ثلاثة أشهر وتنتهى المهلة، فهل يفقد بعد هذه المدة 12 فيلمًا الدعم الذى أعلن قبل عشرة أشهر عن حصولها عليه؟ تلك حكاية 12 فيلمًا أعلنت وزارة الثقافة قبل عشرة أشهر أنها فازت بالدعم من قبل الوزارة، لكن يبدو أن معظم هذه الأفلام فى طريقها لفقد الدعم، خصوصا أن قانون وزارة الثقافة يشترط أن ينتهى تصوير الأفلام خلال ستة أشهر من تاريخ تعاقد المنتجين مع المركز القومى للسينما حسب ما أكده كمال عبد العزيز رئيس المركز القومى للسينما فى تصريحاته ل«الدستور الاصلي» حيث أكد أن المهلة يتبقى فيها ثلاثة أشهر فقط، ومعظم هذه الأفلام متعثرة إنتاجيا ولم يبدأ تصويرها بعد. من بين تلك الأفلام «بأى أرض تموت» للمخرج أحمد ماهر، و«قبل الربيع» لأحمد عاطف، و«69 ميدان المساحة» لآيتن أمين، إضافة إلى فيلم «رسائل الحب» للمخرج داوود عبد السيد الذى قامت شركة «نيوسينشرى» بتأجيله مؤخرا، وحصل على دعم 2 مليون جنيه من الوزارة، ويرى عبد السيد أن هناك عوامل مختلفة وراء التأخر فى تصوير فيلمه، منها قلة الدعم الذى تقدمه وزارة الثقافة والذى يعد إسهاما قليلا فى إنتاج فيلم تكلفته عالية، كذلك فإن الأزمات المالية التى تمر بها شركات الإنتاج السينمائية أدت إلى تأخير تصوير الفيلم خصوصا بعد توقف شراء الفضائيات العربية للأفلام، وكان داوود عبد السيد قد قدم فيلم «رسائل البحر» الذى قام ببطولته بسمة وآسر ياسين عام 2010، وكان حاصلا حينها على دعم من وزارة الثقافة.
المخرج أحمد ماهر أكد فى تصريحاته ل«الدستور الاصلي» أن تأخير خطوات الدعم من أهم أسباب تعثر الأفلام الحاصلة عليه، وطالب ماهر شركات الإنتاج بالتدخل لإنقاذ صناعة السينما والاقتصاد السينمائى، وإيجاد حلول للأزمة التى تعيشها صناعة السينما المصرية، مشيرا إلى أنه لم يبدأ تصوير فيلم «بأى أرض تموت» الذى تدور جميع أحداثه فى أوروبا وإنجلترا وفرنسا حتى الآن.
أما المخرج أحمد عاطف فقد أكد أن الدعم المقدم للأفلام كان ضعيفا، ذلك أنهم اختاروا 12 فيلمًا روائيًّا طويلًا وهو عدد كبير مما أدى إلى توزيع الرقم المرصود للدعم بنسب قليلة لكل فيلم، كذلك كان لا بد من عدم دعم الأفلام التسجيلية القصيرة، والروائية القصيرة لأن المركز القومى به إدارة لإنتاج هذه الأفلام.
يرفض كمال عبد العزيز هذه الآراء مشيرا إلى أن السبب فى تعثر إنتاج الأعمال هو عدم نجاح أصحاب المشاريع فى إيجاد جهة إنتاجية أخرى تشارك فى إنتاج الأفلام حتى يتمكنوا من تنفيذها، موضحا أن تمويل كل فيلم يخضع لميعاد محدد حسب ما هو منصوص عليه فى الجداول، وأضاف عبد العزيز أن المركز ملتزم بتنفيذ العقود والدليل هو أن الشركة المنتجة لفيلم «فتاة المصنع» للمخرج محمد خان ويقوم ببطولته هانى عادل وياسمين رئيس، حصلت على الشيك الخاص ببداية أول يوم تصوير كما هو منصوص عليه فى العقد، وأوضح أن هناك بعض المخرجين ما زالوا فى حالة بحث عن ممول لأعمالهم، أما شروط الدعم فهى موجودة فى عقود تم الاتفاق عليها من قبل أن يتولى هو مسؤولية المركز، لذا فهو ملزم بتنفيذ هذه العقود لأن العقد شريعة المتعاقدين.
فيلم «لا مؤاخذة» للمخرج عمرو سلامة من ضمن الأفلام التى حصلت على الدعم من قبل وزارة الثقافة، وكان الفيلم مهددا بأن لا يرى النور بسبب تعنت هيئة الرقابة على المصنفات الفنية فى منحه ترخيصا، وهو ما جعل وزارة الثقافة تنتظر حل المشكلة قبل أن تمنحه الدعم، وهو ما حدث بعد أن قامت هيئة الرقابة على المصنفات بمنح الفيلم -الذى يدور حول طالب مسيحى يخفى ديانته عن بقية زملائه خشية الاضطهاد- الترخيص ليبدأ المخرج فى الوقت الحالى مرحلة اختيار أبطال للفيلم.