أعرب الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر عن أمله بأن تسير العملية الانتخابية في السودان في مناخ آمن، مشيرا إلى أنه لا يوجد حتى الآن ما يدعو للقلق. ودعا كارتر رئيس مركز كارتر الدولي لمراقبة الانتخابات، في تصريح أوردته القناة الأولى بالتليفزيون المصري اليوم، إلى ضرورة أن تتسم الانتخابات بالنزاهة والشفافية. وقال : "مفوضية الانتخابات قامت بعمل جيد.. سيكون يوما انتخابيا مهما، وأعتقد أن المنافسة ستكون حامية ما عدا الانتخابات الرئاسية." وأضاف:" إذا قبل الفائزون والخاسرون نتيجة الانتخابات، أعتقد أن السودان سيشهد مرحلة انتقالية مهمة." وكان أكثر من 16 مليون سوداني قد بدأوا اليوم الأحد في التوجه نحو مراكز الاقتراع التي تظل مفتوحة لمدة 3 أيام للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات رئاسية ونيابية تعددية تشهدها السودان منذ ما يقرب من ربع قرن لاختيار الرئيس والمجلس الوطني ومجالس الولايات في كافة أنحاء البلاد ، في حين ينتخب الجنوبيون رئيس حكومتهم ومجلسهم التشريعي. وتأتي الانتخابات وسط مقاطعة عدد من احزاب المعارضة لها وعلى رأسها "الحركة الشعبية" المسيطرة بالجنوب والتي أعلنت مقاطعتها للانتخابات في شمال البلاد ، وحزب الأمة بقيادة الصادق المهدي متهمين الحزب الحاكم بتزوير الانتخابات مقدما ، وانحياز المفوضية القومية للنتخابات التي تجري عملية الاقتراع للحزب الحاكم برئاسة عمر البشير الرئيس السوداني . و يتنافس في الانتخابات 12 مرشحاً لرئاسة الجمهورية ومرشحان لرئاسة حكومة الجنوب، بإشراف 840 مراقباً دولياً يمثلون 18 دولة فضلاً عن مراقبين من منظمات إقليمية، وسط إجراءات أمنية مشددة ، كما تشرف بعثة مراقبة دبلوماسية أمريكية على سير الانتخابات ، ومن المتوقع إعلان النتائج النهائية الاحد المقبل بعد عملية الاقتراع التي ستتم في 10750 مركزا ومحطة اقتراع بولايات البلاد الخمس والعشرين والتي تخضع ثلاث منها ولايات اقليم دارفور لقانون الطوارىء. كما أدلى الرئيس السوداني عمر البشير بصوته ظهر الاحد في مدرسة في وسط الخرطوم في اول انتخابات تعددية منذ ربع قرن والتي يعتبر فوزه فيها مضمونا بمنصب الرئيس في البلد الذي يحكمه منذ 1989. وحيا الرئيس السوداني الذي كان يرتدي الجلابية التقليدية وعمامة بيضاء الحشد بقوله "الله اكبر" رافعا يده ليظهر اصبعه الملطخ بالحبر لدى خروجه من مركز اقتراع مدرسة سان فرنسيس القريب من مسكنه ومن مقر رئاسة الجيش والامن. وسار حشد من انصار البشير خلفه واحاطوا بسيارته وهم يهتفون "الله اكبر".وأشار بابكر إبراهيم المشرف على أحد مراكز الاقتراع إلى وجود إقبال كبير على التصويت إلا أن القوانين المنظمة التي تقتضي دخول فرد واحد للإدلاء بصوته وملء 8 بطاقات مختلفة، أدت لازدحام الصفوف ، مشككا في تصريحات صحفية في تمكن كافة الناخين من الإدلاء بأصواتهم في 13 ألف مركز اقتراع خلال الأيام الثلاثة المحددة. وكشف عبد الله أحمد عبد الله نائب رئيس المفوضية القومية للانتخابات أن الأحزاب السودانية تقدمت ب800 شكوى تختص بالدوائر الانتخابية وتقسيمها لافتا إلى أن المفوضية وافقت على 350 منها ، موضحا أن انتخابات أبريل تعتبر "العتبة الأولى "للتحول الديمقراطي و أعلن مولانا أبيل ألير رئيس المفوضية أن الأخيرة قامت بتوفير كل ما يلزم من مسائل إدارية وفنية لتبدأ عملية الاقتراع في موعدها المحدد. في المقابل أكد سلفاكير ميار ديت رئيس الحركة الشعبية مشاركة حزبه في الانتخابات في الولايات الشمالية عدا مرشحيها في دارفور ومرشحها لرئاسة الجمهورية ياسر عرمان ، مضيفا بعد خروجه من أحد مراكز الاقتراع: "لقد ادليت بصوتي، من دون اي مشكلة. لم يسبق لي ان انتخبت في حياتي. آمل ان تكون هذه بداية تكوين العملية الديمقراطية في جنوب السودان"
على الصعيد الدولي دعا بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة كل الأطراف في السودان إلى ضمان إجراء انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية، معربا عن قلقه إزاء التقارير الواردة بشأن الانتخابات ، وقال كي مون "إنني أدعو جميع الأطراف المعنية إلى ضمان مناخ انتخابي مناسب لإجراء انتخابات حرة ونزيهة وتكون مقبولة لدى الشعب السوداني". وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة في تصريحات صحفية قائلا "بينما نحترم حق المرشحين والأحزاب السياسية في اتخاذ قراراتهم، إلا أننا نشجع كل الأطراف السياسية على الحوار من أجل تطبيق اتفاق السلام الشامل" حسب وصفه . يذكر ان السودان شهد عددا من الانتخابات البرلمانية كان اولها في عام 1953 اما آخرها فكان في عام 1986 وجاء بآخر حكومة منتخبة ديمقراطيا في السودان ، وتعتبر الانتخابات السودانية الحالية الأكثر تعقيدا في العالم, حيث يتعين على الناخبين في الشمال ان يحددوا خياراتهم في ثماني بطاقات اقتراع, في حين يبلغ عددها 12 بطاقة في الجنوب.