لا توجد أي منافسة في الانتخابات وبانسحاب حزب الأمة سيركض «المؤتمر الوطني» منفرداً في السباق انتخابات البشير لن تعطيه شرعية دولية ولا يمكن تجاوز قرار الجنائية الدولية الصادق المهدى «خوفي عليك وخوفي منك يملؤني رعبا من اليوم مصحوبا برعب غد» هكذا وصف الصادق المهدي - رئيس حزب الأمة القومي، وإمام الأنصار - العلاقة بين مصر والسودان معتبراً أن الموقف المصري لايساوي أهمية ما يحدث في السودان، وأضاف المهدي أن قرار حزبه بمقاطعة الانتخابات علي جميع المستويات جاء نتيجة عدم الاستجابة للتأجيل موضحا أن العامل الزمني هو الذي يجعل هناك إمكانية لتحقيق الشروط الثانية التي رهن بها مشاركته في العملية الانتخابية المقبلة والمقررة الأحد المقبلة، واتهم رئيس حزب الأمة القومي حزب البشير بالإصرار علي دخول انتخابات «مطبوخة»، في الوقت نفسه قال إن انتخابات معيبة خير من لا انتخابات هل من المتوقع أن تحدث الانتخابات انفلاتات أمنية؟ - الأجواء السياسية الآن من شأنها أن تؤدي إلي تفجير الأوضاع وهناك عوامل غير الموقف من الانتخابات تمهد للانفلات ونحن نبهنا لها وطالبنا بإزالة اللافتات الاستفزازية كيف؟ - جو الانتخابات يضر بالسودان من نواح كثيرة لأن «المؤتمر الوطني» يريد أن يأتي بطريقة مطبوخة في السلطة وهذا يضر بمستقبل البلاد التي حقنت بسموم ضارة بسبب سياسات المؤتمر الوطني التي سينتج عنها انفصال دولتين عدائيتين، كما ستقفل الباب أمام حل مشكلة دارفور، كما سيكون هناك انقسام حول المؤسسات الدستورية والشائعة أن المؤتمر الوطني يصر علي عدم الاعتراف بالمحكمة الجنائية الدولية رغم أنها حدث لا يمكن تجاوزه ولا تعطي الانتخابات للبشير شرعية جديدة. هناك أقاويل تؤكد انسحابك من الانتخابات لتترك المجال للبشير ما ردك علي ذلك؟ - هذا غير صحيح والمؤتمر الوطني حريص علي مشاركتي علي جميع المستويات وغيابي يحيل حال الانتخابات من مونديال كرة قدم عالمية إلي مباراة كرة شراب في العباسية. هناك توقعات أن تغير موقفك وتعدل عن قرار المقاطعة؟ - أنا لا آخذ قرارات منفردة إلا إذا جاءت بإجماع من المكتب السياسي فنحن لسنا قيادة انفرادية، فحزب الأمة مؤسسة ديمقراطية يتخذ قراره برأي الجماعة الذي صدر بالمقاطعة علي جميع المستويات لذلك ليس هذا صحيحا لكن قيل إن بعض الناس لديهم ظروف خاصة ربما احتاجوا لاستثناء ورئيس حزب الأمة لديه صلاحيات دستورية للنظر في هذه الاستثناءات لكن الموقف الأساسي للحزب هو مقاطعة الانتخابات علي جميع المستويات ولا يمكن مراجعة هذا إلا إذا اتفق المكتب السياسي علي ذلك. لكنك تركت جملة مفتوحة في بيان المقاطعة سمحت لك بحق التنفيذ وفقا لما تقتضيه المصلحة الوطنية؟ - هناك استثناءات محدودة مثل منطقة جنوب كردفان وجنوب النيل وليست عامة وليس صحيحا أنها متعلقة باختيار الحزب للمناطق التي يجد فيها تأييدًا ويخوض الانتخابات. ما سبب المقاطعة الشاملة؟ - في أواخر العام الماضي كتبت قوي إجماع جوبا مذكرة طالبوا فيها بتأجيل الانتخابات حتي نهاية نوفمبر لكي يخوضوا الانتخابات بعد تجاوز هذه العقبات، ومرة ثانية في شهر مارس كتب كل مرشحي رئاسة الجمهورية خطابًا للمفوضية مطالبين بالتأجيل أيضًا ولم تستجب له ورغم هذا كان حزب الأمة حريصًا علي المشاركة فاجتمعنا في أبريل. والمؤتمر الوطني حول المنافسة بينه وبين الأحزاب الأخري إلي منافسة بين الدولة السودانية فهو يستغل أجهزة الدولة ويصرف صرف من لا يخشي الفقر ودون سقوف ومع هذا كله ورغم عيوب التسجيل وسلوك المفوضية وعندما اجتمع حزب الأمة رأي البعض عدم خوضها لأن في ذلك تزويرا لإرادة الناخب السوداني والبعض الآخر رأي خوضها لأن في ذلك فرصة لتوسيع قاعدة المشاركة. لماذا لا تتنازل أحزاب المعارضة من أجل المصلحة الوطنية؟ نحن مستعدون للتنازل عن الشروط الكبيرة التي اتفق عليها إعلان جوبا الذي نحن جزء منه والتنازل عن شروط مرشحي الرئاسة والتخفيف، فوضعنا ثمانية شروط أجمع عليها المكتب السياسي فقلنا إنه إذا تمت الاستجابة لها سنخوض الانتخابات رغم تحفظاتنا عليها، فقبل الحزب بالإجماع هذه الشروط الثمانية وفي رأينا هي بسيطة ويمكن الاستجابة لها. قلت إنه تمت الاستجابة لحوالي 80% منها ما المشكلة إذن؟ - المشكلة هي العامل الزمني الذي سيحقق بقية الشروط السبعة ونحن لم نطلب سوي أربعة أسابيع لتحقيق هذه الإصلاحات، وفي رأيي أن هناك رأيًا قويًا يريد المقاطعة في الحزب لكننا توصلنا لاتفاق بالإجماع وهو أنه إذا تمت الاستجابة للشروط الثمانية سنخوض الانتخابات. وماذا عن الأملاك المصادرة أكانت هي العائق أمام مشاركتك أيضًا؟ - حزب الأمة كحزب سياسي صودرت أمواله عندما جاء هذا النظام بانقلاب، وكان هناك مطلب بعد الاعتراف بالتعددية أن ترد للأحزاب السياسية أملاكها المصادرة، كذلك قانون الانتخابات يقول إن الدولة السودانية تمول الأحزاب السياسية في الانتخابات بقدر ما، ولذلك كان هناك داع لكي يتفق علي رد هذه الأموال المصادرة وإعطاء مساهمة ما من الدولة للأحزاب الأخري كما تصرف هي علي المؤتمر الوطني وحدثت استجابة في حدود 16% من المطلب الحقيقي فقط. ما تقييمك لسحب الحركة لياسر عرمان؟ - في رأيي الحركة قفلت بسحب عرمان باب الشمال وانكفأت علي الجنوب استعدادا لسيناريو الانفصال، فالحركة الآن تفكر بطريقة الجنوب الجديد بدلا من السودان الجديد، ولقد طرحنا في 2008 مشروع التراضي الوطني لتهيئة المناخ وكنا نقول وما زلنا إن السودان يواجه حدثين مهمين. الانتخابات وتقرير المصير وإذا لم يتم تمهيد المسرح فكلاهما سيأتي بنتائج ضارة