مرة آخرى عاد يوم الأربعاء ليشهد عظة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مع البابا تواضروس الثاني، بعد توقف دام أكثر من 10 أشهر لآخر عظة ألقاها البابا الراحل شنودة الثالث مساء الأربعاء 7 مارس 2012 قبل وفاته بعشرة أيام، مساء السبت 17 مارس من العام الماضي.
البابا تواضروس قال في نهاية كلمته "في بلادنا بعض مشاهد العنف، وباسم الكنيسة ننبذ العنف، وكل صورة يظهر فيها شعب مصر وكأنه يتقاتل، ونصلي من أجل هذا السلام ونشارك بقلوبنا وجهودنا من أجل السلام الاجتماعي والاستقرار".
كما أعلن البابا عن تواجد الكنيسة (الخميس) في مشيخة الأزهر قائلا "لكي نقدم وثيقة للمجتمع عن نبذ العنف وتدعو لحوار ولحياة قوية، وتدعو المصريين بعد عامين من الثورة لنبدأ بالانطلاق ونترك الخلافات إلى حين"، مضيفا "الكنيسة تشارك بروح الصلاة ونؤمن بقوة الصلاة التي يمكن أن تغير الحال في مجتمعنا إلى الأفضل".
تواضروس أوضح "بلادنا غالية وعزيزة علينا وكل أخوتنا المصريين لهم مكانة في قلوبنا ونصلي لكل أخوتنا في المسؤولية أن يعطيهم الله الحكمة ويفكروا حسنا في مصير هذا البلد العظيم الذي نفتخر بإنتمائنا إليه" موضحا "كل مجهود يتم نشارك فيه" مؤكدا أن "الكنيسة مؤسسة روحية وتخدم المجتمع ولكن أمور السياسة هي بعيدة عنه أما حينما يحتاج الأمر أن نعلن عن محبتنا وتأديتنا لدور في المجتمع فسنؤدي، حولوا حياتكم إلى صلاة".
غابت فقرة أسئلة الحضور التي كان يخصص لها البابا الراحل شنودة الثالث النصف الأول من العظة، وتحدث البابا تواضروس عن "محبة الله"، وقال "سعيد أن نبدأ هذا الاجتماع بتذكار طيب الذكر صاحب القداسة البابا شنودة الثالث الذي أسس هذه الاجتماع وقدم خلاله خلاصة روحانية، كذلك اليوم 30 يناير هو 22 طوبة وفيه تذكار نياحة الأنبا أنطونيوس وهو اسم البابا شنودة في رهبانيته، والأنبا أنطونيوس مؤسس الرهبنة والحياة الديرية على أرض مصر".
بابا الإسكندرية تساءل: ماذا ينفع الإنسان أن يخصص حياته من أجل الله؟ وتابع قائلا "نجد أن محبة الله أنسكبت في قلب هذا الإنسان، فيترك العالم بكل ما فيه ليكون مع الله، ولنجعل هذا الاجتماع حول كلمة الله المقدسة"، مضيفا "أردت أن يكون الموضوع عن محبة الله، والحديث عن محبة الله متصل ومستمر ولا يكون له نهاية لأن الله المحبة ليس له نهاية ولا بداية، ويؤكد هذه الصورة قول الكتاب: نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولا".
البابا أضاف "من يستطيع أن يصف محبة الله؟.. فالقديس بولس قال "محبة المسيح تحصرنا" وكلمة تحصرنا واسعة وشاملة". وتابع "محبة الله محبة شخصية لذاته، فالله عندما أوجدك وخلقك، فهو لهدف وخطة موضوعة، لذا نكون لتكن مشيئتك يارب في حياتي، الله لا ينسى أحد حتى لو نسيت الأم رضيعه فالله لا ينسانا".
تواضروس أعطى مثالا عن "الأبرة في كومة القش التي يصعب البحث عنها"، وأوضح "الأبرة تمثل الإنسان وكومة القش كأنها الخطايا، ولكي نخرج الأبرة من كوم القش صعب جدا، لكن الله افتقد الإنسان وعمل من أجله".
البابا أوضح "يجب على الإنسان أن لا يسقط في الحقد والكراهية واللامبالاة وشهواته"، موضحا "أحب الناس الظلمة أكثر من النور، فنجد واحد بيحب العنف لأن في قلبه ظلمة، وواحد يحب السلوك الملتوي لأن قلبه بهذه الصورة".
شهدت عظة البابا تشديدات أمنية مكثفة من قبل الأمن المسؤولين عن تأمين البوابات وفرق الكشافة مما لاقى استهجان من الحضور حاول أن يعبر عنه أحد الحاضرين للعظة للبابا قبل بدايتها.
