يحتفل الآلاف اليوم بالليلة الختامية لمولد سيدي شبل حفيد العباس عم الرسول موقع الآثار الإسلامية بالشهداء تحول إلى مرعى الماعز بمجرد نزولك إلي مدينة الشهداء بالمنوفية تشعر وكأن الزمن عاد بك إلي الوراء من جديد من حيث شكل الشوارع وتنظيمها، وكذلك هيئة المباني والبيوت فتشعر من فرط عشوائية الطرق بأن المدينة بأكملها عبارة عن موقف سيارات كبير، وإذا تجولت داخلها ربما تختلط عليك الأمور وتعتقد أنك في قرية صعيدية عتيقة ، فالبيوت مبنية بالطوب اللبن الذي نسيته غالبية قري مصر، والشوارع ضيقة ومتعرجة، وحيوانات الزراعة موجودة بكثافة في الشوارع. ومدينة الشهداء تقع شرق محافظة المنوفية علي الحدود مع محافظة البحيرة وتبعد نحو 12 كيلو مترًا عن مدينة شبين الكوم ويقطنها نحو 51 ألف نسمة للمدينة ونحو ربع مليون مواطن بالقري التابعة لها طبقًا لإحصائيات عام 2009، ويرجع تسميتها بهذا الاسم إلي عصر الفتح الإسلامي حيث استشهد علي أرضها عدد كبير من القادة والجنود العرب، وبعد الفتح الإسلامي سميت بهذا الاسم وأقيم بها أكثر من 500 مقام وضريح بالمدينة وقراها، ويعد ضريح «محمد شبل بن الفضل بن العباس عم الرسول عليه الصلاة والسلام» والملقب بسيدي شبل الأسود من أشهر أضرحة آل البيت في مصر، وبجواره ضريح أخوته السبعة والموجود بمسجد سيدي شبل. وتذكر الكتب التاريخية أن أمير الجيوش محمد بن الفضل بن العباس قد حقق انتصارات علي الجيوش الرومانية وقت الفتح الإسلامي لمصر إلي أن وصل للمنوفية في منطقة «سرسنا» والتي كانت بها قلعة حصينة للرومان حيث دارت معركة ضارية مازالت آثارها موجودة بالمدينة حتي الآن، واستمر قائد الجيوش في انتصاراته إلي أن عاد إلي سرسنا مرة أخري ووجد الرومان في انتظاره. وبعد معارك ضارية وانتصارات للمسلمين غافله أحد الرومان وطعنه من الخلف واستشهد فتم دفنه في موضع استشهاده وبناء ضريح ومن بعده المسجد الذي يشهد اليوم الخميس الاحتفال بالليلة الختامية لذكري مولد سيدي شبل الأسود «جمع أسد» بعد عدم إقامة الاحتفال العام الماضي بقرار من المحافظ بسبب إنفلونزا الخنازير. ولعل مظاهر الإهمال تتجسد في منطقتين أولاهما «تلال سرسنا» والتي تعد أثرًا تاريخيًا مهمًا وتم استخراج أسلحة حربية وأوان إسلامية وأعمدة رومانية منها، وهي تابعة لهيئة الآثار وبعد استخراج عدد كبير من القطع الأثرية ونقلها إلي مخازن الهيئة تحول المكان الأثري إلي مرعي للماعز ومقلب قمامة ووكر للمدمنين والخارجين علي القانون والمصيبة الأكبر أن «تلال سرسنا» تقع أمام مبني المجلس المحلي ومجلس مدينة الشهداء. والواقعة الثانية شهدها المسجد الأثري أيضًا حيث أغلقت وزارة الأوقاف مصلي السيدات البالغ مساحته نحو 500 متر للتجديد وتم اعتماد ميزانية التجديد وقام المقاول بهدم المصلي الأثري بالكامل وبعد أن أفاقت هيئة الآثار واعترضت علي أعمال الهدم تم وقف عملية التجديد ولم يتم استكمال التجديدات حتي الآن، ويقوم النساء منذ أكثر من عامين بصلاة الجمعة في الخيام.