسؤولين بقناة «الحياة» إلى محاولة استغلال هذه الموهبة الشابة فى تقديم برنامج كوميدى يسخر من الأحوال السياسية، ويحمل اسم الموهبة الشابة مقدم البرنامج «زلطة شو»، الذى أصبح واحدا من أهم البرامج الكوميدية على قناة الحياة، حسب تصنيف المسؤولين عليها.دون أن يلتفتوا إلى أن النجاح الذى حققه زلطة على «يوتيوب» كان راجعا إلى وجود أفكار مهمة فى كل حلقة يقدمها وهو ما اختفى بعد تقديمه لحلقات البرنامج على قناة «الحياة» معتمدا على إلقاء الإفهيات بشكل مباشر دون وجود فكرة عامة للحلقات.
الحلقات التى تعرض على قناة «الحياة» هى خير مثال على الاستظراف و«القلش» الرخيص من خلال إفيهات يفترض أنها ساخرة، فالحلقة التى عرضت مساء أمس -الأربعاء- على سبيل المثال امتلأت بعديد من الإفيهات السمجة، ففى أحد المشاهد يقف أحد الممثلين الشباب أمام زلطة متحدثا عن أزمة الزواج وعدم قدرته على إيجاد وظيفة مناسبة تساعده على العمل لتجميع مبلغ يمكنّه من الزواج فيقول الشاب: «أنا مش عارف أشتغل عشان أتجوز» فيرد عليه زلطة قائلا ساخرا: وانت عايز تتجوز ليه؟ لتنفجر الجماهير الموجودة فى الاستوديو ضحكا على إفيه زلطة!.
ليستأنف الشاب حديثه عن أحلامه قائلا «نفسى أتجوز عشان أخلف وأجيب عيال يجروا حواليا وأنادى عليهم:تعالى يا سعدية»، فيقاطعه زلطة: «ارجعى يا سعدية».
ومن الإفيهات غير المفهومة أيضا ذلك الذى يوجه فيه أحد الممثلين الشباب حديثه إلى زلطة قائلا: «إيه ده إنت خسيت؟» فيرد عليه زلطة قائلا: «لا ده أنا ماخستش أنا مستقر»، ليضحك الجمهور فى الاستوديو مرة أخرى.
أما باقى إفيهات الحلقة فحدث ولا حرج: «إحنا خلاص ظبطنا البنية التحتية مش تحتية بس لا تحتينا كلنا»، و«بعد الثورة حدث التغيير وبرضه البرادعى مش لاقيينه»، و«الحاجة الوحيدة اللى اتغيرت هى إن الرئيس كان بيطول فى خطاباته بقى بيطول قوى».
كل هذه الإفيهات يضحك عليها الجمهور فى الاستوديو، ويرتفع صوته عاليا بعد إلقاء زلطة كل إفيه منها، وبعيدا عن مستوى الإفيهات نفسها، هناك مشكلة أخرى وهى طريقة الكلام التى اختار زلطة أن يتحدث بها طوال الحلقات، وهى الطريقة التى تجعل هناك صعوبة فى فهم الكلام، ناهيك بملابس الشخصية التى يفترض أنها لبلطجى أو شاب جاهل، ومع ذلك يظهر زلطة فى كل حلقة بأحدث موديلات الملابس وأشهر الماركات، بينما لا يتناسب على الإطلاق مع الشخصية التى يقدمها.
لتبقى كلمة السر «عابوهم كلهم» التى يعتمد عليها زلطة فى كل حلقة ويتعامل معها باعتبارها مفتاح نجاحه، بل إنه بات يكررها بشكل هستيرى بعد كل إفيه، وكثيرا ما يختتم بها الحلقة، والحقيقة أن اللازمة فى حد ذاتها كانت تنتزع ضحكات الجمهور فى وقت سابق، لكنها فقدت معناها بعد أن أصبحت مجرد إفيه مكرر فى كل الحلقات.