شلل مرورى فى شوارع الإسكندرية بسبب الأزمة.. وسياحة أسوانوالأقصر تتأثر سائقو الميكروباص يغلقون حى الأربعين فى السويس.. وتهديد محصول القمح بالعوينات
أزمة الوقود تضرب مصر بعنف هذه الأيام، والحكومة عاجزة تماما عن إيجاد حلول لها. عادت مشاهد طوابير السيارات أمام محطات البنزين، وعاد الشلل ليصيب شوارع المحافظات، بينما أصبح الصراع بين السائقين على أولوية الحصول على الوقود، هو سبب المشادات والاشتباكات التى تتصدر المشهد.
فى الإسكندرية تصاعدت أزمة نقص بنزين «80» والسولار بصورة ملحوظة، حيث تتزايد طوابير انتظار السيارات الأجرة والسيرفيس أمام محطات البنزين لتمويل سياراتهم، حيث يقوم سائقو السرفيس والتاكسى بالوقوف أمام محطات المواد البترولية منذ الصباح الباكر لتمويل سياراتهم، بينما يشهد بعض المحطات الموجودة على كورنيش البحر ومنطقة السيوف وشارع أبى قير ازدحاما من أجل تموين السيارات.
صبحى السيد، سائق على سيارة سيرفيس أكد أنه يقف أمام محطة البنزين لأكثر من ساعتين من أجل تموين السيارة نظرا إلى قلة المواد البترولية الموجودة فى المحطات، مما أدى إلى تزايد السيارات المنتظرة للتموين أمامها، وأنه كان يقوم بتحميل عدة أدوار من الركاب فى اليوم الواحد قبل الأزمة، إلا أن تزايد الأزمة أدى إلى قيامه بتحميل دوران فقط لكى يستكمل باقى اليوم أمام المحطة للتموين، بينما نفى محمد خليفة، القائم بأعمال وكيل مديرية التموين والتجارة الداخلية فى المحافظة، وجود أزمة نقص فى الوقود، مشيرا إلى أن وزارة التموين تضخ 1430 طن سولار و790 طن بنزين «80» فى محطات المواد البترولية فى المحافظة بصورة يومية.
أزمة الوقود أصبحت أم المشكلات التى تواجه المشهد داخل الشارع الأسوانى، فكان لها تأثير واضح على عملية النقل خصوصا بين المناطق التى تخدم المشروعات الصناعية الكبرى التى يأتى فى مقدمتها مشروع توشكى فى جنوب الوادى، ومشروع شرق العوينات فضلا عن تأثر القطاع السياحى بين الأقصروأسوان، وذلك بعد انخفاض معدلات ضخ السولار والبنزين الخاصة بتموين المركبات والحافلات السياحية.
أما فى محافظة البحيرة، فقد تجددت الأزمة بسبب تواطؤ العاملين فى محطات الوقود مع أباطرة السوق السوداء، فى الوقت الذى يؤكد فيه أحد ضباط مباحث التموين بالمحافظة بأن المباحث تقوم بشن حملات كبيرة على محطات تموين السيارات فى مراكز ومدن المحافظة فى إطار تكثيف الحملات التموينية على محطات الوقود.
الأزمة فى السويس أدت إلى وقوع اشتباكات بين السائقين، نتج عنها تحطيم زجاج أربع سيارات فى موقف ميدان العوايد المؤدى إلى حى الأربعين، بينما قام العشرات من سائقى الميكروباص بإغلاق الميدان تضامنا مع السائقين الذى أغلقوا ميدان الشهداء صباح أمس مطالبين بزيادة الأجرة.
فى السياق نفسه تسببت الأزمة بمحافظة الوادى الجديد بمراكز المحافظة الداخلة والفرافرة وبلاط، وكذا عجز المخزون الاحتياطى من السولار بمستودع الجمعية التعاونية للبترول بالمحافظة فى رفع تعريفة الأجرة وتوقف بعض طلمبات آبار مياه الزراعات، مما يشكل تهديدا لمحصول القمح بشرق العوينات. فيقول نقيب الفلاحين بالمحافظة محمد عطية إن النقابة طالبت الوزارة بفصل حصة السولار الخاصة بطلمبات آبار الميكانيكا والكهرباء من وزارة البترول عن حصة تموين السيارات.
بينما أعلن الدكتور يحيى كشك محافظ أسيوط عن وصول كميات إضافية من السولار قد تسهم فى حدوث انفراجة فى أزمة السولار بالمحافظة، وتقدر هذه الحصة الإضافية التى سيتم ضخها يوميا ب100 طن، وهى تعادل 120 ألف لتر، مشيرا إلى اتخاذ كل الإجراءات التى تضمن وصول المنتج إلى مستحقيه. يأتى ذلك فى الوقت الذى قام فيه سائقو سيارات الأجرة برفع تعريفة الركوب، خصوصا فى مراكز القوصية ومنفلوط، وهو ما دفع إدارة مرور أسيوط بالتنسيق مع إدارة المواقف لشن حملات على سيارات الأجرة بعد تعدد شكاوى المواطنين ضد السائقين.
الأزمة ازدادت اشتعالا فى محافظة دمياط مع نقص الكميات الواردة للمحافظة خلال اليومين الماضيين، حيث اضطر عدد من المواطنين انتظار وصول بنزين «80» حتى الساعة السادسة من مساء كل يوم. وأدى ازدحام السيارات أمام محطة مصر بشارع الكورنيش بمدينة دمياط لإغلاق شارع الكورنيش تماما، وهى المحطة الوحيدة التى يضخ لها بنزين «80» نهارا، فى الوقت الذى أغلق بعض محطات الوقود الأخرى أبوابه، لأسباب مختلفة.
فى محافظة قنا لا تزال مئات السيارات فى طوابير أمام محطات الوقود، مما أسهم فى تأزم مشكلات المرور، خصوصا فى مدينتى نجع حمادى وقوص، ومع زيادة الأزمة بدأ أصحاب السيارات يتجهون إلى إيقاف السيارات فى الشوارع، وتحولت شوارع قنا الرئيسية إلى ما يشبه «الجراجات»، مما أدى إلى شلل تام فى الطرق الرئيسية التى تربط مراكز المحافظة بعاصمتها.
وقال محمد كامل «سائق» إن الأزمة ما زالت مستمرة ولا نحصل على السولار بسهولة، خصوصا أن أغلب محطات الوقود أغلقت أبوابها نظرا إلىعدم وجود سولار يكفى حجم الطلب، بينما تساءل أبو بكر محسن (سائق) «إذا كانت المشكلة ليست كما تدعى الحكومة فى نقص كميات السولار المطروحة فى الأسواق، فلماذا ننتظر بالساعات الطويلة أمام محطات الوقود، وقبل ذلك كانت الحكومة تشير إلى السوق السوداء، ولكن فى هذه الفترة لا يوجد السولار، سواء فى السوق السوداء أو فى محطات الوقود».
فى حين قامت مديرية التموين بمحافظة مطروح بضخ 420 ألف لتر سولار لمراكز المحافظة الثمانية بزيادة عن الكمية المقررة بنحو 70 ألف لتر، كان نصيب مدينة مرسى مطروح 124 ألف لتر لاستيعاب الشاحنات المصرية العائدة من منفذ السلوم البرى بعد أن منعتها ليبيا من دخول أراضيها.