ترأس البابا تواضروس الثاني ،بابا الاسكندرية وبطريريك الكرازة المرقسية، قداس وصلوات عيد الغطاس، أول من أمس الجمعة، بمقر الكنيسة الكاتدرائية بمحافظة الإسكندرية، فى أول زيارة رسمية له منذ تنصيبه بطريركاً. وحرص الشعب القبطي على استقبال البابا تواضروس، بحفاوة كبيرة، الأمر الذي اعتبره البابا بأنه يوم تجليس أخر، خاصة وان موعد العيد تصادف يوم 18 من شهر يناير وهو نفس رقم يوم التجليس في 18 نوفمبر مقدماً التهنئة لأقباط الإسكندرية الذين توافدوا بأعداد غفيرة على الكنيسة للصلاة خلفه، قائلاً : اهنئكم أيها الأحباب بعيد الغطاس، وانقل لكم محبة كل الأباء في المجمع المقدس وكل الهيئات والمؤسسات، وعلينا أن نسعد ونفرح بهذا العيد.
وترأس تواضروس نحو 7 صلوات بدأت فى تمام السادسة والنصف مساءً وحتى الساعات الأولى من صباح السبت، من بينها صلاة من أجل المسافرين والمرضى والزرع والسلامة والآباء ورئيس مصر، وصلاة السلام لمصر.
وقال «تواضروس» خلال العظة التي ألقاها ،فى تمام العاشرة ونصف مساءً، أن عيد الغطاس يشير ل3 مشاهد المسيح المفرح والمسيح المخلص والمسيح المعلم، فهو عيد الزهور والشموع، وهو عيد بدايته تؤكد ان الانسان من تراب، ونحن من السماء وللسماء نعود. وأضاف، أن الخطيئة التى يرتكبها الانسان، هي الكارثة الوحيدة في حياته ، ومازال يحتاج لمن يرفع خطيئته لأنها تمنع الانسان من السماء، مٌعتبرًا ان المسيح المخلص مسح الخطيئة، التي لحقت بالانسان، وهي الخطيئة التي تغيب بها سعادة الانسان، والبيت الواحد بقوا معندهمش فرح، عايشين حياتهم بياكلوا ويشربوا.
وواصل، مشكلة الانسان اليوم انه لا يسمع، لا اقصد انه لديه صمم ولكن اقصد السمع الروحي، فلان يقولك ده بيسمع دبة النمل، طب بتسمع وصية ربنا، وبتسمع الوصية والكلمة المقدسة؟!، وهذه مشكلة الانسان ونسيانه للروحانيات، والمسيح يقول من له اذنان للسمع فليسمع، وعلينا ان نعيش بهذه المعاني في عيد الغطاس، وهو عيد لتجديد حياتنا الداخلية.
وتابع أن الكنيسة المصرية كانت تسخدم نهر النيل كحوض لصلاة «اللقان»الخاصة بتقديس المياه في عيد الغطاس باعتبار أن المياه أصل الحياة، وأن صلاة اللقان تتضمن صلاة من أجل رئيس الدولة والأرض والزروع والرياح ومن أجل السلام والآباء واجتماعات الكنيسة، مشيراً إلى أن مياه اللقان يحتفظ بها المسيحيون فى منازلهم للتبرك بها حتى صلاة اللقان القادم وتستخدم فى مباركة كل شيء يخص حياة الانسان.
واختتم عظته «نصلي من أجل كنيستنا المقدسة، ونتذكر بالخير الأنبا شنودة الثالث نحن تلاميذ مدرسته التي اسسها منذ سنين، ونطلب شفاعته، نصلي لسلامة بلادنا وان تتمتع بنظرة ثاقبة وفكر واعي وحكمة، وان يحفظها الله من كل الشرور والكوارث، وان يجعل المجتمع المصري بمسلميه ومسيحييه مجتمع قيم، ونتمنى ان تعود مصر لسابق عهدها بلد حضارة وبلد في مركز القلب بالنسبة للعالم كله».
ولفت، إلى أن الصلوات التي ترفع خاصة من الاسكندرية ويستقبلها الله، نأمل ان يشملها بعطاياه، وان تكون صلوات سلامة لبلادنا من كل الشرور.
وشارك فى الصلوات كل من الاسقف العام بالقاهرة، وكهنة كنائس البحيرة والاسكندرية وكاهن من استراليا، وعدد من الكهنة والآباء يتقدمهم القمص رويس مرقص وكيل البطريركية بالاسكندرية.
وكان المئات من الشعب القبطي توافدوا لحضور قُداس عيد الغطاس الذي ترأسه البابا تواضروس الثاني، في أول زيارة له للمقر الأصلى للكرسى الباباوى بالإسكندرية منذ تنصيبه بطريركا للكرازة المرقسية، فى احتفالات الغطاس التي كان يحرص البابا شنودة الثالث على حضورها سنويا ، والتي انقطع عنها آخر 3 سنوات له بسبب خلافات مع محافظ الإسكندرية بعد مظاهرات للسلفيين.
وشهدت الكنيسة تشديد أمنية مكثفة أمام الكنيسة، لتأمين الاحتفالات، وتم التنسيق مع كشافة الكنائس لترتيب عملية التأمين بوضع رقابة على الأبواب، وأجهزة لكشف المعادن، تحسبًا لأي عمليات قد تستهدف الكنائس.