إدفينا إحدي قري مركز رشيد بمحافظة البحيرة وتعد من أهم القري المصرية لما لها من تاريخ وحضارة ودور سياسي بارز، وتذكر كتب التاريخ أن هذه القرية كان لها دور واضح في صد هجوم حملة فريزر علي رشيد عندما أراد جنود الحملة أن يسلكوا نهر النيل جنوبًا حتي يطوقوا مدينة رشيد من الجنوب، فقام أهالي إدفينا بردهم ورشقوهم بالحجارة فرجعوا من حيث أتوا. إدفينا ينتهي عندها فعليًا نهر النيل بفرع رشيد، حيث أقامت حكومة الوفد عام 1948 قناطر إدفينا لحجب المياه العذبة عن المياه المالحة وافتتحها النحاس باشا عام 1951 ونظرًا لموقعها المتميز علي نهر النيل بني الخديوي إسماعيل استراحة خاصة له سرعان ما استكملها حفيده الملك فؤاد الأول ليبني قصرا ملكيا بها علي الطراز الإيطالي طالما اشتهرت به إدفينا، وحشد به كميات هائلة من الكتل الخراسانية الفرعونية وكذلك فإن أرضياته من الباركيه الإيطالي المنقوش، وتزينت حديقة القصر بعدد كبير من الأشجار النادرة المهداة للملكين فؤاد وفاروق من ملوك وزعماء العالم. كان هذا في الماضي أما.. الحاضر فهو مرير للغاية، فالقصر الملكي الذي يشبه إلي حد كبير قصر المنتزه بالإسكندرية يلاقي الأمرين من الإهمال، فلم تطله يد الترميم حتي انهارت أجزاء من مرساه النيلي والذي كان يرسو عليه يخت المحروسة الشهير، وتقع به الآن ومنذ عام 1974 كلية الطب البيطري التابعة لجامعة الإسكندرية وتتعامل إدارة الكلية مع القصر بلا مبالاة في شئون الصيانة رغم المطالبات الشعبية بنقل الكلية وتحويل القصر إلي مزار سياحي وعلي الرغم من ضمه إلي هيئة الآثار عام 2001. أما كبري مشاكل القرية التي تتبعها 15 قرية وعزبة فتتمثل في هيئة الأوقاف المصرية، حيث تقع أراضي ومنازل إدفينا تحت وطأة الهيئة بعد أن قامت هيئة الإصلاح الزراعي بإدفينا بتسليم كل المنطقة إلي الهيئة بالمخالفة للقانون في عام 1981 فخضعت المنطقة كلها للتجميد بما فيها قرية الساحل وقراها التابعة، حيث يعيش ما يقرب من 250 ألف نسمة في حالة من توقف الزمن وذلك بسبب اللاءات الكثيرة للهيئة وهي: لا للإحلال والتجديد.. لا لتوصيل المرافق لا للهدم لا للبناء.. لا للترميم حتي استحالت الحياة في إدفينا والتي تعاني أساسًا ضيق المساحة السكنية حيث لا توجد أحوزة عمرانية للقرية والتي طالما طالب أهلها بتحويلها لمركز مستقل عن رشيد للتزايد المستمر في عدد السكان والقري التابعة، علي أن تكون قريتا المحلة والساحل تابعتين لها، خاصة بعد توجه الحكومة إلي تحويل مدينة رشيد إلي مدينة أثرية مفتوحة علي غرار مدينة الأقصر، مما اضطر الأهالي نظرًا لضيق المساحات المسموح بها إلي البناء المستمر علي النيل وأحيانًا داخل النيل. ومن توابع مشكلة الأوقاف أيضًا عدم إحلال وتجديد مستشفي الصدر بإدفينا علي الرغم من اعتماد مبلغ 2.5 مليون جنيه لذلك الغرض لعدم موافقة الهيئة، أما منتفعو الإصلاح الزراعي التابعون للجمعية الزراعية بالملقة وعددهم 602 منتفع والذين قام رجال ثورة يوليو بتوزيع تلك الأراضي علي صغار الفلاحين منهم عام 1959 وما تلاها علي أن تملك بمرور 40عاما، فعلي ما يبدو فإن الأربعين عاما لم تمر بعد علي قرية إدفينا، حيث علي الرغم من استحقاقهم عقود التمليك منذ عام 1998 فإنهم يواجهون تعسفًا من قبل رجال الهيئة مما يحول تدون تسلمهم تلك العقود إلي الآن. أما المشكلات اليومية مثل محمد عيسوي غرق شوارع القرية بالصرف الصحي والقمامة فلم تعد مشكلة لأهاليها لاعتيادهم هذه الصورة باستمرار، ومعدية إدفينا والتي تنقل الركاب إلي مدينة مطوبس بكفر الشيخ مازالت تعاني الصدأ وتحميل ركاب أكثر من الحد المسموح.