المجموعة البحثية: حزب البشير يتلاعب" بعمليات تسجيل الناخبين واشترى ولاء زعماء القبائل البشير اتهمت مجموعة الازمات الدولية التي تتخذ من العاصمة البلجيكية بروكسل مقرا لها الرئيس السوداني عمر البشير بالسعي الى تزوير الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر اجراؤها في شهر ابريل المقبل. واضاف تقرير للمجموعة صدر امس ان البشير "يعمل منذ فترة طويلة على ضمان تزوير الانتخابات، مما يجعل الفائز في نهاية المطاف غير شرعي". وقال التقرير الذي اعده المتخصص في الشؤون السودانية بالمجموعة البحثية فؤاد حكمت إن "البيئة القانونية لا تتوافر لإجراء انتخابات حرة ونزيهة" مشيرا إلى أن على المجتمع الدولي الاعتراف أنه أيا يكون الفائز في تلك الانتخابات فإن سيفتقر إلى الشرعية. واضاف التقرير ان حزب المؤتمر الوطني بزعامة البشير "تلاعب" بعمليات احصاء الناخبين وتسجيلهم على قوائم الشطب، وسن قانون الانتخابات لمصلحته، وفصل الدوائر الانتخابية على هواه، واشترى ولاء زعماء العشائر والقبائل. واكد التقرير ان حزب البشير "فعل هذا في سائر انحاء السودان، ولكن بشكل خاص في دارفور حيث عمل بحرية مطلقة على تنفيذ هذه الاستراتيجية كونها المنطقة الوحيدة في البلاد الخاضعة لنظام الطوارئ". واشار التقرير إلى أنه بات من شبه المؤكد فوز حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الانتخابات الرئاسية والتشريعية ولكن التحرك والعمل "من أجل الحد من الضرر" يعتمد على المنظمات الحكومية. يشار إلى أن البشير مطلوب في مذكرة توقيف أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية منذ مارس 2009 بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. ويعتقد مراقبون أن البشير يتمسك بالسلطة لإضفاء الشرعية على نفسه داخل السودان واكتساب المزيد من المصداقية من المجتمع الدولي. واضافت المجموعة، التي تعنى بالابحاث، في تقريرها ان "الفوز في الانتخابات في دارفور بفارق كبير يمثل اهمية قصوى لحزب المؤتمر الوطني بغية ضمان حصوله على ما يكفي من الاصوات في شمال السودان ومواصلة هيمنته على الصعيد الوطني". ويشهد اقليم دارفور الواقع في غرب السودان حربا اهلية منذ 2003، ويقطن في هذا الاقليم حوالى 20% من مجمل سكان السودان وتبلغ مساحته ربع مساحة شمال السودان. والسودان، الدولة الاكبر مساحة في افريقيا، مقسم بين شمال مسلم وجنوب مسيحي وارواحي، وهو سيشهد للمرة الاولى منذ 1986 انتخابات محلية وتشريعية ورئاسية تعددية تقرر اجراؤها من 11 الى 13 ابريل. ويأتي تقرير المجموعة عشية اجتماع لاحزاب المعارضة السودانية والمتمردين الجنوبيين السابقين في الجيش الشعبي لتحرير السودان الذي يشارك كاقلية في حكومة الوحدة الوطنية حيث الاكثرية لحزب المؤتمر الوطني. وستبحث هذه الاحزاب خلال الاجتماع في احتمال مقاطعة الانتخابات. غير ان البشير استبق الاجتماع بالتحذير من ان مقاطعة المتمردين الجنوبيين السابقين للانتخابات ستؤدي الى رفض الشمال تنظيم الاستفتاء حول امكانية انفصال جنوب السودان المقرر في يناير المقبل. وقال البشير "اذا رفضت الحركة الشعبية (لتحرير السودان) اجراء الانتخابات سنرفض اجراء الاستفتاء ولن نقبل تأجيل الانتخابات حتى ليوم واحد".