مكتب الإرشاد اختاره لتولي الوزارة.. وعمال المترو يحذرون من أخونة "الجهاز"
نشأ وزير النقل الجديد الدكتور حاتم عبد اللطيف في حضن "الجماعة" منذ نعومة أظافره، انتماؤه جاء بالميراث، فعدد كبير من عائلته ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، ما انعكس على ميوله وإتجاهاته الفكرية وبات مرتبطا ارتباطا وثيقا بالجماعة، وأثناء دراسته الجامعية حاز على ثقة الإخوان وكان من ضمن مسؤولي ملف الطلبة بكلية الهندسة، وبعد تخرجه عمل معيدا بالكلية وتدرج فى المناصب حتى أصبح استاذ الطرق والمرور بالجامعة، ثم وكيل كلية الهندسة لشؤون الدراسات العليا والبحوث بجامعة عين شمس.
عبد اللطيف تولى مسؤولية ملف النقل البرى بحزب الحرية والعدالة، ونظرا لأنه يعمل كثيرا ويتحدث قليلا تم تزكيته من قبل مكتب الإرشاد وحزب الحرية والعدالة لتولي حقيبة وزارة النقل في التعديلات الوزارية الجديدة، وهو ما لم يستطع رئيس الوزراء هشام قنديل رفضه نظرا لخلو كرسي الوزارة بعد استقالة وزير النقل السابق الدكتور محمد رشاد المتيني على خلفية حادث قطار أسيوط الذى راح ضحيته 53 طفلا، بالإضافة إلى إصابة 17 آخرين إثر اصطدامه بحافلة مدرسية.
وزير النقل الإخوانى، كان المسؤول الأول عن حشد ونقل الإخوان من محافظات مصر المختلفة إلى القاهرة لحضور المظاهرات والمؤتمرات التى دعت إليها الجماعة لتأييد الرئيس مرسي في قراراته الأخيرة.
عبد اللطيف نجح من وجهة نظر الجماعة والحزب فى نقل شباب الإخوان وأسرهم عن طريق وسائل النقل المختلفة وحشدهم في "الباصات والسكة والحديد والمترو".. للوصول في الموعد المحدد إلى أماكن التظاهرات المؤيدة للرئيس، وهو ما جعله جديرا وأهلا للثقة لدى الإخوان لكي يتولى منصب وزير النقل.
ويواجه عبد اللطيف تحديا صعبا داخل أروقة وزارة النقل، فالوزير السابق رحل من الوزارة دون أن يضع أى بصمة، فتركها مكتظة بالمشكلات المعقدة التي يصعب حلها، فهل ينجح الوزير الإخواني في فك طلاسم هذا القطاع الحيوي والمهم وإعادة هيكلته وترتيب البيت من الداخل عن طريق تصعيد قيادات شابة، وإقصاء القيادات التي شاخت بالوزارة.
الوزير الإخواني، وقبل أن يضع قدمه فى الوزارة ، متهم بأخونة القطاع عن طريق الإطاحة بقيادات الوزارة لصالح أعضاء الاخوان العاملين داخل الوزارة والهيئات والشركات التابعة لها، فهل ينجح عبداللطيف في طمأنة موظفيه وإقناعهم بأنه لن يؤخونوا الوزارة.
الوزير الجديد قال ل"التحرير" (إن أولى اهتماماته الحفاظ على أرواح المصريين، عن طريق توفير وسائل نقل آمنة لهم والاهتمام بشبكة الطرق والكباري والسكة الحديد ومترو الأنفاق)، معترفا في الوقت نفسه بأن قطاع النقل في مصر به خلل واضح ولابد من دراسة أوجه التقصير والخلل والعمل على حلها في أقرب وقت ممكن.
وأوضح أن قطاع النقل بات متهالكا بعض الشيء، لذلك يجب تطويره وتحديثه، لافتا إلى أن الأيام المقبلة سوف تشهد إصلاحا تدريجيا داخل هذا القطاع الحيوي والمهم بالنسبة للدولة والمواطن معا.
من جانبهم، فإن قيادات النقابة العامة والمستقلة للسكة الحديد، أجمعوا على أن مشاكل عديدة ستواجه الوزير الجديد وان السبيل الوحيد امامه للخروج من تلك المشاكل هو النزول إلى ارض الواقع والاستماع الى العاملين بالمرفق، فيما أكد العاملون في المترو على تخوفهم من الوزير الإخواني لأنهم تعلموا الدرس في إضرابهم الأخير، وتأكدوا ان الاخوان لا يجيدون التعامل مع المشكلة إلا بالمراوغة.
رئيس النقابة العامة للعاملين بالسكة الحديد عبد الفتاح فكري شدد على أن على الوزير الجديد للنقل عقد لقاءات دورية في عمليات تطوير هيئة السكة الحديد، خاصة ان العاملين في الهيئة هم على دراية كافية بمشاكلهم، وانه لابد من اعادة النظر في الشركات الموجودة بالهيئة التي ادت الى تحميل الهيئة أعباء مالية وأرهقتها ماديا، كما ان هناك العديد من المشاكل التي ستواجه الوزير الجديد، على رأسها ما يخص العاملين بالسكة الحديد، وهو العمل على ايجاد علاج أسري، وتوفير ملابس العمل لطوائف التشغيل وتحسين صورة العامل وتكميل الاجراءات الادارية، وان يكون هناك مساواة عند منح العلاوات التشجيعية، كما أنه أبدى استعداده للتعاون مع الوزير من اجل تطوير مرفق السكة الحديد وعلاج كافة المشكلات التي تواجه المرفق والعاملين مطالبا بضرورة المشاركة في المشروعات والبرامج المتعلقة بذلك، خاصة أن العاملين لهم رؤية واقعية في حل مشاكل المرفق، مشيرا إلى أن مطالبهم المالية سوف تؤجل تقديرا منهم للظروف الاقتصادية للدولة.
فيما رأى رئيس النقابة المستقلة للعاملين بالسكة الحديد "تحت التأسيس" ان مشاكل وزارة النقل لا تحصى خاصة مرفق السكة الحديد لما به من مشاكل عديدة واهمها المزلقانات التى تحتاج الى تطوير كبير، لأنها تهدد ارواح المواطنين وان على الوزير الجديد ان يتحرك بنفسه على تلك المشاكل، وليس الاستماع الى مستشاريه بالوزارة الذى يقتصر دورهم على التعتيم على مشاكل الوزارة وهذا ما تسبب في فشل اغلب الوزراء في التعامل مع تلك الوزارة على وجه الخصوص.
موقف ورأي مختلف تبناه الامين العام للنقابة المستقلة للعاملين بمترو الانفاق انور بدور، الذي اكد ان النقابة مجبرة على التعامل مع الوزير الإخواني رغم قلقهم من سيطرة الاخوان على جميع اجهزة الدولة، خاصة انهم يعتمدون في التعامل مع مشاكل العاملين في مرفق مترو الانفاق على المراوغة ولا يقومون بإيجاد اي حلول جزرية للمشاكل، "وهذا كان واضحا فى تعامل القيادة السياسية مع مشكلة مترو الانفاق الاخيرة واضرابهم عن العمل"، كما ابدى "بدور" تخوف جميع العاملين في المترو من قيام الوزير الجديد بوضع قيادي إخواني على رأس شركة مترو الانفاق، وهذا لمسه العاملين في ترويج عدد من الشائعات أمس عن ترشيح اخواني لإدارة جهاز المترو، وهو ما اعتبره بدور "جس نبض للعاملين".