أن نري منير في الأوبرا يحيي الحفل السنوي وسط محبيه وجمهوره، فهو أمر طبيعي اعتدنا عليه منذ سنوات، وأن نري الهضبة عمرو دياب كل صيف في مارينا، فهو أمر طبيعي أيضاً، لكن أن نري حماقي العام الماضي في جامعة عين شمس يوم 6 أبريل الذي يطلق عليه يوم الإضراب، فهو أمر غير طبيعي تماماً، فهو أمر قد يكون له دلالة سياسية خصوصا أنه أحيا نفس الحفل في نفس المكان ونفس اليوم هذا العام، وبالتحديد أمس. يقول حماقي: أنا سعيد جداً بهذا الحفل الذي أقوم بإحيائه للمرة الثانية علي التوالي، سعيد بكل طلبة جامعة عين شمس، وأظن أن هذا العام أصبحت هناك حالة ود بيني وبينهم، حالة تسمح بأن أقوم بتثبيت هذا الموعد كل عام، مثلما يفعل منير في الأوبرا، وعمرو دياب في مارينا، أقصد أنني سأقوم بإحياء حفل كل عام بنفس الجامعة، فما أجمل أن تلتقي بشباب مثقف وواعٍ. من صاحب فكرة الحفل هذا العام؟ - الفكرة والدعوة كانت من رئيس الجامعة، حيث تم الاتصال بيننا، خاصة بعد نجاح حفل العام الماضي، واتفقنا علي تكرار التجربة هذا العام. ولماذا يوم 6 أبريل بالتحديد؟ - يوم 6 أبريل مثله مثل أي يوم بالنسبة لي، ومثل أي يوم بالنسبة للجامعة أيضاً. قد يكون يوماً عادياً بالنسبة لك كما تقول، لكنه بالنسبة للجامعة وأجهزة الأمن كان يوم الإضراب الشهير ؟ - لا يهمني إذا كان إضراباً أم لا، أنا ذاهب إلي الجامعة للقاء الشباب، والحديث معهم، والغناء لهم، وهدفي في هذا الحفل وشعارنا هو «For Better Egypt» أي «لمصر أفضل»، ومن يرد أن يعلن إضرابه في هذا اليوم فليضرب، وأظن أن حفلي لن يؤثر في شيء. هل يمكن أن يكون هذا اليوم له دلالة حكومية خصوصا انه في الجامعة وبين الطلبة ؟ - العام الماضي كان حفلي يوم 6 أبريل كما تقول، لكن دعوتي كانت خاصة بيوم اليتيم الذي يوافق الجمعة الأولي من أبريل، وهذا العام تمت دعوتي بمناسبة أعياد الربيع، فأين من استخدموني كأداة لإلهاء الطلبة عن المظاهرات، وحتي لو أن ما تقوله صحيح، فأنا في منتهي السعادة لكي أكون سبباً في منع المظاهرات وأعمال العنف، وأحب أن أقول لك من لديه معتقد ومبدأ في حياته لن يغيره من أجل حماقي أو غيره من المطربين، وأحب أن أوجه رسالة للجميع لكي أطالب بالتغيير لابد أن أبدأ بنفسي، وخمسون بالمائة من تصحيح أوضاعنا يقع علينا، قبل أن يقع علي الحكومة. وهل ستظل تحيي هذا الحفل كل عام في نفس التوقيت؟ - أوعدك بأنني سأقوم بتغييره العام المقبل بإذن الله، حتي لا يقال عني هكذا. من أطلق شعار حفلك هذا العام «For Better Egypt»؟ - فريق العمل كله، وبالمناسبة هذا الشعار ليس كلاماً علي ورق، لقد أطلقناه لأننا نفكر في أن نصلح من أنفسنا، والفكرة كلها مرتبطة بالحديث مع شباب الجامعة، لذلك طالبت هذا العام بأن يكون هناك مؤتمر صحفي لكي تكون هناك مساحة حوار، وبعده اتفقنا جميعاً علي أن هدفنا واحد وهو «مصر أفضل». في رأيك: ما مدي التشابه بين شعارك وشعارات الحزب الوطني «من أجلك، وغد مشرق، ومستقبل أفضل» وغيرها من الشعارات الرنانة؟ - بالتأكيد ليست له علاقة، وقبل أن تذهب بنواياك في السؤال لما هو أبعد من خيالي وخيالك، أؤكد لك أنني شاب مصري مثل أي شاب، وليس لي أي انتماءات سياسية لأي حزب في مصر أو حتي أي جماعة كانت، وليست لي أي علاقة أيضاً بحركات التغيير علي الفيس بوك أو حتي علي الإنترنت كله، ولم يسبق لي المشاركة في أي مؤتمرات لها علاقة بحركة 6 أبريل أو كفاية أو ما يحكمش أو حتي غيرها، أنا أنتمي لمصر ولشباب مصر، وأحب هذا البلد، وأتمني الصالح له. ماذا لو طلب من حماقي أن يغني أغنية للرئيس بعد عودته من رحلته العلاجية الأخيرة في ألمانيا مثلما فعلت شيرين وغيرها من المطربين والمطربات؟ - سأكذب عليك إذا قلت لك لن أغني، وبالفعل أنا كنت أنوي عمل ذلك، لكن الظروف لم تساعدني، والوقت لم يسعفني، فالرئيس بشر، وبغض النظر عن كونه رئيس الجمهورية، فأنا أحبه وأقدره من قلبي لأن مصلحة البلد هي شغله الشاغل، ولابد أن نضع جميعاً أيدينا في يده، وما أقوله ليس نفاقاً أو رياء لشخصه، لكنه كلام من قلبي، لأنه رمز لمصر. بعيداً عن الرئيس و6 أبريل وحركات التغيير التي تحدثت عنها، ما حكاية إعلان نوكيا الأخير الذي قمت بتصويره الأسبوع الماضي، والذي كان معروضاً علي عمرو دياب في البداية؟ - سمعت هذا الكلام مثل كل الناس، لكن في النهاية ليس مطلوباً مني إلا الموافقة أو الرفض، وبالفعل وافقت لأن العرض كان مغرياً. تقصد مادياً؟ - بصرف النظر عن كونه مادياً، لقد قمنا بتصوير الإعلان من نسختين إحداهما باللغة العربية ليعرض في منطقة الشرق الأوسط، والأخري باللغة الإنجليزية لكي يعرض في أوروبا، والعقد لمدة عام كامل، وهذا ما يكفي للموافقة. وما الأجر المادي؟ - مليون دولار. كيف علمت أن الإعلان كان معروضاً علي عمرو دياب؟ - وقت التفاوض لم أعلم شيئاً، لكنني علمت بعد توقيعي من مسئولي الشركة أنهم اتفقوا عليَّ واختاروني بعد إحصاءات وبحوث بأن حماقي الأنسب لشريحة الشاب التي تخصهم، وتخص القاعدة الشرائية لسلعتهم، لكنني في النهاية أحترم عمرو دياب، وأقدر جماهيريته، وحجم شعبيته في مصر والشرق الأوسط والعالم كله. ما آخر أخبار ألبومك الجديد؟ - لقد قاربت علي الانتهاء من تسجيل معظم الأغنيات، وسيكون موعد الصدور منتصف مايو المقبل، وأتعامل فيه مع نفس فريق عمل الألبوم الماضي، بالإضافة إلي الملحن خالد عز والشاعر محمد رفاعي. سمعنا أنك كنت في أجازة قصيرة بلندن خلال الأيام الماضية، وذلك لتفقد أحوال الاستوديوهات هناك لتسجيل أغانيك؟ - لم يحدث ذلك، فأنا كنت في أجازة قصيرة بالفعل، شاهدت وقتها مباراة مصر وإنجلترا، ولم أدخل أي استوديو في لندن، ولم تكن نيتي التسجيل هناك أيضاًَ.