عبر مثقفون عن استيائهم وعدم رضائهم عن إلغاء الرئاسة للتقليد السنوي بعقد لقاء بين الرئيس والمثقفين في اليوم الأول من معرض القاهرة الدولي للكتاب، معتبرين أن ذلك يكرس الانفصال بين الثقافة والسياسة، وينم عن عداء الإخوان للثقافة، فيما اعتبر آخرون أن مرسي قد اتخذ الطريق الأقصر لتجنب الإحراج مع المثقفين، الذين كان أغلبهم سيرفض الذهاب، بينما سيطرح من سيذهبون أسئلة محرجة. وكان وزير الثقافة قد صرح بأن الرئيس مرسي لن يلتقي بالمثقفين غداً بعد افتتاح المعرض في العاشرة صباحاً، وسيكتفي بعقد لقاء مع الناشرين المصريين بأحد مباني أرض المعارض. ويعد لقاء المثقفين بالرئيس تقليداً سنوياً أرساه مبارك، مع بداية تولي فاروق حسني لوزارة الثقافة. ويذكر أن أبرز الوقائع التي حدثت في هذا اللقاء مع مبارك، كانت تلك التي حدثت بين مبارك، والمفكر الراحل محمد السيد سعيد الذي طالب مبارك، بإجراء إصلاحات سياسية جريئة ما حدا بمبارك ليرد عليه بحدة قائلاً "أنت متطرف"، وهو الأمر الذي لم يمر بسلام، حيث ألغيت كل الفعاليات التي كانت مقررة لسعيد في المعرض هذا العام. وقال الكاتب أيمن الصياد، رئيس تحرير مجلة وجهات نظر إن مرسي اختار أن يلتقي برجال الأعمال، ومن يقومون على الصناعة بدلاً من أن يلتقي بمن يقدمون المحتوى والمضمون. وقال الصياد إن القاعدة أن القرار يعكس سياسية صانعه، ويعلم الله ما وراء القرار. وأضاف أن من يُسأل في هذا من خططوا لتلك المقابلة. ورأى الكاتب محمد سلماوي، أن إلغاء اللقاء هو دليل جديد على عداء الإخوان للثقافة، وأنه كان يتصور أنه بعد الثورة فإن التواصل بين الثقافة والسياسة سيكون أكبر، وأضاف أننا كنا نعاني في الماضي من انقطاع التواصل بين الثقافة والسياسة ولكن كان اللقاء يعقد رغم ذلك. وقال سلماوي إن انعزال الثقافة والسياسة كان نتيجته ما شهدنا خلال الفترة الماضية، وقال سلماوي إنه يعرف أن عدداً كبيراً من المثقفين كانوا سيرفضون تلبية الدعوة للقاء، ولكن السلطة السياسية كان عليها واجب أن تؤديه، لأنه لا توجد ثقافة دون سياسة. وأضاف سلماوي أن تجاهل السلطة السياسية لقوى مصر الناعمة ومن يمثلونها هو إخلال بمسئولية السلطة السياسية. من جانبه اعتبر الكاتب إبراهيم عبد المجيد، أن الرئاسة قد اتخذت الطريق الأقصر لتجنب طرح أسئلة محرجة من جانب المثقفين، وقال عبد المجيد إن المثقفين الذين كانوا سيذهبون للقاء الرئيس كانوا سيلامون خاصة بعدما اتضح أن اللقاء مع الرئيس لا فائدة منه بعد لقائهم معه بالقصر والذي لم يتحقق منه شيء. وقال عبد المجيد إن السؤال الوحيد الذي يتصور أن المثقفين كانوا سيطرحونه على الرئيس في اللقاء لو كان قد عقد هو: "لماذا تكذبون على هذا النحو؟".