لم تلق تهنئة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وكلمته للإيرانيين بمناسبة رأس السنة الفارسية أي رد فعل ايجابي من جانب النظام الإيراني، واتفقت التصريحات الرسمية على أنها لن تسمح بالتدخل في الشؤون الإيرانية من جانب من وصفتهم تلك التصريحات بأعداء الجمهورية الإسلامية. فمن جانبه، قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في رسالة تلفزيونية بمناسبة رأس السنة الفارسية إن "أعداء الجمهورية الإسلامية يركزون جهودهم كلها بعد مضى 30 عاما على محاولة هزيمة الثورة من الداخل". وأضاف أن "الأمة الإيرانية استطاعت هزيمة أعدائها بمقاومتها الاستثنائية ويقظتها وتصميمها". وجائت كلمة خامنئي بعدما كرر الرئيس الأمريكي عبر رسالة مصورة عرضه المقدم منذ عام للحوار مع طهران، وانتقاده الحكومة الإيرانية لما أسماه رفضها التعاون مع المجتمع الدولي بخصوص برنامجها النووي. من جهته، قال نجاد في رسالة تلفزيونية بنفس المناسبة إن "الأمة الإيرانية ستحمي أمنها القومي بكل قوة، وستقطع أي أيد قذرة من أي جزء من العالم تحاول أن تؤذي الجمهورية". واعتبر في الكلمة التي تلت رسالة أوباما أن إعادة انتخابه في يونيو الماضي كانت مثالا صادقا للديمقراطية قدمته بلاده للعالم، وتعبيرا عن النهج الذي اختارته الحكومة الإيرانية. وتابع نجاد قائلا إن العدو حاول أن يلطخ انتصار الشعب الإيراني بالوحل، مضيفا أن ذلك أدى في الواقع إلى "تلطيخ وجوههم بالوحل". وقال أيضا "عليهم أن يعلموا أن الأمة الإيرانية مصممة أكثر من السابق على بلوغ أهدافها". في الوقت نفسه، اعتبر عضو لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني، حسين إبراهيمي، أن رسالة أوباما تتناقض في مضامينها، وفق ما نقلت الإذاعة الإيرانية. وقال إبراهيمي إن هذا الخطاب وتخصيص 46 مليون دولار لدعم الحرب الإلكترونية والنفسية ضد الشعب الإيراني خير دليل على التدخل الأمريكي في الشأن الداخلي. وكان الرئيس الأمريكي قد أعاد في كلمة وجهها إلى الإيرانيين السبت بمناسبة عيد "النوروز" عرض فتح باب الحوار مع إيران رغم انتقاده قيام طهران ب"عزل نفسها" في إشارة إلى رفضها عروض الدول الكبرى لمعالجة أزمة ملفها النووي، مؤكداً تطلع واشنطن إلى مستقبل يتمكن من خلال الشعب الإيراني من إنجاز "تبادل ثقافي وتعليمي" مع العالم. وأكد المسؤول الإيراني أن الرئيس الأمريكي يعيش في أزمة، وأنه يكرر أخطاء سلفه، ولكن بشكل غير مباشر، وأضاف: "إن بوش كان يتحدث ويهدد بشكل صريح ولكن أوباما يتخذ إسلوبا مزدوجاً في تعامله مع طهران ولذلك هناك تناقض بين حديثه وعمله. " وقال أوباما، في رسالة فيديو مسجلة عرضت بمناسبة حلول رأس السنة الفارسية "نوروز" إنه ما زال ملتزماً بالتطلع نحو مستقبل أفضل في العلاقات مع إيران، وأكد حرصه على معرفة الشعب الإيراني للقيم الأمريكية التي تحترم "كرامة الإنسان والقانون الدولي،" ولوح باستمرار السعي لمعاقبة إيران وتوفير حرية الوصول للانترنت بالبلاد. وأضاف: "نتطلع إلى مستقبل يمكن فيه للإيرانيين المشاركة بشكل كامل في الاقتصاد الدولي، وإثراء العالم بالتبادل الثقافي والتعليمي.. ولهذا نواصل التزامنا بحصول الشعب الإيراني على مستقبل زاهر رغم الاختلافات المستمرة بينا وبين الحكومة الإيرانية