بعد مارثون طويل استمر أكثر من 5 أشهر منذ إعلان القائمة الطويلة في ديسمبر 2012، فاز الكاتب الروائي الكويتي سعود السنعوسي بالجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر 2013) في نسختها السادسة، عن روايته (ساق البامبو) الصادرة عن الدار العربية للعلوم ناشرون، ليكون أول كويتي يفوز بالجائزة العالمية. رواية «ساق البامبو» التي تحكي قصة عيسى الشاب المنحدر من أب كويتي وأم فلبينية عمل جريء يتناول على نحو موضوعي ظاهرة العمالة الأجنبية في الخليج العربي حين يعود عيسى٬ وقد بلغ سن النضج٬ من الفليبين إلى الكويت٬ موطن أبيه٬ فإنه يلفى نفسه في وضع صعب. فهو لا يجد نفسه في البلد الأسطوري الذي كانت أمه تحكي له عنه٬ وإنما يجد نفسه ممزقا بين الأواصر البيولوجية الطبيعية التي تربطه بأسرة أبيه من ناحية وبين عصبيّات المجتمع العربي التقليدي الذي لا يستطيع قبول فكرة زواج عربي من فلبينية ولا يعترف بالذرية الناتجة عنه.
«ساق البامبو» وبحسب ما جاء في بيان لجنة التحكيم "هي رواية محكمة البناء تتميز بالقوة والعمق وتطرح سؤال الهوية في مجتمعات الخليج العربي الحديثة".
ابيان لجنة التحكيم أكد أن الرواية الفائزة "اختيرت باعتبارها الأفضل من بين الأعمال الروائية المنشورة في فترة الاثني عشر شهرا الماضية، وقد تم اختيارها من بين 133 رواية تقدمت للتنافس على الجائزة من كل أنحاء العالم العربي".
وقال جلال أمين معلّقا على الرواية الفائزة بالنيابة عن هيئة التحكيم لعام 2013 "أعضاء لجنة التحكيم يشعرون بالسعادة البالغة لفوز "ساق البامبو" بالجائزة، وجميعهم متفقون على تميّز الرواية فنيا إلى جانب جرأة محتواها الاجتماعي والإنساني".
وبالإضافة إلى الفائز، تم أيضا في الاحتفال تكريم الروائيين الخمسة الآخرين الذين وصلوا إلى قائمة الست روايات النهائية. ويُذكر أن كلا من الكُتّاب الستة، بمن فيهم الفائز، يحصل على مبلغ عشرة آلاف دولار.
جاء الإعلان عن الفائز بجائزة "بوكر 2013" خلال الحفل الذي نظمته أمانة الجائزة بأبوظبي، بدعم ورعاية هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، مساء اليوم الثلاثاء، بحضور المرشحين الستة، وعدد كبير من الروائيين والإعلاميين والشخصيات الثقافية المعروفة، عشية افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي ينطلق صباح غد الأربعاء.
الإعلان عن اسم الفائز جاء على لسان رئيس هيئة التحكيم لهذا العام، الكاتب والأكاديمي المصري، جلال أمين، في مناسبة خاصة بالجائزة في أبوظبي. إلى جانب القيمة المادية للجائزة البالغة خمسين ألف دولار، فإنها تضمن للفائز ترجمة روايته إلى اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى زيادة المبيعات، وذيوع صيته عالميا.
لجنة تحكيم الجائزة يرأسها المفكر الاقتصادي المصري المعروف الدكتور جلال أمين، وتضم في عضويتها الأكاديمي اللبناني صبحي البستاني، والجزائرية زاهية الصالحي، والفنان السوري علي فرزات، والمستعربة البولندية بربارا ميخالك – بيكولسكا.
ضمت القائمة القصيرة إضافة إلى «ساق البامبو» لسعود السنعوسي، «مولانا» لإبراهيم عيسى، و«يا مريم» للعراقي سنان أنطون، «القندس» للسعودي محمد حسن علوان، «أنا، هي والأخريات» للبنانية جنى فواز الحسن، ، «سعادته السيد الوزير» للتونسي حسين الواد. ويحصل الفائز بالجائزة على خمسين ألف دولار أمريكي، علاوة على عشرة آلاف دولار.
أغلب التوقعات والترشيحات من القراء والمهتمين بالشأن الروائي كانت تحصر المنافسة بين «مولانا» وبين «ساق البامبو» للكويتي سعود السنعوسي، «يا مريم» لسنان أنطون.
وبذلك يسدل الستار على النسخة السادسة من جائزة البوكر العربية، لهذا العام 2012، بعد منافسة شريفة بين الروايات الست التي وصلت للقائمة القصيرة، لتكون الجائزة من نصيب الكويت للمرة الأولى في تاريخها منذ إطلاق الجائزة في نسختها العربية.