النيران أمتدت إلى شقتهما من نافذة الجيران و ماتتا خنقا بالأسانسير. الموت كان مصرا أمس على حصد روح ربة منزل و إبنتها فى حى المعادى، ولم تفلح محاولتهما فى الإفلات من "أينما تكونوا يدركّم الموت"، الذى حاصرهما بألسنة النيران المتصاعدة من الشقة الموجودة أسفل شقتهما،
وعندما نجا من الموت حرقا واستقلا الأسانسير (المصعد) أنقطع التيار الكهربائى بالعمارة، فظلا محتجزان داخله حتى حضرت قوات الحماية المدنية، وتمكنت من فتح الأسانير، فأكتشفت مصرع الأم ونجلتها بسبب الأختناق الحاد الذى نتج من كثافة الدخان.
سامر ماهر وكيل نيابة المعادى، أنتقل إلى مكان البلاغ، وتبين له من الفحص والتحريات التى أجرتها المباحث، أن الحريق وقع بسبب ماس كهربائى، كما كشفت تحقيقات أحمد عزالدين رئيس نيابة المعادى أن موظفا يسكن أسفل الشقة التى يعيش فيها المجنى عليهما، فوجئ بحريق هائل داخل شقته فجر أمس السبت، بسبب أحتراق الدفاية الكهربائية التى يستخدمها،
وأشتعال النيران فيها، لتمتد النيران إلى السجادة ومنها إلى باقى الشقة، وتمكن الموظف من الفرار فور أكتشافه الحريق، وترك باب الشقة مفتوحا و هرول بحياته بعيدا عن النار التى تصاعدت فى شكل ألسنة من اللهب أمتدت إلى الطابق العلوى وأشعلته، فأكتشفت الأسرة التى تسكنه اشتعال النيران داخل شقتهم،
لكنهم نجحوا فى الفرار من ألسنة اللهب التى حاصرتهم، واستقلوا الأسانسير، وتصادف ذلك قيام لأفراد أمن العقار بفصل التيار الكهربائى عن العمارة كلها، فتعطل الأسانسير أمام الشقة التى أشتعلت فيها النيران وترك صاحبها الباب مفتوحا، ليحاصر الدخان الأسانسير المتعطل ويقضى على المرأة و إبنتها.
من جانبها، أمرت النيابة بإنتداب رجال المعمل الجنائى، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، لبيان ما إذا كانت الحريق وقع بفعل فاعل أم لا، و سؤال الشهود.