فى مثل يوم الغد، 11 فبراير منذ عامين، كانت الملايين فى ميادين الحرية بمختلف أنحاء الجمهورية تهتف بأعلى الصوت والحماس والثورة، والتمسك بالحلم والأمل «الشعب خلاص أسقط النظام»، محققين أول أهداف الثورة، وهو إسقاط رأس النظام آنذاك، حسنى مبارك، الذى ألقى نائبه الراحل عمر سليمان، خطاب تخليه عن السلطة. غدا وبعد عامين من هذه اللحظات يعود الثوار مرة أخرى إلى الميادين، للمطالبة برحيل نظام الإخوان، ورئيسهم محمد مرسى، بعدما ارتكب فى حق الشعب جرائم مبارك نفسها، فأسال دماءهم وسحل وعذب المئات من المتظاهرين، ومارس النهج الإقصائى ذاته فى التعامل مع المعارضة، بل وصل الحد إلى السكوت عن استباحة حلفائه لدماء معارضيه.
غدا يخرج المصريون فى ذكرى تخلى مبارك عن السلطة ليهتفوا من جديد «ارحل» فى وجه الرئيس ونظامه الذين استبدلوا جماعة السمع والطاعة بالحزب الوطنى، المسماة «الإخوان»، ويؤكدون أن الثورة ما زالت مستمرة فى قلوب الثوار، وأنها ستظل هكذا حتى يصبح الوطن حرا من كل مستبد.
القوى الثورية أعلنت عن مسيرتين سلميتين للمطالبة بإسقاط النظام والقصاص للشهداء والعدالة الاجتماعية. المسيرة الأولى ستخرج من أمام مسجد الفتح برمسيس، والثانية من أمام مسجد السيدة زينب، وتبدآن فى التحرك صوب ميدان التحرير فى تمام الساعة الخامسة مساء.
بيان القوى الثورية الداعية إلى إحياء فاعليات اليوم قال «إنه فى يوم 11 فبراير 2011 أجبر الشعب المصرى العظيم وشبابه الثائر ببسالته وصموده وثباته الديكتاتور السابق محمد حسنى مبارك على التنحى عن السلطة، داعية الشعب المصرى إلى تجديد العزم وتأكيد الإصرار على استكمال مسيرة الثورة وتحقيق النصر وإرادة الشعب»، ومن المنتظر أن تتصدر المشهد القوى الداعية، وعلى رأسها التيار الشعبى المصرى، وحزب الدستور، وحزب التحالف الشعبى الاشتراكى، وحركة كفاية، وحركة شباب 6 أبريل.
وفى سياق تصعيدى هددت جماعة «بلاك بلوك» باقتحام قصر الاتحادية فى ذكرى تنحى مبارك، بينما وجهت مجموعة من أصدقاء الشهيد محمد الجندى دعوة إلى المصريين للمشاركة فى وقفة حداد سوف تقام على روح الشهيد اليوم (الأحد) فى تمام الساعة الرابعة مساء على كوبرى قصر النيل، ويرفع خلالها شعار «لا للتعذيب». بينما أعلن التيار الشعبى المصرى على صفحته الرسمية عن تلك الدعوة، موجها نداء إلى كل أعضاء التيار للمشاركة بها، ومن المقرر أن يشارك بجانب أعضاء التيار عدد من القيادات والشخصيات العامة فى تلك الوقفة.
